البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قــصة زيــارتـــيـن

كاتب المقال  رافد العزاوي - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4691


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بتأريخ الرابع من آذار/مارس 2013، وصلَ الى العراق رئيس وزراء مصر (الإخواني) هشام قنديل في زيارة عمل مَـصحوباً بعدد من الوزراء المُختصين بالمجال الإقتصادي و60 رجل أعمال مصري!!
في المؤتمر الصحفي المُشترك الذي جرى بعد ساعات من وصول رئيس وزراء مصر، تحدث المالكي عن مشروع لـــــمَـــدْ إنبوب سينقل النفط الخام العراقي الى مصر ((لـــتـكـريـرهِ)) وليس لتصديرهِ الى المُشترين [مثلما يحصل مع إنبوب النفط العراقي ــ التركي] وهناك فرق كبير جداً بين العمليتين من النواحي التجارية طبعاً ...

في الواقع إان هذا الأنبوب هو نفس الأنبوب الذي سيتم من خلالهِ تزويد الاردن بالنفط وليس إنبوب آخر جديد ...
لكن، هنا يجب أن أقول هذه المعلومة وهي: لا توجد في مصر مصافي نفط مُتقدمة جداً أو ذات طاقة إنتاجية هائلة بحيث تزيد عن حاجتها لأنها دولة ليست نفطية بالدرجة الاولى!

وبسبب المعلومة أعلاه فهناك سؤالين يـُــطرحان على الطاولة بقوة:
السؤال الأول: لماذا إذن سيتم ضخ النفط العراقي الخام الى مصر لكي يتم تكريرهُ هناك؟!!
السؤال الثاني: ماذا سيستفيد العراق من هذه العملية؟؟!!
لكي نُجيب على السؤال الأول أقول: معروف للجميع أن مصر هي المُصدّرْ الأول للمحروقات لــكـل من إسرائيل والأردن! ولهذا أستطيع أن أقول بكل ثقة أن مصر [بقيادة الإخوان]!!! ستقوم بتكرير النفط العراقي لكي تقوم بتصديرهُ فيما بعد الى إسرائيل! ومن ثم سوف تستفيد مصر (((مـــاديـــاً)))!!
قبل أن أُجيب على السؤال الثاني، يجب أن أطرح مجموعة أسئلة هامة وهي:

1. كيف حصل هذا الاتفاق الهام بين العراق [المحكوم من قبل حزب مُتعصّبْ مُتطرف وظلامي] ومصر [المحكومة من قبل حزب مُتعصّبْ مُتطرف وظلامي ولكن من الجهة الآخرى]؟!

2. لماذا حصل هذا الاتفاق الهام الان بالذات؟!

3. السؤال الأهم: لماذا (وكيفَ) سمحت إيران ((الآن)) للمالكي بأن يعقد إتفاق مهم وإستراتيجي مع أكبر دولة عربية (مصر) وهي التي خــــــــرّبت علاقات العراق مع كل محيطهِ العربي؟!!

كلنا نعرف أن العلاقة بين العراق ومصر قد ساءت جداً بعد أن دفعت مصر حياة سفيرها في العراق ثمناً لمحاولة التقرّب التي بذلتها مصر في سنة 2005، وأنا (شخصياً) أعرف ان السفير المصري الذي إستشهد في سنة 2005 قد تمت تصفيتهُ بواسطة المخابرات الإيرانية، لأن إيران لم تكن لتسمح ببناء علاقات جيدة ما بين العراق (الجديد) وبين إخوانه العرب!!!
الجواب على هذه الإسئلة يكمن في أن زيارة (أحمدي نجاد) الأخيرة الى مصر، في القمة الأسلامية الأخيرة!! طلبت حكومة ((الإخوان)) في مصر مساعدة مالية إيرانية لعدة أسباب منها:

1. إن صندوق النقد الدولي مُتردد في منح مصر القرض الذي طلبتهُ.

2. الولايات المتحدة واقفة تتفرج على الأحوال المُستعرة في مصر بل وتزيد في إشتعالها.

3. وصلت الأزمة الأقتصادية المصرية حداً لا يُطاق، والشعب غاضب جداً على الجماعة الظلامية المتطرفة المُسماة (الأخوان المسلمين) مما عرضهم الى خسارة حوالي (80%) من جمهورهم، وهذا ما سنراه في أية إنتخابات قادمة.

4. إبتزاز دول الخليج العربي التي لها خبرة في التعامل مع السياسة المصرية والتي تنتهج إسلوب (البهلوان الذي يلعب على الحبال) من بعد وفاة جمال عبد الناصر والى حد اليوم، فدول الخليج العربي واقعة ما بين نيران لا تعرف كيف تتعامل معها مجتمعة!!

ولكل هذا أعلاه، فأن (أحمدي نجاد) أخبر (الرئيس المصري) بأن يُرسل رئيس وزرائه الى بغداد لكي يأخذ نفط خام وتكررهُ مصر، لأن (أحمدي نجاد) سوف يأمر (محافظ العراق المالكي) لكي يمنح مصر ((نفط)) ومن خلاله تستفيد!! فكما يعلم الجميع عــــــراق اليوم هو محافظة إيرانية مَحظة، لا أكثر ولا أقل شاء من شاء وأبى من أبى،،،
الى هنا أنا متأكد أن القارىء العزيز سوف يتسائل: رافد العزاوي لحد الان يتحدث عن زيارة واحدة فقط تمت للعراق ... ماذا عن الزيارة الثانية؟
الزيارة الثانية هي لوزير الخارجية الإيراني (علي أكبر صالحي) الذي وصلَ للعراق [في نفس يوم (4/3)!!!] عبرَ مطار النجف مُباشرة من طهران!!! في زيارة أراد الإيرانييون أن يُبقوها سرية ولكن رائحتها خرجت الى كل الدنيا!!
كان في إستقبال وزير الخارجية الإيراني عدد من المسؤولين في حكومة النجف المحلية، وقام (علي أكبر صالحي) بزيارة السيستاني وبقية المراجع الشيعية في كربلاء أيضاً!!! وبدون أن يعرف (محافظ العراق ......) بأي شيء!!
والمضحك أكثر بالموضوع أن هذه الزيارة لم تكن الاولى ففي شهر ديسمبر من عام 2012 أي قبل ثلاثة أشهر فقط قام (علي أكبر صالحي) بنفس الشيء، حيثُ وصلَ للعراق عبرَ مطار النجف مُباشرة من طهران لكي يجتمع مع السيستاني فقط لا أكثر!!

إذن، لماذا حدثت الزيارتين في هذا الوقت بالذات؟
أستطيع أن أقول أن العراق اليوم (مع الأسف) هو الحديقة الخلفية لإيران، ويبدو أن (علي أكبر صالحي) قد جاء للقيام بإجتماعات مع قيادي مهم من الإخوان المسلمين و رئيس وزراء مصر لترتيب أمور من الصعب ترتيبها في مكان آخر! فمثل هذه الإجتماعات السرية صعب عقدها في مصر من ضمن زيارة الوفد الإيراني، ومن الصعب أن يذهب رئيس وزراء مصر (الإخواني) هشام قنديل الى إيران بصورة سرية لعقد مثل هذه الإجتماعات لأنها سوف تتسجل كنقطة على مصر ...
لكن:

ماذا ستسفيد إيران من منح النفط العراقي لمصر (الأخوان)؟!
الجواب كما يلي:
أ‌. توسيع قاعدة النفوذ الفارسي في المنطقة الى أبعد حد ممكن.

ب‌. منح الدعم والحماية الى ((حماس)) في غزة عن طريق الضغط على مصر بهذا الموضوع.

ت‌. إشعار إسرائيل بأن (إيران) مفيدة وصديقة لها!!

وبهذه الطريقة يثبت لنا يوم بعد آخر أن ما سُمي من ثورات الربيع العربي (على الرغم من وجوب حدوثها نتيجة الظلم الموجود في تلك الدول) لم تكن سوى سقوط لدول الوطن العربي وصولا الى نظرية الفوضى الخلاقة الأمريكية
وبغض النظر عن الأهداف الأمريكية في المنطقة فأننا يوميا نرى ونتأكد من سقوط التيار الديني الأسلامي (مع شديد الأسف) في مستنقعات العمالة لأعداء الأسلام والعروبة بل والمساعدة في تهديم الدول كأنظمة وليس هدم النظم السياسية المُستبدة !!
وما وجود (القرضاوي) والفتاوي الجاهزة من قبلهِ الا دليل على ما أقول ...

للأسف الشديد أقول: إن أمس أحسن من اليوم !!! واليوم أحسن من غداً ولا أمل إطلاقاً في كل ما يحدث حولنا فهناك قوة كبرى هي التي ترغب وتأمر بما تشاء وسيكون هناك ضحايا كثيرون جداً فإستعدوا
---------------
10/3/2013


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الأردن، الثورات العربية، الربيع العربي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-03-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

   قــصة زيــارتـــيـن
  ماذا تريد الكويت؟ رد على ما عُرضَ في الفضائيات العربية
  إنـــــدثـــار و ولادة
  أوراق عراقية خضراء في أرض ليبيا الصفراء!
  السادس من كانون الثاني قادم ... فهل من مُجيب؟! نداء الى كل منتسبي الجيش العراقي الباسل
  دولة الإمارات العربية المتحدة وموقفها من العراق رابعاً : من سنة الاحتلال 2003 الى الان – الاخيرة
  دولة الإمارات العربية المتحدة وموقفها من العراق ثالثاً : سنين الحصار الجائــــر الى سنة الاحتلال 2003
  دولة الإمارات العربية المتحدة وموقفها من العراق ثانياً : الصك المعنون الى الرئيس المصري
  دولة الإمارات العربية المتحدة وموقفها من العراق أولا : قضية الكويت 1990

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفى منيغ، إيمى الأشقر، عبد الله الفقير، د- محمد رحال، بيلسان قيصر، محمد يحي، خالد الجاف ، أحمد النعيمي، أبو سمية، أحمد ملحم، عبد العزيز كحيل، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، رمضان حينوني، فهمي شراب، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، خبَّاب بن مروان الحمد، د. صلاح عودة الله ، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، الهادي المثلوثي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د.محمد فتحي عبد العال، طلال قسومي، كريم السليتي، صلاح المختار، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد العيادي، صالح النعامي ، حاتم الصولي، العادل السمعلي، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، محمد علي العقربي، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، المولدي الفرجاني، طارق خفاجي، صفاء العربي، منجي باكير، حميدة الطيلوش، أ.د. مصطفى رجب، علي الكاش، فتحي العابد، رافد العزاوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، د - شاكر الحوكي ، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، مصطفي زهران، سيد السباعي، مراد قميزة، عبد الله زيدان، إياد محمود حسين ، أحمد بوادي، أحمد الحباسي، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، ياسين أحمد، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، إسراء أبو رمان، محمد عمر غرس الله، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، عراق المطيري، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، المولدي اليوسفي، د- هاني ابوالفتوح، د - عادل رضا، د- محمود علي عريقات، أشرف إبراهيم حجاج، سفيان عبد الكافي، الهيثم زعفان، مجدى داود، حسن عثمان، صلاح الحريري، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، سامح لطف الله، ضحى عبد الرحمن، حسن الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلوى المغربي، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، أنس الشابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، فوزي مسعود ، محمود سلطان، صباح الموسوي ، تونسي، د. أحمد محمد سليمان، د - مصطفى فهمي، فتحي الزغل، د - المنجي الكعبي، رضا الدبّابي، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، رحاب اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة