البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أسرة ناجحة وأخرى بائسة .. فتش عن المرأة

كاتب المقال ابتسام سعد   
 المشاهدات: 5722



مقولة "وراء كل عظيم امرأة" مقولة صحيحة إلى حد كبير، فدور المرأة كأم وزوجة في نجاح الرجل دور حاسم ومعلوم والواقع يدلل عليه ويؤكده.

فالزوجة التي يتوفى عنها زوجها ويترك لها أطفالًا صغارًا وموارد مادية محدودة، وربما بدون موارد مادية، ثم تخوض رحلة تعب وشقاء، تكابد صعوبات الحياة وحدها حتى يكبر أبناؤها شيئًا فشيئًا ليعاونوها، وهي مع ذلك ترضعهم القيم والأخلاق وحب التفوق وروح التحدي للظروف الصعبة، فإذا تخرجوا وأصبحوا أبناءً ناجحين مرموقين ومتميزين اجتماعيًّا ومهنيًّا وأخلاقيًّا، يترحمون على أبيهم ويقبلون يد أمهم البطلة، هؤلاء الأبناء ما كانوا ليحققوا هذا النجاح لولا هذه الأم، وبالتالي فتفوق ونجاح كل منهم يعود إلى أمهم في المقام الأول.
هذا النموذج الذي سردناه، ليس نموذجًا من وحي الرواية والخيال، وإنما هو نموذج عايشته كاتبة هذه السطور على أرض الواقع سنوات طويلة مع إحدى الجارات.

لكن هذا النموذج المضيء لن نستطيع أن نقدر حجم عطائه ونجاحه إلا إذا تعرفنا على نموذج آخر، عايشته أيضًا في الواقع وتألمت له كثيرًا، وهو لزوجة مات عنها زوجها وترك لها طفلين صغيرين، كانت مواردها محدودة لكنها كانت معقولة تستطيع أن تبني عليها، لكنها كانت تريد الزواج وتسعى إليه بأي وسيلة حتى ولو على حساب الطفلين الصغيرين.

ونحن لا يمكننا الاعتراض على رغبتها وسعيها للزواج، ولكننا نعترض على أن تسعى للزواج ثم تترك الصغار لعمتهم ثم تأخذ الأثاث الذي ينامون ويجلسون عليه لبيت زوجها، وتصادر حقوق الصغار لصالح هذا الزوج غير الصالح.
لم تكن تسأل عن طفليها إلا قليلًا، ولم تكن تهتم بمصلحتهم وكأنها ليست أمهم، في الوقت الذي كانت فيه شديدة الحرص على زينتها وملابسها وأناقتها، ولولا عمة الطفلين المريضة العاجزة التي رعتهما بكل ما تملك ووهبتهما ثروتها البسيطة، لتاه الطفلان في دوامة الحياة، ولكن إرادة الله حرستهما حتى كبرا وتجاوزا مرحلة الخطر وتزوجا وصارا في أحسن حال.
هذا النموذج السلبي لهذه الأم هو الذي يجعلنا نحترم ونكبر موقف الأم الأولى التي فعلت كل شيء من أجل أبنائها، وشاءت إرادة الله أن يكون من رعيى طفلي الأم الثانية الأنانية هي امرأة أيضًا حتى ولو كانت عمتهم، لتقوم معهم بدورها على أفضل ما يكون جعل الطفلين حينما كبرا وتزوجا يسمي كل منهما إحدى بناته على اسم عمته، التي ظلت حاضرة دائمًا في حياتهما.
ونموذج الزوجة المسرفة التي تنطلق من مبدأ خطير سقته لها أمها ويقوم على أمرين؛ الأمر الأول: أن تقضي على أموال زوجها بصفة مستمرة حتى لا يكون لديه مدخرات يستطيع بها الزواج من أخرى، والأمر الثاني: أن تنجب له كثيرًا حتى تربطه بها فلا يطلقها.
الغريب أن هذه الزوجة الشابة جامعية، لكنها استسلمت ببلاهة لنصائح أمها المدمرة، فقضت أولًا بأول على ما يدخره زوجها بحجج مختلفة، وأنجبت له ستة من الأولاد، مرت السنوات وكانت مشاعر الكراهية تترسب في نفس الزوج تجاهها؛ حتى كسر القيد وتزوج غيرها.

هذا النموذج السلبي الموجود في الواقع لا يمكننا إنكاره، لكننا في نفس الوقت رأينا علاجه في الواقع أيضًا من خلال الزوجة المخلصة المتفانية التي تقف مع زوجها، وترفض ثقافة الاستهلاك وترضى بالقليل وتدخر أموال زوجها، حتى أصبحت في أقل من 15 عامًا هي وزوجها نموذجًا ناجحًا يشار إليه بالبنان.
من أهم أسباب فشل الزوجة محاولتها السيطرة على الزوج؛ نتيجة لنصائح أمها أو نتيجة للثقافة المجتمعية التي تحملها والتي حصلتها من قراءاتها ومن مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج، ونحن هنا نؤكد أن الثقافة الصحيحة التي يجب أن تنطلق منها الثقافة التي تدخل عقل ووجدان الزوجة الصغيرة هي التأكيد على ضرورة التلاقي مع الزوج على قواسم مشتركة، وإذا لزم الأمر فيكون التغيير من الزوجة حقيقيًّا؛ وعندها سيشعر الزوج بالجدية وبالتضحية وعندها سيفكر هو الآخر في التضحية والتنازل والتغيير.
من المداخل المهمة للفشل الزوجي والعائلي أن الزوجة تصنع لنفسها عالمها الخاص بعيدًا عن زوجها، فتبحث عن إشباع رغباتها من الملابس والمصوغات الذهبية والأدوات الكهربائية والموبيليات والأثاث ... إلخ، حتى ولو لم تكن إمكانات زوجها تسمح بذلك، والفشل هنا يأتي من ناحية عدم وجود مشروع مشترك وحلم يجمع الزوج بالزوجة، ويتفانى الاثنان بكل الوسائل والجهد من أجل تحقيقه، وخلال هذه الرحلة يحدث التوحد والتآلف والانسجام والخبرة المشتركة وانصهار المشاعر معًا، فالحلم يحتاج جهد لتحقيقه، أما إشباع الرغبات الاستهلاكية فإنه يؤلم الزوج ويزعجه ويبني حائط صد بين الزوج والزوجة.
وفي هذا السياق، فإن كثيرًا من الأزواج لم يستطع أن يحقق نموًّا اقتصاديًّا ونجاحًا ماديًّا إلا بعد أن تخلص من زوجته بالطلاق، وهذا درس يجب أن تعيه الزوجة الصغيرة، فهي بالكفاح مع زوجها وبناء الأسرة سينمو حبها في قلب زوجها، وعليها أن تنبذ النصائح الفاشلة من أن تقضي على أموال زوجها باستمرار حتى لا يتزوج عليها، فالزوجة يجب أن تخلص وتؤدي مسئولياتها بأمانة، فهي لا تعامل زوجها بل تعامل ربها، ثم إن الحياة لا يكون لها معنى إلا بالكفاح والتعب والعرق والتغلب على الظروف الصعبة.
ومن مداخل الفشل الزوجي والعائلي أيضًا، أن بعض الزوجات يحرصن على ضرورة أن يتغزل فيها زوجها باستمرار، وأن يحكي لها كلامًا جميلًا ويتغزل في جمالها، وربما كان الزوج طيبًا وعمليًّا ولكنه لا يجيد الكلام الرقيق، هو يجيد رعاية أسرته وأولاده، ويحبهم جميعًا بالفعل والسلوك وليس بالكلام، لكن هناك كثير من النساء يفضلن الرجال الذين يجيدون الكلام ولا يجيدون الفعل.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الأسرة، المرأة، الطلاق، الزواج،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-05-2011   http://www.shareah.com موقع لواء الشريعة

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - شاكر الحوكي ، مصطفى منيغ، المولدي اليوسفي، صباح الموسوي ، بيلسان قيصر، أحمد بوادي، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمر غازي، العادل السمعلي، عمار غيلوفي، علي الكاش، عبد العزيز كحيل، الهيثم زعفان، مجدى داود، تونسي، سعود السبعاني، د. عبد الآله المالكي، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، طارق خفاجي، حسن الطرابلسي، وائل بنجدو، أ.د. مصطفى رجب، صالح النعامي ، أنس الشابي، د - محمد بنيعيش، مصطفي زهران، طلال قسومي، سامح لطف الله، سيد السباعي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، عراق المطيري، حسن عثمان، د- محمد رحال، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، صلاح الحريري، المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فهمي شراب، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، د. خالد الطراولي ، د.محمد فتحي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، د. صلاح عودة الله ، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، حاتم الصولي، ياسين أحمد، سلوى المغربي، محمد الطرابلسي، فتحي الزغل، فتحي العابد، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، عبد الله الفقير، الناصر الرقيق، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، د. طارق عبد الحليم، يحيي البوليني، ماهر عدنان قنديل، صلاح المختار، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، أحمد النعيمي، صفاء العربي، أحمد ملحم، حميدة الطيلوش، كريم فارق، جاسم الرصيف، إيمى الأشقر، رافع القارصي، الهادي المثلوثي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- جابر قميحة، أشرف إبراهيم حجاج، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مراد قميزة، محمد علي العقربي، رمضان حينوني، منجي باكير، عبد الغني مزوز، محمد شمام ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أبو سمية، صفاء العراقي، كريم السليتي، عبد الرزاق قيراط ، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، د- محمود علي عريقات، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز