احمد النعيمي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6785 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
التقى عدد من الأشخاص بشخص بينهم وبينه عداوة وكراهية وخصومة، وكونهم كانوا أكثر منه عدداً، سولت لهم أنفسهم بأن يفتكوا به ويشفوا غليلهم، ولكنه أخرج مسدسه وهددهم بالاقتراب منه، فابتعدوا عنه، وإن بقوا حوله يتربصون فرصة يغفل بها، فيطيحون بمسدسه، ووسط الشد والجذب والتراخي، واشتداد اقترابهم منه، وضع يده على الزناد وأطلق النار، ولكن المسدس كان فارغاً، فاجتمعوا عليه وأوسعوه ضرباً وركلاً وتركوه مثخناً بالجراح، وعندما سال لماذا أطلق النار وهم يعلم أن مسدسه فارغ، وخصوصاً أنهم كانوا خائفين من المسدس ولا يقتربون منه، حتى ولو لم يستخدمه؟! فأجابهم بأنه كان يتوقع بأن يدكه الشيطان؟!
ومن أيام أذاع موقع "فارس" الإيراني نقلاً عن مسؤول عربي رفيع لم تذكر اسمه، بأن الأسد التقى وزير خارجية تركيا "اوغلو" أثناء زيارته لدمشق الشهر الماضي، وأعلن أمامه: " إننا لا نحتاج لأكثر من ست ساعات حتى نشعل الشرق الأوسط، إذا ما أطلق أحد أي صاروخ على سوريا، وأن حزب الله سيهاجم إسرائيل، وإيران ستهاجم السفن والبوارج الغربية في الخليج" ثم عادت الخارجية السورية في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" وأكدت أن ما نشرته تلك الوسائل عن هذا اللقاء المزعوم عار عن الصحة تماماً، وليس هذا فحسب بل ذهب النظام الأسدي إلى اعتبار ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية بالعدو، واصفة الخبر:" بالاختلاق والتضليل الذي تلجأ إليه بعض الجهات الإعلامية والذي يبرز مدى شراسة الحملة المعادية التي تشن على سوريا لن ينجح في التأثير على صحة وحكمة المواقف السورية"!! بل وذهبت الوكالة الإيرانية إلى أكثر من هذا الخبر، حيث جاء في تصريح المسئول العربي بأن الأسد أعلن لأوغلوا بأنهم ساعدوا أمريكا في سقوط بغداد، بقوله: " تعرف أمريكا كيف ساعدناها على إسقاط نظام صدام حسين لأننا كنا نريد ذلك.. وتعرف إدارات أمريكية أن سبب ورطتها في العراق الآن هو سوريا"!!
وبعد تهديد "المعلم" بأنه قد مسح أوربا من الخارطة، بعد العقوبات التي فرضتها على سوريا، رأيناه يهرع إلى النمسا، قبل أن يهرب منها مذموماً مدحوراً، ويدخل أمريكا التي تزعم أنها قد فرضت عقوبات مشددة على المعلم وشعبان، والبارحة عاد المعلم ليهدد من جديد باتخاذ إجراءات مشددة على كل دولة ستعترف بالمجلس الوطني السوري والذي شكل في تركيا لحماية الشعب السوري، وفي هذا التهديد تأكيد من قبل المعلم باحترامه للأمم المتحدة ودعوة الدول الأعضاء إلى الالتزام بقرارات هذا المجلس!! بينما يعيب على المجلس الوطني والشعب السوري مطالبته بالحماية للمدنيين الذين يقتلون ليل نهار منذ سبعة أشهر على يد المجرم الأسد، وأحد بنود قرارات الأمم المتحدة وهو البند السابع يجيز للأمم المتحدة إذا قامت دولة بشن حرب على شعبها؛ بأن تعمل على حماية هذا الشعب بشتى الوسائل والسبل!!
وكان كلام المعلم عن الإجراءات المشددة غير واضح، فجاءت اليوم تصريحات رئيس استخبارات الأسد – المفتي– حسون لتؤكد طبيعة هذه الإجراءات، ولتؤكد بأن الحشاشون قد عادوا مجدداً للفساد والقتل، وأن هناك حشاشون جاهزون لتنفيذ ضربات في دول غربية في حال تعرض سوريا لأي عدوان، حيث تحدث حسون والخوف يملأ نفسه ويظهر جلياً في نبرات صوته، وهو يهدد أمريكا والدول الغربية بالتدخل العسكري في شؤون بلادها قائلاً: " أول قذيفة على سوريا فلبنان وسوريا ستنفلقان كل واحد من أبنائها وبناتها ليكونوا استشهاديين في أوروبا وفلسطين.. وهم الآن عندكم أن قصفتم سوريا أو لبنان والعين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم".
وبعد خطاب طويل زعم فيه رئيس مخابرات الأسد بن الأسد من الطائفة التي قال فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم– بأنهم لا يضرهم من خذلهم، وهو الذي ذبح الأطفال والشباب والشيوخ والنساء، وعُبد وسُجد لصوره من دون الله، وأمر الجنود أن يجبروا المعتقلين أن ينطقوا "أن لا إله إلا بشار"، واستهزأ جنوده بالصلاة والمصلين داخل المساجد؛ وبدل أن ينصح هذا المجرم ويذكره بان هذه الأفعال فرعونية والحادية، وبدل أن يقول له اتق الله ولا تضل قومك ولا تذبح الشعب الذين قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم– ما زعم بأنه قيل بحق الملحد الأسد، ولا تكون من الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً، وبدل أن يقول له أن من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً؛ ولكنه أصر عل الكذب والتضليل وتشويه الحقائق وزيادة هذا الفرعون في طغيانه وتماديه في سفك الدماء، ولم يأتي على ذكر لأي دم سفك على يديه، وإنما الصق الجرائم بالضحية وزعم أن الناشط والمعارض "مشعل تمو"قد قتل على يد الشعب السوري، الأمر الذي أكد كذبه الأخوة الأتراك الذين قاموا عن بكرة أبيهم ينددون بجرائم الأسد، ويسقطوا أصنامه من شوارعهم، فلعنة الله عل الكاذبين!!
ليعيدنا هذا إلى تصريحات ويكليكس والوثائق التي أكدت العلاقات الوثيقة والتعاون القائم بين الاستخبارات الغربية والاستخبارات الأسدية للقضاء على التنظيمات الجهادية ومحاولة اختراقها وعلى رأسها القاعدة، حيث زار الجنرال "علي مملوك" مدير الاستخبارات الأسدية؛ لندن وباريس في تشرين الثاني عام 2010م وبرفقته الجنرال "ثائر المر" مسؤول فرع مكافحة الإرهاب، والجنرال "حافظ مخلوف" مدير الأمن الداخلي، في مهمات غير واضحة تماماً، تذرع الأسد بأنها زيارات دبلوماسية، وسط تعامل أوروبي مع هذه الزيارات بسرية تامة، وتصريحات مملوك بأن بلاده قد تفوقت على الغرب في محاربة الجماعات الجهادية وأنها تغلغلت بشكل أكبر داخل تلك الجماعات وعزى هذا إلى أنهم كانوا عمليين لا نظريين، وقال: " من حيث المبدأ نحن لم نهاجمهم أو نقم بقتلهم على الفور، نحن نقوم باختراقهم ونقوم بالتحرك في الوقت المناسب" وهو نفس ما كشفته الوثائق التي حصل عليها الثوار في ليبيا وأكدت عن مدى علاقة القذافي ومخابراته مع الغرب، ومساعدته لهم في محاربة الجماعات الإسلامية. بالإضافة إلى اعتراف ضابط ليبي سلم نفسه لتونس بأن القذافي زوده بمتفجرات لكي يفجر بها سفارة عربية داخل تونس، والقبض على عدة أشخاص قبض عليهم بعدها في تونس وإحدى الدول الخليجية وهم في طريقهم لتنفيذ أعمال إجرامية؛ كل هذا يدفعنا إلى إعادة النظر في كل التفجيرات التي استهدفت المدنيين في الأسواق، ووضعها في أعناق الجماعات الإسلامية زوراً وبهتاناً، وأن نعلم من هم الحشاشون المجرمون!!
وبعد أيام سنجد تصريحاً جديداً للأسد ينكر فيه التصريح السابق لحسون، ويعتذر من أسياده مجدداً، كما ويفعل بعد كل تصريح وتهديد، ويقدم مزيداً من الخيانات، ويعتذر عن تصريح مفتيه معتذراً بأن هذا التصريح إنما كان من طرف عدو يقصد التأثير على صحة وحكمة القيادة الأسدية، فعدو هؤلاء الحشاشون الجدد هم المسلمون فقط!! ويجب على تركيا أن تكون أول دولة تعترف بالمجلس الوطني الممثل للشعب السوري، الذي أكد الجمعة الماضية بأن المجلس لوطني يمثل هذه الثورة المباركة، والتي حملت عنوان "المجلس الوطني يمثلني" وهو أقل ما يمكنها أن تفعله تجاه الشعب السوري الجريح، وأما صراخ دول الصمود وتكذيب أخبارهم بعضها بعضاً، وعويلهم ولطمهم، لا يؤكد إلا شيئاً واحداً، وهو أدراك النظام الأسدي المجرم بأن سقوطه قادم لا محالة، وأن وجوده مسالة وقت لا أكثر، وانه ما عاد مقبولاً داخل سوريا بأي شكل من الأشكال، وهم يستخدمون ورقتهم الأخيرة من أوراق الصراخ والتهديد والوعيد، دون أن تكون لهم القدرة على أدراك أن هذه التهديدات ما عادت تخيف أحداً، وسيعودون ليكذبوا تصريحهم من جديد كما فعلها من قبل "دون كيشيوت" لبنان، والذي أكد لو أنه كان يعلم أن خطف الجنديين سيؤدي إلى تدمير لبنان لما خطفهم من الأصل، ولم تخرج مطلقاً الصواريخ التي زعم أنها ستدمر تل أبيب إذا هوجمت بيروت، وإنما أعلن أن هذه الحرب ستكون الأخيرة بينه وبين أسياده الصهاينة، وستكون الحرب بينهم صراخ وعويل ولطم، وقد كان!!
يراجع:السوريون تباحثوا مع الأمريكان بشان حدودهم مع العراق
http://arabwikileaks.alafdal
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: