البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

شيعة مصر يثيرون الهلع والريبة .. لماذا؟

كاتب المقال عمر غازي - السعودية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5735


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تختلف مصر اختلافا جذريا في قضية التشيع عن الغالبية العظمى من البلدان العربية والإسلامية السنية التي تتواجد بها أقليات شيعية، وذلك لأن جميع مواطني مصر المسلمين من أهل السنة والجماعة باختلاف مذاهبهم وعقائدهم وطرائقهم فلا يوجد أقليات كبرت أو صغرت ولدت شيعية المذهب والمعتقد بالرغم من حكم العبيدين لمصر وتأسيسهم الأزهر الشريف لخدمة أهدافهم لكن سرعان ما قوبل مذهبهم باللفظ من أرض الكنانة.

ولذا عندما نقول أن الشيعة أو المتشيعين الحقيقيين وليس المتعاطفين مع الفكر الشيعي في مصر يعدون بالمئات أو ربما بضعة آلاف لو أردنا المبالغة في بلد تعداده فوق الثمانين مليونا فهذه حقيقة وليس ضربا من ضروب التجني، بالرغم من حديث زعيم الشيعة في مصر محمد الدريني عن تحولات من السنة في مصر إلى المذهب الشيعي، مفصحا عن تقديرات أمنية بوجود حوالي مليون شيعي متسترين وراء 76 طريقة صوفية، بينما التقديرات الأمريكية تصل بعدد الشيعة المصريين بوجه عام إلى حوالي 1% من اجمالي المسلمين في مصر، أي حوالي 750 ألف نسمة.

على أية حال تبقى هذه مجرد تكهنات وتخمينات إذ ان المتشيعين حتى الآن لا يعدو ظهورهم التواجد الاعلامي الضيق لشخصيات نخبوية ولا يوجد لهم منابر معروفة يتوافدون عليها بشكل علني ربما خشية المضايقات الأمنية في السابق كما يصرح زعمائهم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت حقيقة تواجدهم على هذا النحو الضئيل والمتستر فلماذا كل هذا الهلع منهم ومن مساعيهم لتأسيس حزب سياسي تكون مرجعيته للمذهب الجعفري الاثنا عشري؟

ثمة أسباب عديدة تزيد من هذه المخاوف لدى شريحة كبيرة من أطياف متعددة من الشعب المصري على رأسها الخوف من توظيف "حزب الحرية والوحدة" الذي أعلن عن تأسيسه الناشط الشيعي أحمد راسم النفيس، في تكريس الطائفية من خلال وضع الشيعي في مقابل السني أو السلفي، وهو الأمر الذي إن تحقق ستكون عواقبه وخيمة، بحسب الباحث في شؤون الحركات الإسلامية مصطفى زهران.

ويلفت زهران إلى أن الحزب سعى منذ الوهلة الأولى لأن ينفي عن نفسه الصفة الدينية رغم كون مرجعيته شيعية حتى يتيح للآخر الالتحاق به والتعرف على أفكاره بدون خوف من إجبار أعضائه على ممارسة طقوس بعينها أو استخدام شعائر مغايرة لطبيعة وفطرة المجتمع المصري الوسطي.

ويعتقد الباحث أن ولادة هذا الحزب تفتح الباب لطرح متطلبات جديدة لم يألفها الشارع المصري وفرض طقوس دينية غير متعارف عليها بشكل قد يثير حفيظة أطراف أخرى داخل البنية الإسلامية المصرية.

ويرجع زهران الإشكالية الكبرى للحزب إلى مسألة التمويل والدعم واحتمال ارتباط الحزب بإيران وهو الأمر الذي ربما يثر مخاوف كبيرة يصل هاجسها السلطات الحاكمة، خاصة وان هناك شريحة عريضة من المجتمع المصري تنظر بريبة وشك الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتبني عقيدة "ولاية الفقيه".

وإذا كانت هذه المخاوف التي طرحها الأستاذ مصطفى زهران تبدو منطقية ومقبولة فإنه يبقى التخوف الأكبر لدى التيارات الإسلامية هو التأثير على عوام الناس وتشكيكهم في عقائدهم حيث يقول الدكتور جمال المراكبي الرئيس الأسبق لجامعة أنصار السنة في مصر وهي الكيان السلفي الأكبر: "هناك معلومات وصلتنا بأن المذهب الشيعى يسعى لإنشاء حزب وإصدار جريدة ناطقة باسمه، تدعمها إيران من الباطن، وقال "إنهم لن يعطوا الفرصة لهذا المذهب للعودة، والشيعة فرقة منحرفة ظهرت في العصر الأول من الإسلام للطعن في جيل الصحابة واللغو في آل البيت، ونحن من أهل السنة، لهذا نراهم أعداء لنا"
ويضيف: أن المذهب قد ترتب عليه مناهج تشريعية غريبة، مؤكداً أن مصر طوال عصرها تتبع أهل السنة حتى في العصر الفاطمي الذي حكم الشيعة فيه, وقال: "نحن حريصون على مذهبنا وعقيدتنا الصحيحة، ونحذر أي حزب يقوم على عقائد هذا المذهب، لأنه بالتأكيد سيطعن في العقيدة الإسلامية".

وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قد نبه في تصريحات خلال استقباله وفدا من السنة والشيعة في يوليو الماضي إلى مغبة محاولات نشر المذهب الشيعي بين أهل السنة، وأن "الأزهر سيقف بالمرصاد لأي دعوات تفرق وحدة الأمة الإسلامية"، مشددا على "رفض الأزهر - باعتباره حامي حمى أهل السنة والجماعة بالعالم - محاولات نشر المذهب الشيعي بين أبناء أهل السنة والجماعة وببلدانهم".

وإذا كانت هذه التصريحات تبدو مطمئنة للبعض إلى حد كبير وغير كافية لدى آخرين، فإنه على أية حال لن تزيل أيا من الإشكاليات أو المخاوف المطروحة والتي لن تحل أيضا بالإقصاء أو الاعتقالات السياسية أو المزيد من التهميش الذي يؤدي لعكسية النتائج وإنما يأتي عن طريق فتح باب التعايش والوئام، والتي تتمثل في الزام الشيعة في منابرهم العامة باحترام عقائد الغالبية العظمى عن طريق اصدار تشريع يجرم التعرض لصحابة رسول الله وأمهات المؤمنين بالشتم والانتقاض واللعن كما نرى ونسمع ونشاهد على القنوات الشيعية ومثلما كان يجاهر المتشيع المصري حسن شحاتة، لأننا بأية حال من الأحوال لن نستطيع اثناء الناس عن معتقداتهم أو الكشف عن تخبئ صدورهم، كما أننا لن نستطيع أن نقضي على التشيع بعد 14 قرنا ظل الشيعة فيها متواجدون إلى جوار غالبية الطوائف الإسلامية السنية برغم ما كان من العداء المتبادل.

أما فيما يخص قضايا التمويل فإنه يمكن السيطرة عليها عن طريق الجهات الأمنية والقضائية المختصة والتي من شأنها التحقيق في مثل هذه الأمور ليس مع الشيعة وحدهم ولكن مع جميع الجهات والمؤسسات والأحزاب السياسية باختلاف توجهاتها وجهات تمويلها.

إن الافضل هو احتواء الشيعة باعتبارهم فصيل وطني وابعاد اصابع التخوين ولو قليلا حتى يثبت العكس بالدليل القاطع لأن هذا الانعزال لا يصب في الصالح العام، فاقتران التشيع والشيعة في أذهان الجميع بإيران بوصفها حامية التشيع في العالم ربما أضر ببعض الشيعة المختلفين مع نظام ولاية الفقية في إيران مثلما يصر محمد الدريني زعيم الشيعة في مصر حيث يقول في حواره له مع موقع العربية. نت: صار منطبعا لدى المسلمين السنة أنه عندما يذكر الشيعي تذكر ايران، وللعلم فان هذه الدولة لم تعطينا موقفا مساندا ولم تقدم لنا أي عون، بل قدمت لآخرين ربما يناوئون المجلس الأعلى لآل البيت العداء الشديد، ايران ليس لها أي تأثير علينا من أي نوع ، وهناك انتقادات كثيرة كان يوجهها لنا الايرانيون بسبب بعض تصريحاتنا.

وتبقى تصريحات الدريني محل شك كبير عند الكثير نظرا للحديث عن المرجعيات الدينية للشيعة والولاء السياسي لإيران وهي قضية أخرى تحتاج المزيد من تسليط الضوء عليها ولا تسعها الأسطر هنا، ويكفي الإشارة هنا إلى مطالبة العديد من الشيعة العرب بإيجاد مرجعيات عربية مستقلة للخروج من هذا الإشكال.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الشيعة، شيعة، الروافض، مصر، الفرس، التمويل الأجنبي، إيران،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-09-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، صفاء العربي، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، يزيد بن الحسين، خالد الجاف ، المولدي الفرجاني، محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، علي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، حميدة الطيلوش، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أبو سمية، فتحي العابد، د - عادل رضا، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صالح النعامي ، مصطفي زهران، د. طارق عبد الحليم، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - شاكر الحوكي ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله زيدان، بيلسان قيصر، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، د. عبد الآله المالكي، د. أحمد بشير، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، الهيثم زعفان، صلاح الحريري، محمد الياسين، د - مصطفى فهمي، عواطف منصور، أحمد بوادي، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، أحمد الحباسي، فهمي شراب، عمر غازي، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، نادية سعد، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، منجي باكير، عبد العزيز كحيل، مصطفى منيغ، جاسم الرصيف، سلوى المغربي، أحمد النعيمي، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، محمد عمر غرس الله، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، رضا الدبّابي، طلال قسومي، وائل بنجدو، رمضان حينوني، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، طارق خفاجي، رافد العزاوي، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي الكاش، الهادي المثلوثي، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، د- هاني ابوالفتوح، تونسي، محمد أحمد عزوز، يحيي البوليني، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، حاتم الصولي، أ.د. مصطفى رجب، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، صفاء العراقي، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، الناصر الرقيق، رافع القارصي، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، عمار غيلوفي، مراد قميزة، حسن عثمان، د- محمد رحال، محمد علي العقربي، صباح الموسوي ، سيد السباعي، العادل السمعلي، د. صلاح عودة الله ، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، المولدي اليوسفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة