البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الذين شوهوا المشهد في مصر

كاتب المقال علي عبد العال - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5079


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كانت الثورة المصرية ومنذ لحظتها الأولى ثورة متعقلة، وعلى درجة عالية من الوعي والحكمة وتحديد الأهداف، لم تكن ثورة جياع، ولا رعاع، ولا ثورة للفوضويين، الذين يشعلون كل ما تطاله أيديهم بلا مبرر، ولذلك كانت تلقى التأييد مع كل خطوة تخطوها، وأعجزت أعدائها في أن يجدوا مبررا أو حجة منطقية لتشويهها.

إلا أن ما يحدث الآن ليس من الثورة في شيء، بل خروج سافر عليها، ومحاولة عابثة لتشويهها، ورغبة حثيثة لإخراجها عن مسارها الحقيقي وإعاقتها..

الثورة المصرية لمن لا يعرف ثورة ضد الطغيان الذي ظل ينهش في جسد هذه الأمة على مدار عقود، ولم تكن ثورة للتخريب ولا لكي يقتل بعضنا بعضا بل مبرر ولا هدف ولا مشروعية.. وهي ثورة لإنقاذ مصر وإعادتها لمكانتها بين الأمم لا لتدميرها، وهي أيضا ثورة من أجل أمن أبنائها وحماية ممتلكاتهم، حاضرا ومستقبلا، وليس لقتلهم عبثا جنودا ومواطنين.

ظلت أحداث الجمعة التي دعت لها في مصر تيارات ليبرالية ويسارية وقبطية على تعقلها إلى أن انتهى الشباب الذي تجمع أمام السفارة الإسرائيلية من هدم السور الخرساني وإنزال العلم، ثم بدا أن بعض المجموعات حريصة على ألا يمر هذا اليوم بسلام، فأخذت تقذف الحجارة وتحرق هنا وهناك مستميتة على استفزاز قوات الأمن لمنازلتها، فكان ما كان.

ومن المهم ونحن أمام هذه الأحداث المؤسفة (الاعتداء على المواقع الأمنية ورجال الأمن وحرق المنشآت والسيارات وكل هذا التخريب) أن نفرق بين من خرج يوم الـ 9 من سبتمبر لمطالبه المشروعة ومن خرج لإشاعة الفوضى.. فقد كانت جمعة ليست كباقي الجمع، اختلط فيها الحابل بالنابل، مشجعين، ومتظاهرين، ومخربين، وأناس يتحركون بلا هدف ولا ضابط ، ما جعلها تفقد البوصلة سريعًا رغم ما احتواها من ايجابيات.

كانت السعادة غامرة لمشاهد هدم الجدار أمام السفارة الإسرائيلية وإنزال العلم الصهيوني، لأنها ـ ورغم رمزيتها ـ كانت تعبيرًا صادقًا عما يجيش في صدور المصريين من هذا المحتل الجاني، الذي يقتل أبناءنا على الحدود ولا يملك صانع القرار في بلادنا إلا أن يوفر له مزيدا من الحماية. أراد الشباب أن يوصلوا رسالة محتواها أن على الحكومة وكل حكومة قادمة من الآن أن تتصرف وفق إرادة الشعب، لأن ردة فعل هذا الشعب على تجاهل إرادته سوف تكون عنيفة.

لم يكن أردوغان مبالغًا حينما قرر طرد السفير الصهيوني وكافة الدبلوماسيين من أنقرة، بل كان الرجل مستبقًا لأي غضبة شعبية قد تحدث، سواء عبرت عن نفسها بتحرك مباشر أو غير مباشر عبر صناديق الانتخابات.. وكان مراعيا أيضا لمكانة تركيا بين الأمم، تلك الدولة التي قتل 9 من مواطنيها فلم تنسهم، بل رهنت كل الاتفاقات وكافة ألوان التعاون والشراكة الثمينة دوليا مع إسرائيل بحق هؤلاء التسعة.

وهو ما لم تستفد منه القيادة الحالية في مصر، التي اكتفت بردود باهتة على الهمجية الإسرائيلية ما أعاد إلى الذاكرة مواقف المخلوع مبارك من مثل هذه الأحداث.. وغاب عنهم أن الشعب تحلل من قيوده وصار بإمكانه الرد بنفسه على إسرائيل ما لم يكن ردهم على قدر الحدث.

لكن أمر الفوضويين مختلف، هؤلاء الذين شوهوا المشهد وصبغوه بالدماء.. لم يخرجوا لمطالب، ولم تكن الثورة تعنيهم، ولا علم لهم بمدى الظرف الذي تمر به البلاد، هذا إذا أحسنا بهم الظن وأعذرناهم بجهالتهم، ولم تكن النوايا مبيتة... وإن كان ـ حقيقة ـ يصعب أمام كل ما أبدوه من إصرار على التخريب وحجم الدمار الذي خلفوه أن ننفي عنهم شبهات التآمر لأجل أهداف يعلموها.

أبناء مصر البررة هم أولى بثورتهم من هؤلاء المخربين، وهم أحرص عليها وعلى نقاء صورتها في الداخل والخارج، وأيضا على طهارة يدها من الدم المعصوم والمال الحرام، وعلى استمرارها في المشوار الذي بدأته... ولعله من الجدير بهؤلاء أن يبدوا رفضهم لهذا العبث، وأن يأخذوا على أيدي العابثين، ولا يوفروا لهؤلاء ملجأ بينهم، الذين لا يريدون خيرا لهذه البلاد وباتوا بأفعالهم يناصرون أعداءها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المضادة، الثورة المصرية، الإنتخابات، ميدان التحرير، الإخوان المسلمون، الحركة السلفية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-09-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "القاعدة" ترفض السماح للنساء الحوامل بالقيام بعمليات استشهادية
  ردا على جماعة إسلامية اتهمتها:حكومات غربية تنكر قتل مواطنيها بعملية عسكرية فاشلة في نيجيريا
  مكتب الإرشاد يعين "مصطفى بلمهدي" مراقبا عاما للإخوان في الجزائر
  "القاعدة" تفصح عن وساطة بينها وبين النظام برعاية علماء يمنيين أفشلتها الدولة
  جماعات سورية تطالب "حماس" بالإفراج عن سلفيين معتقلين في سجونها
  تحرير منحنى العلاقة بين "الإخوان" و"السلفيين" في مصر
  أصوات إسلامية هامة بمصر تدعو الإخوان والسلفيين لـ"مصالحةعاجلة"
  يديرها محمد دحلان:الإمارات تطلق قناة فضائية لمحاربة الصعود الإسلامي بالعالم العربي
  إيران تخشى ثورة سنية في الداخل على يد "الأحواز والبلوش والأكراد"
  مجموعة سلفية في موريتانيا تعلن عن تنظيم (أنصار الشريعة في بلاد شنقيط)
  القاعدة في جزيرة العرب: المحتل الفرنسي في مالي كالمحتل الصهيوني في فلسطين
  "طالبان"تحث منظمة "التعاون الإسلامي" على مساندة أفغانستان بالحصول على استقلالهاوإخراج المحتل
  السلطات السعودية تمنع عالم أزهري قهرا من العودة إلى بلاده
  جماعة إسلامية تتهم ميليشيات إيرانية بقتل أي طفل اسمه "عمر" في سوريا
  مكذبا صحفا عربية: تنظيم "القاعدة" ينفي نيته تشكيل حزب سياسي
  "جيش الأمة": موقف الإسلاميين في الدول التي أيدت الغزو الفرنسي لمالي "مشين"
  استقالة أبوجرة سلطاني من رئاسةحركة "حمس" الجزائرية
  "الموقعون بالدماء".. كتيبة الفدائيين في حرب مالي
  الجماعات الإسلامية في مالي.. خريطة معلوماتية
  المؤشرات داخل حزب "النور"تتجه لحسم منصب الرئيس لصالح يونس مخيون
  عزام مكذبا "الإندبندنت": الظواهري لم يعتقل في سوريا، موجود بمصر وسيحضر جنازة عمته
  حزب "النور" ينتخب رئيسه 9 يناير وخليفة ومخيون ومرة وثابت أبرز المرشحين
  يسري حماد: كل رموز "الدعوة السلفية" مؤيدون لحزب "الوطن"
  عماد عبدالغفور يستقيل من رئاسة حزب "النور"
  الشيخ ياسر برهامي: لم يسبق لي أن زرت السفارة الأمريكية منذ 20 عاما
  "الدعوة السلفية" تؤيد الإعلان الدستوري "عامة" وتتحفظ على بعض بنوده
  برهامي: صورتي مع الأنبا بولا دليل تعاملنا بالبر مع من لا يحاربنا في الدين
  قيادي إسلامي: الموريتانيون وحدهم سيكتوون بنار الحرب بمالي
  مؤسسة (بيت الأعمال).. الذراع الإقتصادية للدعوة السلفية في مصر
  إطلاق موقع "الإسلاميون".. بوابة إخبارية متخصصة للحركات الإسلامية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي العابد، محمد الطرابلسي، الهيثم زعفان، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، علي الكاش، ضحى عبد الرحمن، د - الضاوي خوالدية، محمود طرشوبي، عراق المطيري، إيمى الأشقر، أحمد بوادي، سلوى المغربي، سفيان عبد الكافي، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، أحمد ملحم، حميدة الطيلوش، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، عبد الله الفقير، سلام الشماع، تونسي، سامر أبو رمان ، د - محمد بن موسى الشريف ، العادل السمعلي، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، د. طارق عبد الحليم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، طلال قسومي، مراد قميزة، عمار غيلوفي، صلاح المختار، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، صالح النعامي ، د- هاني ابوالفتوح، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، عبد الله زيدان، فهمي شراب، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، رضا الدبّابي، جاسم الرصيف، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، د - عادل رضا، محمد العيادي، د- محمد رحال، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، صباح الموسوي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد الحباسي، د.محمد فتحي عبد العال، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، رمضان حينوني، منجي باكير، فتحي الزغل، فوزي مسعود ، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، رافد العزاوي، مجدى داود، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، رافع القارصي، أحمد النعيمي، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، محمد الياسين، د- محمود علي عريقات، كريم السليتي، نادية سعد، د. صلاح عودة الله ، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، كريم فارق، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، يحيي البوليني، سعود السبعاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، سليمان أحمد أبو ستة، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، علي عبد العال، يزيد بن الحسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة