البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإخوان ليسوا ثوريين .. ولكن !

كاتب المقال عمر غازي - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4951


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


(أما الثورة فلا يفكر الإخوان المسلمون فيها , ولا يعتمدون عليها ، ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها، وإن كانوا يصارحون كل حكومة في مصر بأن الحال إذا دامت علي هذا المنوال ولم يفكر أولو الأمر في إصلاح عاجل وعلاج سريع لهذه المشاكل، فسيؤدي ذلك حتما إلي ثورة ليست من عمل الإخوان المسلمين ولا من دعوتهم، ولكن من ضغط الظروف ومقتضيات الأحوال، وإهمال مرافق الإصلاح, وليست هذه المشاكل التي تتعقد بمرور الزمن و يستفحل أمرها بمضي الأيام إلا نذيراً من هذه النذر ، فليسرع المنقذون بالأعمال) ا.هـ.

المقطع السابق ليس كلاما إنشائيا من وحي خيال الكاتب وليس افتئاتا على الجماعة أو تحليلا سياسيا لمنهج رجالها وإنما هو جواب مؤسس الجماعة وزعيمها والأب الروحي لها الأستاذ حسن البنا في رسائله حول تساؤلات البعض : هل يفكر الإخوان المسلمين في إعداد ثورة عامة علي النظام السياسي أو النظام الاجتماعي في مصر ؟

فكان الجواب ما نقلناه في الأسطر الماضية وهو في الحقيقة جوابا كافيا وشافيا لتساؤلات عديدة أثارتها ممارسات الإخوان منذ انطلاق الثورة وحتى اليوم، فالإخوان انضموا للميدان رسميا بعد اشتداد المظاهرات ووضوح معالم الثورة في 28 يناير عقب 3 أيام من انطلاقها وهو ما جعل البعض يفتح النار عليهم ويصفهم بالانتهازية وإن كنت أراه موقفا موفقا وعاملا رئيسا لنجاح الثورة لأسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا.

ورغم تأييد الإخوان للثورة ودورهم الفاعل فيها على الأرض ومساهمتهم مع الجموع المحتشدة في كل ميادين مصر في إسقاط حكم المخلوع مبارك إلا أن الطبع غلب التطبع فالإخوان ليسعوا جماعة ثورية بطبعها وإنما جماعة إصلاحية كما هي حال حركات الإسلام السياسي التي ل وهوا ما أثار فجوة بين الجماعة القائمة على مبدأ السمع والطاعة وفصيل من شبابها وشيوخها انتهى بانفصال القيادي (الثوري) عبد المنعم أبو الفتوح.

ولعل هذه الأفكار الراسخة في العقل الباطن الجماعي لقيادات الإخوان شكلت استيراتيجية عمل الجماعة منذ اللحظات الأولى للدخول في الثورة فرأينا حرصا منقطع النظير على جني الأرباح سريعا والركون إلى الاستقرار العاجل وانهاءً للحالة الثورية بأي شكل من الأشكال وهو ما أوقع الجماعة في مطبات كبيرة واخطاء متكررة جعلتها تظهر في ثوب الانتهازية والبرجماتية ابتداءً من الجلوس مع عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع للتفاوض أثناء الثورة ثم رفع شعار الشعب يريد إخلاء الميدان عقب تنحي مبارك مباشرة وقبل تحقيق أي من مطالب الميدان والوقوف مع المجلس العسكري موقف من يمسك العصا من المنتصف مؤثرا عدم الاصطدام في الوقت الذي رفع فيه شباب الثورة شعارات \"يسقط يسقط حكم العسكر\" رغم تخوف الجماعة من العسكر وإداركهم لألاعيبها لكن طبيعة الإخوان غير الثورية جعلتهم يفضلون حل الغرف المغلقة، وأذكر أنني في ماعرف بميلونية حماية الديمقراطية في 18 نوفمبر 2011 أو مليونية (السلمي) التي شاركت فيها التيارات الإسلامية وغيرها لرفض وثيقة نائب رئيس الوزراء حينها الدكتور علي السلمي توجهت للميدان من مدينة المنصورة بصحبة أحد الأصدقاء في حافلة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان وكانت الرحلة تضم مجموعة من الأكاديميين من جامعة المنصورة جميعهم من قيادات الجماعة تناوبوا ميكرفون الحافلة طيلة رحلتنا التي استغرقت ثلاثة ساعات حتى وصولنا للميدان تحدثوا عن مخاوفهم من ألاعيب العسكر وخشيتهم من أن يعيد التاريخ نفسه كما حدث في عام 1954م، ورغم ذلك لم يهتف الإخوان في الميدان هتافا واحدا ضد العسكر أو يرفعوا شعارا منددا بالحكم العسكري واكتفوا بالتنديد بالوثيقة وصب جام غضبهم على السلمي ووثيقته التي تعطي العسكري صلاحيات واسعة استخدمت فيما بعد في الإعلان الدستوري المكمل وربما فاقت ما اقترحه السلمي.

وأدركت حينها أنهم ينتهجون مبدأ الموائمات السياسية فهم لا يثقون في المجلس العسكري والعسكر أيضا لا يرتاحون لهم لكنهم يفضلون الحلول الوسط حتى يتمكنوا ثم يمارسون لعبة نزع البساط من تحت أقدام العسكر رويدا رويدا.

وأعتقد أن الإخوان اليوم وقد باتوا على رأس السلطة برئيس منزوع الصلاحيات ومجلس عسكري يستقوي بالقضاء الدستوري الذي عينه مبارك من أجل ضمان توريث نجله فليس من المنطقي أبدا الخضوع للضغوط وقد بات اللعب على المكشوف، ومازال ميدان التحرير نابضا بالحياة، ومازال الثوار يأملّون في مرسي كثيرا، فاليوم إن لم يسثتمر الإخوان الفرصة وإن لم يستقوي مرسي بالميدان ويسعى لتحقيق مطالبه مهما كلفه الأمر، فليس من المستبعد أن يأتي اليوم الذي يذهب من التأييد الثوري ويفقد شرعية الميدان ليعود فلول المنصة من جديد إلى التحرير بيتقدمهم الشيخ (محمد أبو حامد) مرتدين الثوب الثوري.

---------
عمر غازي
كاتب مصري، وباحث بـ(مركز الدين والسياسة للدراسات)


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات الرئاسية، الإخوان المسلمون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-07-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، عواطف منصور، د- محمد رحال، محمد الياسين، وائل بنجدو، محمد العيادي، العادل السمعلي، أبو سمية، سامح لطف الله، مراد قميزة، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد علي العقربي، حسن عثمان، علي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، سفيان عبد الكافي، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، كريم فارق، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، بيلسان قيصر، د - محمد بن موسى الشريف ، د - شاكر الحوكي ، سلوى المغربي، مصطفى منيغ، د - صالح المازقي، يحيي البوليني، أ.د. مصطفى رجب، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طلال قسومي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. خالد الطراولي ، علي الكاش، محرر "بوابتي"، طارق خفاجي، سيد السباعي، الناصر الرقيق، تونسي، عبد العزيز كحيل، فتحـي قاره بيبـان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم السليتي، ياسين أحمد، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صالح النعامي ، د - المنجي الكعبي، عراق المطيري، سعود السبعاني، نادية سعد، عبد الله الفقير، محمد الطرابلسي، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، محمد يحي، خالد الجاف ، حاتم الصولي، صباح الموسوي ، فتحي الزغل، المولدي اليوسفي، محمود سلطان، د - عادل رضا، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، د.محمد فتحي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، مصطفي زهران، د. أحمد محمد سليمان، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صفاء العراقي، صلاح الحريري، د. أحمد بشير، منجي باكير، الهيثم زعفان، فتحي العابد، يزيد بن الحسين، رضا الدبّابي، صلاح المختار، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، فوزي مسعود ، عمر غازي، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، حميدة الطيلوش، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، مجدى داود، ضحى عبد الرحمن،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة