البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سورية .. والحل على الطريقة الليبية

كاتب المقال عمر غازي - السعودية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6881


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سقوط ملك ملوك أفريقيا أعطى بصيص أمل للمتابعين للشأن السوري في اللحاق بليبيا ومصر وتونس في الخروج من نادي الاستبداد والديكتاتورية والذل والجوع واللعب بمقدرات الشعوب لتنفس نسيم الحرية وتذوق حلاوة العدالة الاجتماعية.

وإذا كانت الحالتين تتشابهان لحد كبير من عدة جوانب تتلخص في طول مدة الحكم الديكتاتوري الذي يمتد لعقود والتمادي في مقاومة إرادة الشعب إذ تعدى البطش الأمني للثوار حاجز الخمسة أشهر، ناهيك عن الافراط في استخدام القوة وارتكاب المجازر الوحشية دون هوادة، فإن ثمة فروقا كبيرا بين الثورتين الليبية والسورية تقف حائلا دون المضي قدما في اسقاط النظام في القريب العاجل إذا مالم يطرأ تغيير جذري على طريقة تعامل المجتمع الدولي مع نظام الأسد.

ولعل أبرز هذه الاختلافات هو انشقاق الجيش في ليبيا والعديد من القيادات المؤثرة في النظام في وقت مبكر، مما أعطى الشعب خيار اللجوء للحل العسكري المتكافئ وظهور قيادة منظمة منذ وقت مبكر وهو ما عرف بالمجلس الوطني الانتقالي تحت قيادة المستشار مصطفى عبد الجليل، بينما في سوريا فإن الجيش يحظى بسيطرة شبه تامة من قبل الأسد وطائفته، كما أن غالبية النخب السياسية والمثقفة في قبضة النظام، وقبل هذا كله غياب التحرك السريع للقوى الغربية والدولية لحسم المعركة واتخاذ خيار التدخل العسكري مثلما فعلت مع القذافي، مع غياب البعد الطائفي في الحالة الليبية وعدم تأثرها بالصراع الإيراني العربي والأطماع الإقليمية وحتى بعدها الجغرافي والسياسية عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي بخلاف سورية.

وإذا كانت تونس ومصر وهما النموذجين الأسبق والأنجح حتى الآن في الربيع العربي قد قامتا بدور لوجستي في دعم المعارضة الليبية أو تسهيل دخول الإمدادات لها فإن سوريا تقع على النقيض كونها تتمتع بالجوار الدافئ مع حزب الله (مبعوث إيران في المنطقة) وكذلك العراق الحليف الآخر لنظام ولاية الفقيه وهو ما يؤمن لها الدعم العسكري السخي، ولذا كان التحرك الخليجي تجاه تضييق الخناق على سوريا متأخرا بعض الشيء رغم اعتبار الاقدام عليه ورقة قوية في الضغط على النظام الإيراني هو الآخر بورقة الأقليات الشيعية في الخليج، وذلك لان اتخاذ مثل هذه الخطوة بأي حال من الأحوال يخضع لحسابات شديدة الحساسية وتوازنات بالغة الخطورة في ظل مخاوف حقيقية لدى الأنظمة الخليجية من انتقال عدوى الثورات إليها بأياد طائفية مثلما حصل في البحرين.

وبعيدا عن الجدل حول ما يحلوا للبعض إطلاق مصطلح محور المقاومة عليه وهو المشروع الإيراني في المنطقة العربية فإننا يجب أن نعترف بأن سقوط نظام بشار الأسد يشكل صدمة عنيفة وكابوسا مروعا لإسرائيل وأمريكا في المنطقة ، وذلك لأن بشار الأسد مهما حمل من شعارات أو تحالفات مع إيران فأنه لم ولن يضر يوما بأمن إسرائيل كما أن سقوطه بمثابة فتح أبواب من الصداع لن تنتهي حول هضبة الجولان المحتلة من قبل العدو الصهيوني والتي لم ولن يرضى الشعب السوري الأبي ببقاء الحال على ما هو عليه في العقود الماضية من حقبة حكم الأسد الأب ووريثه.

ولذا فإن الصمت الغربي والأمريكي تجاه الأسد ومجازره ربما يطول، فإسرائيل ليست على استعداد أن تخسر جبهة أخرى بعدما خسرت حليفها الأكبر (حسني مبارك) وهي التي رأت بعينها وسمعت بأذنها ما يريد المصريون من حكومتهم ومرشحيهم تجاه هذا الكيان.

لا أقصد من كلامي السابق تثبيط عزائم الثوار في سورية، لأنه من المستحيل بحال من الأحوال أن تعود المياه إلى مجاريها مرة أخرى أو أن تعود الأيام إلى الوراء، فدماء الشهداء لن تذهب هدراً واختيار الآلة العسكرية أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه بداية الدخول في نفق اللاعودة، كما أن خيار التدخل العسكري التركي منفردا غير مطروح وإن حاول البعض طرحه، وهو ما يجعلنا ننتظر حمامات جديدة من الدم ريثما يتحرك المجتمع الدولي الذي لا تستثيره سوى رائحة النفط والمطامع الشخصية.

-----------
عمر غازي
كاتب مصري
وباحث بمركز الدين والسياسة للدراسات


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، الثورة، الثورة السورية، الثورات العربية، ليبيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  29-08-2011 / 22:17:10   عبد الرحمن سرحان
الثوار فسيفساء وخليط ومشارب مختلفة

لقد شاهدنا عبر أخبار الجزيرة والعربية المتحيزتان حقا لثوار سوريا المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد ما أحزننا وأفزعنا وأقلقنا بل وأغضبنا وكدنا نبكي ألما اعتدائهم لبيوت الله وإني لأجزم جزما أكيدا لا غبار عليه أن أيادي آثمة من الشبيحة الأقباط والدروز الذين يتعايشون مع المسلمين في ربوح سورية الجميلة فالمسلمون الحقيقيون لا يحاربون الله ولا يعتدون عليه.
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، صلاح المختار، د- جابر قميحة، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، أنس الشابي، كريم السليتي، محمد العيادي، عمر غازي، سلام الشماع، د. صلاح عودة الله ، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، د - محمد بن موسى الشريف ، جاسم الرصيف، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، سيد السباعي، أشرف إبراهيم حجاج، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، يحيي البوليني، فتحي الزغل، مصطفى منيغ، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، منجي باكير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمد رحال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلوى المغربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، رمضان حينوني، صالح النعامي ، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، إياد محمود حسين ، فتحي العابد، محمود طرشوبي، مجدى داود، يزيد بن الحسين، فتحـي قاره بيبـان، سعود السبعاني، د- محمود علي عريقات، أحمد ملحم، سليمان أحمد أبو ستة، محرر "بوابتي"، فهمي شراب، خالد الجاف ، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، صفاء العراقي، الهادي المثلوثي، أحمد النعيمي، مراد قميزة، أبو سمية، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - صالح المازقي، صباح الموسوي ، مصطفي زهران، طلال قسومي، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - عادل رضا، د. مصطفى يوسف اللداوي، كريم فارق، فوزي مسعود ، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، حاتم الصولي، د. أحمد بشير، رافع القارصي، حميدة الطيلوش، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، تونسي، عراق المطيري، د. عبد الآله المالكي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، محمد يحي، إيمى الأشقر، صفاء العربي، عواطف منصور، عزيز العرباوي، رشيد السيد أحمد، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة