عبد الله زيدان - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6117 abdallahzidan@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يسعد موقع 'بوابتي' إنضمام الأستاذ عبد الله زيدان، من مصر، للمساهمين بالنشر بموقعنا، ونحن نرحب به وبمساهماته.
محرر موقع بوابتي
-------------
هل تحب أن ينشئ في بلدك حزب للمثليين ؟؟ هل تحب أن ترى العري والمجون في شوارع بلدك ؟؟ هل تحب أن ترى الخمور في ثلاجات الأكشاك والمحلات التجارية ؟؟
إذاً أن تسعى إلى حكم ليبرالي...
نعم هذه هي الحقيقة التي لا يستطيع الليبراليون أن يخفوها.. فالليبرالية تعني الحرية المطلقة دون قيد ولا شرط سوى عدم الإضرار العام، وهذا الشرط ما وضعوه إلا ليزيدوا الاحتقانات الداخلية بين أبناء الوطن الواحد، لأن مصطلح الإضرار يتفاوت فهمه من شخص لآخر، لأن العري عندنا كمسلمين حرام وعيب ويضر بالمجتمع، أما عند الليبراليين موضة وفن ولا يضر بالمجتمع، إذاً أين الضابط في وطن يعيش فيه أغلبية مسلمة وأقلية ليبرالية ؟؟
فمصر الآن تعيش أزهى عصور الحرية، بل أنا أجزم أنه لا يوجد الآن دولة في العالم تتمتع بالحرية التي نعيش فيها، ومع ذلك الضابط والوازع الديني عند الشعب بعده كل البعد عن الانحراف والانحلال، فهذا الشعب المتدين بطابعه لا يؤثر فيه ليبرالية منحلة، أو علمانية منفلتة، وهذا التوقيت أكبر دليل على ذلك.
ولكن السؤال هنا، هل عند الحكم الليبرالي سيعطون الحرية للمسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية ؟؟؟
هل نتخيل أن الحاكم الليبرالي سيفتح للمسلمين مساجدهم طوال اليوم ؟؟ أو يراعي شعورهم في عدم نشر الرزيلة بين أوساط الشعب ؟؟
هذا من رابع المستحيلات، لأن الليبرالية ببساطة هي منتهى الحرية المطلقة في الانحلال والانفلات والعري والمجون، وفي نفس الوقت هي منتهى التسلط والدكتاتورية على الإسلام والإسلاميين، ولا تمنحهم أدنى حرية في ممارسة شعائرهم، فسيكون النظام البائد أكثر حرية منهم.
ولكن بفضل الله الشعب المصري واعي ويعرف أن دينه هو الذي يمنحه الحرية الحقيقية غير المزيفة، دينه هو الذي يتمتع بحرية الرأي والتعبير فضرب أروع مثالاً في ذلك عندما خرج أحد الرجال لخليفة المسلمين عمر بن الخطاب وقال له " والله إن رأينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا " فلم يعتقله ابن الخطاب، ولم يأمر بمحاكمته محاكمة عسكرية، بل حمد الله أن هناك في الأمة من يقِّوم عمر.
أي حرية أكبر من هذا ؟؟ يا دعاة الليبرالية ؟
فالشعب المصري يعي تماماً أن دينه يتمتع بحرية العقيدة، فجعل المواطنين غير المسلمين في ذمة كل مسلم، ومن آذاهم فقد آذى الله تعالى، استخدم الإسلام تعبيرات راقية اللفظ،
فاستبدل كلمة مواطن والذي يختلف فيها الناس هل من الدرجة الثانية أو الثالثة ،استبدلها بذمي،
واستبدل كلمة سائح، بمستأمن.
فأي الكلمات أرقى في التعبير من الأخرى ؟؟
ولا ينبغي أيضاً أننا عندما نكشف الحرية في الإسلام إذا نقيس الإسلام على الليبرالية ونقول إذاً الإسلام دين ليبرالي، أو نخرج مصطلح خبيث ونقول الإسلام الليبرالي، فهذا لا يصح مطلقاً لأن الإسلام من أكثر من ألف وربعمائة عام يدعوا للحرية، والليبرالية منهج جديد ومصطلح ما زال يحبوا وفي مقتبل حياته، إذا من الظلم أن نقيس الكبير على الصغير.
أسأل الله أن يقينا شر الليبراليين وأهدافهم الخبيثة، كما أسأل الله أن يفهم الشباب المغرر بهم ويعرفوا حقيقة هذا المذهب الانحلالي الغير أخلاقي والذي يدعي كذباً وبهتاناً الحرية وما يعي عن الحرية شيء بل سينقلب إلى الضد في حال زيادة الشعائر الإسلامية بين أبناء الشعب السلم.
3 رجب 1432 هـ
الموافق 5 / 6 / 2011م
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: