تعظيم المساجد والمقدسات وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ"
سلوى المغربي (أم يوسف)
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5098
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في عصر الشبكة العنكبوتية وانتشار التغريدات من هنا وهناك , و كثرة برامج التلفاز، في عصر الحريات والرأى والرأى الآخر والقدرة على التعبير والأمل في التغير . رأينا وسمعنا شعارات كثيرة للتحرر والتحول الديمقراطي في بلادنا الإسلامية ,
ولم يخطر ببالنا أن كل هذه الصيحات والدعوات والأصوات العالية المنادية للحريات أن تكون حريات على مفاهيم الدين والاستهانة بالشريعة وما انزل الله , والسخرية من أئمة الدين وعلمائنا الأفاضل الأجلاء . والسب للقامات العالية من المشايخ بأبشع الألفاظ وأقذر التعبيرات والتغريدات وتطور الأمر أن وصل بهم إلى سب الذات الإلهية نفسها .
يقول الحافظ ابن عساكر رحمه الله:
اعْلَم يَا أخي وفقنا الله وَإِيَّاك لمرضاته وَجَعَلنَا مِمَّن يخشاه ويتقيه حق تُقَاته أَن لُحُوم الْعلمَاء مَسْمُومَة،وَعَادَة الله فِي هتك أَسْتَار منتقصهم مَعْلُومَة وَأَن من أطلق لِسَانه فِي الْعلمَاء بالثلب بلاه الله قبل مَوته بِمَوْت الْقلب {فليحذر الَّذين يخالفون عَن أمره أَن تصيبهم فتْنَة أَو يصيبهم عَذَاب أَلِيم.
وتعمد البعض أن يشيع بين المسلمين تأصيل فكرة عدم الأهمية إلى احترام الرموز والكيانات الإسلامية , بحجة أنهم بشر يصيب ويخطئ , وأنهم يتاجرون باسم الدين ,وإذا بحثنا عنهم وجدناهم أكثر الناس فسقا وضلالا .
وللأسف الشديد انجرف لهذا الفكر عدد كبير من عوام الناس الذين غيبوا عقولهم وقلبوهم وأصبحوا دمية في أيدي هؤلاء المهرجين الذين يخرجون علينا في الشاشات ليل نهار .
وهذا رأي الشرع من موقع الإسلام سؤال وجواب في حكم مجالسة الفساق والسماع لهم , وعدم الغيرة على دينهم من هول ما يسمعون من هؤلاء الفساق أعداء الله ورسوله " يعمد كثير من الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم إلى مجالسة بعض أهل الفسق والفجور , بل ربما جالسوا بعض الذين يطعنون في شريعة الله ويستهزئون بدينه وأوليائه , ولاشك أن هذا عمل محرم يقدح في العقيدة قال الله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) الأنعام/68
فلا يجوز الجلوس معهم في هذه الحالة وإن اشتدت قرابتهم أو لطف معشرهم وعذبت ألسنتهم إلا لمن أراد دعوتهم أو رد باطلهم أو الإنكار عليهم , أما الرضا أو السكوت فلا،
قال الله تعالى: (فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) التوبة/96" وتغافل البعض عن قول الله عز وجل ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب (32 ) الحج , انتهى
فهذا أمر من الله عز وجل بتعظيمه وتعظيم شعائره وتوقيره سرا وعلانية , بجوارحنا وفي ألفاظنا وحواراتنا وجميع حياتنا ,وقرن هذا التعظيم بشيء هام جدا لا يكون إلا لمن يتقي الله ,أي يخافه في السر والعلن فالتقوى محلها القلب ,والقلب الخاشع الخائف المترقب لا يقبل أن تهان الشعائر أو الاستهزاء بأي أمر يخص الدين ,وأضاف التقوى إلى القلوب لأن حقيقة التقوى في القلب ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح الحديث :[ التقوى هاهنا ] وأشار إلى صدره
وعمد هؤلاء الجهلاء الفساق أيضا إلى زعزعة تعظيم مقدساتنا الإسلامية والاستهانة بالمساجد والاستهزاء بعلماء الدين ورموز الآمة الإسلامية والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بل والرسول صلوات الله عليه . وتناسوا أن احترام الخصوصيات والمقدسات الدينية من ضمن ثوابتنا وعقيدتنا ولا نقبل المساس بها , أو التعدي على رموزها، فبيوت الله على الأرض المساجد , قال تعالى :{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ .} النور (36).
لذلك لا يقبل مسلم يحب الله ويوقره أن تهان مساجدنا التي هي بيوت الله عز وجل .ففي الآونة الأخيرة رأينا العجب العجاب من أناس أهانوا المساجد في بلادنا الإسلامية العربية ودنسوها وهدموها ولم يراعوا فيها حرمة ولا مكانة عظيمة عند الله ,
دنست المساجد وهوجمت على أيدي مسلمين في الهوية فقط للأسف , لأنهم لو عظموا الله ما دنسوا بيوته ولا اعتدى عليها وعلى من احتمى داخلها .
قال تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } البقرة( 114)
لم يعظموا الله في قلوبهم فهانت عليهم بيوت الله التي وعد زوارها بالإكرام , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد فهو زائر الله تعالى، وحق على المزور أن يكرم زائره ". رواه الطبراني، وحسنه الشيخ الألباني
والمتأمل لحال الأمة الإسلامية الآن وما ألت إليه , لعرفنا سبب انهيار الثوابت في الآونة الأخيرة , ولو أعدنا المعايير الشرعية كما تربى عليها الصحابة،لعظمنا بيوت الله، وعظمنا كل شيء يتعلق ببيوت الله عز وجل وشريعته ، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا } رواه مسلم
وفي الصحيحين وغيرهما عن عثمان بن عفان رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{ من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة } .
لكن بعض المسلمين وهم ليسوا بالعدد القليل أكثر ما يشغل بالهم الفتن والمغريات والملهيات والمثيرات التي توقعهم في ارتكاب المعاصي والرذيلة، واعموا أبصارهم وصموا آذانهم عن كل داع للخير والهدى , ولم يستجيبوا ولم ينصتوا إلا لأصحاب الأفكار والرسالات الضالة المضلة , والإعلاميون المضلون واقفون للمجتمع الإسلامي بالمرصاد والعلمانيين في بلاد الإسلام اشد خطرا على الأمة من اليهود والنصارى ,
كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { دعاة على أبواب جهنم }في حديث طويل للصحابي حذيفة بن اليمان رواه البخاري
{ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟
قال: هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟
قال: فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنت على ذلك }
دعاة يقفون للمسلمين بكل ما يمتلكون من مال وإعلام
ينعقون في كل إذاعة ومنبر ومجلة وصحيفة يريدون أن يغروهم بالرذيلة
وينسوهم ثوابت دينهم وعقيدتهم وولاءهم وبراءهم .
قال تعالى :"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره
وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " لأنعام ( 68 )
ولا يجتمع في القلب الواحد تعظيم الله عز وجل مع الاستخفاف به ولذا كان الاستهزاء بالله تعالى أو بآياته ورسله كفر كيفما وقع جدا أو هزلا قال الله تعالى في سورة التوبة :( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ
قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) التوبة 64-66 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا نص في أن الاستهزاء بالله و بآياته وبرسوله كفر وقد دلت هذه الآية على أ ن كل من تنقص رسول الله جادا أو هازلا فقد كفر" الصارم المسلول (2/70)
وقال العلامة السعدي :" إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة " .
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)، وهذه الآية تكرر ورودها في القرآن في ثلاثة مواضع؛ في سورة الأنعام قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية91)،
وفي سورة الحج قال الله تعالى: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج:74)،
وفي سورة الزمر قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67).
وتكرر ورود هذه الآية يدل على عظم معناها وأهميته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها على أصحابه في خطبه كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر :
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويحركها يقبل بها ويدبر
يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به"
كيفية تعظيم المساجد
*من أساسيات تعظيم المساجد احترامها وتوقيرها في القلب والشعور بأنها بيوت الله في الأرض ،وعدم العبث بها، وتطهيرها وتنظيفها فعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أمر بالمساجد أن تبنى في الدور، وأن تطهر وتطيب
***
الالتزام بآداب الدخول والخروج من المسجد والأذكار الخاصة به وأداء تحية المسجد عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:{ إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس } رواه مسلم
***
التطيب والتزين بالنسبة للرجال عند الذهاب إلى المساجد وارتداء افضل وانظف الثياب قال تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } الأعراف 31
***
اعمار المساجد قال تعالى :
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } التوبة 18
قال صاحب الظلال :
إن بيوت الله خالصة لله، لا يذكر فيها إلا اسمه، ولا يدعى معه فيها أحد غيره، فكيف يعمرها من لا يعمر التوحيد قلوبهم، ومن يدعون مع الله شركاء، فهي باطلة أصلاً، ومنها عمارة بيت الله التي لا تقوم إلا على قاعدة من توحيد الله"
***
الشوق والسعي إلى المساجد وانتظار الصلاة تلو الصلاة بحب وشغف والقلوب معلقة بها لا تريد أن ترحل عنها ليكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله { ورجل قلبه معلق بالمساجد }
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:{ لا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاةٍ مَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ مَا لَمْ يُحْدِثْ } رواه البخاري
وعَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: { أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟
قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ؛ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ }رواه مسلم
***
التزام الهدوء وعدم إحداث فوضى داخل المسجد نْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلَاثًا، وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ) رواه مسلم
أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها.
***
الامتناع عن كل ما يؤذي رواد المساجد من الروائح الكريهة، والصخب، وغيره
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:{ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ (وقَالَ مَرَّةً: مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ )فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ }رواه مسلم
***
ومن تعظيم المساجد وحرمتها أيضا ما جاء عن طريق المنهيات
البيع والشراء ونحوهما من العقود داخل المسجد:
فإنها وإنْ كانت مباحة في الأصل، فلأنها تشغل عن الله، وتقلل من تجويد الذكر والعبادة والدعاء، لذلك مُنعت في بيوت الله ليكون العبد فيها عبداً خالصاً لله
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: { إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا: لاَ أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً فَقُولُوا: لاَ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ }رواه البخاري
كذلك من المنهي عنه في المسجد نشد الضالة:وقد صرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهي عن ذلك، وشدّد فيه كما في حديث أَبي هريرة - رضي الله عنه - السابق
{ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً فَقُولُوا: لاَ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ }
***
ومن الأمور المنهي عنها وممنوعة داخل المسجد:
إنشاد الشعر في المسجد، وإقامة الحدود والاستيقاد
فعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ أَنَّهُ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
{ أَنْ يُسْتَقَادَ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الْأَشْعَارُ، وَأَنْ تُقَامَ فِيهِ الْحُدُودُ }سنن أبي داود
***
* عدم التشبيك بين اليدين إذا خرج عامدا إلى المسجد،لأنه لا يزال في صلاة إذا عمد إلى الصلاة.
* عدم الإسراع بالمشي إذا أقيمت الصلاة، بل يمشي وعليه السكينة والوقار
* النهي عن التباهي في المساجد، وعن تزيينها بتحمير أو تصفير أو زخرفة وكل ما يشغل المصلين.
كل هذه الأمور وغيرها مما تعظم به مساجد الله والتي حددها الله عز وجل في كتابه الكريم أو رسوله في سنته وأرشدنا إليها العلماء الأفاضل ليعلم أهل المساجد أدبها، ووقيرها وتعظيمها في نفوسهم ومجتمعاتهم
وليكون للمسجد مكانة خاصة في قلب كل مسلم صغير كان أو كبير فهي أماكن عبادة معظمة ومحرم فيها ما يكون في سواها مباحا , وليست كبقية الأماكن الأخرى فإذا ما دخلها المسلم انصرف عن كل مشغلات الحياة الدنيا الملهية , وتذكر عظمة الجليل وقدرته وقرب الأجل والحساب واهتم فقط بالعبادة والطاعة والخشوع وخفض الصوت ليعين من حوله من المصلين أو الذين يتلون القران أن يخشعوا في عبادتهم ولا يفسدها عليهم والحرص على إطالة البقاء في العبادة والدعاء فهم بهذا يعمرون بيوت الله .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: