فوزي مسعود
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10693
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن الذين يقولون بأن ثورة عربية يمكن انجازها بتدخل غربي سيكون من الصعب عليهم إقناعنا بأن ذلك فيه مصلحة لتلك الدولة و للعرب عموما، و سيكون من شبه المستحيل عليهم نفي حقيقة أن ما فعلوه هو مجرد خدمة للغرب.
ما يحدث بليبيا يعد نموذجا مكررا لما حصل بالعراق، حيث يتدخل الغرب عسكريا ضد دولة عربية بطلب و تواطؤ من شق من معارضي نظام تلك الدولة.
الجديد في حالة ليبيا، أن التدخل الغربي (1) وقع بزعم مساندة ثورة الشعب الليبي، وهو ما يهدف إلى الإيحاء بالأمور التالية:
- أن الغرب يدعم تحرر الشعوب العربية، وهذا أمر معروف فساده، حيث لطالما احتلنا الغرب و ما فتئ يسعى لتكريس استعبادنا.
- أن الغرب له الحق في تقرير مصيرنا و مصالحنا، و هذا فضلا على أنه يشرع قبول وصاية الغرب علينا، فإنه يعني ضمنيا قصورا ذاتيا في تصريف شؤوننا.
الذين يقبلون تدخل القوى الغربية في شؤون دولة عربية بزعم التحرر من بطش نظام تسلطي ونيل الكرامة المفقودة، يحملون تصورات فاسدة لمفاهيم الحرية و الكرامة على السواء.
لا يفهم كيف يستقيم رفع شعار الكرامة مع القبول بان تتدخل قوى أجنبية ضد بلدك، فأي معنى لكرامة يقبل صاحبها بأن يكون أسدا ضد نظامه و نعامة مع الغربي؟
لا يفهم كيف يجتمع مبدأ الحرية و التحرر مع قبول كون أطراف أجنبية تقصف بلدك، فبأي معنى ترفض قصف نظامك مقابل ترحيبك بقصف الأجنبي لبلدك؟
إذا كانت الثورة في بعض معانيها ارتقاء لمبادئ عليا، و لما كان الاستنصار بالغرب أمرا مستنكرا و يأباه كل ذي مبدأ، فإن إنجاز ثورة من خلال تدخل طرف أجنبي ينزع عنها شرعيتها و ينزلها من مرتبة الثورة لمرتبة العمل الخياني. لاشك أن القذافي مجرم و هذا أمر لا جدال فيه، لكن كونه مجرما لا يعني قبول أن تصبح أكثر إجراما حين مقاومته.
من رأيي أن مساندي التدخلات الأجنبية ضد البلدان العربية، يعانون من تشوش ذهني ناتج عن غياب النظر بمبدئية للأطراف المعنية، وهي النظام العربي المستهدف و الأطراف الغربية المتدخلة.
المعارضة ضد نظام عربي إما أن تكون من أجل مصلحة خاصة أو من أجل مبدأ، إن كانت من أجل مصلحة فلا يوجد داع لتفضيل المعارضين على النظام الحاكم، فمصالحهم ومن يقف ورائهم ليست بأولى من مصالح النظام الحاكم بالنسبة للمواطن.
إن كانت المعارضة من أجل مبادئ، فهنا يجب لتقييم شرعية التدخل الأجنبي، النظر أولا في أمر التدخل ذاته و ثانيا في أمر الطرف الأجنبي، نسبة لمرجعيتك المبدئية.
أما تدخل طرف أجنبي ضد بلدك فأمر غير مقبول مبدئيا، و أما الطرف الأجنبي فينظر في تقييمه للقاعدتين التاليتين:
- أن الغرب الأصل فيه أنه عدو لي إلا أن يثبت العكس، فهو عموما كافر، و تاريخيا لطالما عمل في غير مصلحتي.
- أن ابن بلدي، الأصل فيه أني أواليه و أنه يواليني إلا أن يثبت العكس، فهو عموما مسلم و يجمعني به وطن واحد و مصير واحد.
ولما كان تدخل طرف أجنبي ضد بلدي أمرا غير مقبول، و لما كان المتدخل الأجنبي ممن ينتظر منه العداوة والضرر، و ممن يوجب الإسلام عدم موالاته لكفره، وممن يوجب التاريخ الاحتياط منه، ثبت بالتالي أن القبول بالتدخل الأجنبي دليل على خلل مبدئي.
و النظر المبدئي يفترض أن يكون مقدما على النظر المصلحي الوظيفي، وهو ما لم يقع للأسف حين التعامل مع التدخل الأجنبي في ليبيا، ولعل الذي يكرس غياب المبدئية في تناول الأمور، أن مواقف بعض محترفي إنتاج الفتاوى-المقدمون كقدوات و قادة رأي لعموم الناس- تنبني على النظرة الوظيفية عوض النظرة المبدئية، حيث يقولون أحيانا حقا و لكن في غير المقام المنتظر، أو لا يقولون الحق وقت الحاجة إليه، و إلا فهل أن القرضاوي الآن مثلا سيفتينا بوجوب قتل المهاجمين الغربيين لليبيا، بما أنه أفتى من قبل بقتل القذافي لتجاوزه في حق الليبيين، أم أن الغربي حينما يقتل المسلم لا حرج عليه مثلما كان مع الأمريكان حينما قتلوا العراقيين.
سيكون من الصعب على الشيخ القرضاوي إقناعنا بأن دماء الليبيين حينما يستبيحها الغرب أرخص من دمائهم حينما يستبيحها القذافي. وإذا كان ما يحرك الشيخ هو فعلا الغيرة على دماء المسلمين، فإنه يصعب تفهم عدم إصداره فتوى بوجوب قتل الخنازير الغربيين الين قتلوا إخوتنا بليبيا.
إذا كان مستبعدا إصدار الشيخ فتوى بوجوب قتل هؤلاء على إطلاقهم أينما كانوا بمختلف البلدان العربية، فهل يصدر القرضاوي فتوى بوجوب قتل المتورطين من الدبلوماسيين والعسكريين من رعايا فرنسا وأمريكا وبريطانيا؟ وإذا كانت مصالح الشيخ تمنعه من فعل ذلك، فهل يصدر الشيخ على الأقل فتوى تدعو الليبيين لقتل هؤلاء ممن يوجد على أراضيهم وهو الحد الأدنى للدفاع على النفس؟
ولما كان إصدار فتاوى، فاسدة لتناقضها، وتحولها لأداة وظيفية، أمرا مقبولا بل ومرحبا به، و لما كان ذلك يعني غياب التعامل المبدئي من قبل من يفترض فيه أن يكون قدوة، فإنه يفهم التشوش الكبير في تناول قضية التدخل الأجنبي و غياب المبدئية إزائها لدى عموم الناس.
----------
(1) بقطع النظر إن كان هذا التدخل حظرا جويا أو ضربة عسكرية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
2-04-2011 / 09:23:45 موقع وطن
مشعل يرد على القرضاوي مهاجما: اتقي الله في بشار الاسد
أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في سورية وبحمايتها لزواره عن استيائه واستغرابه لصدور مواقف عن الشيخ يوسف القرضاوي يدعو فيها السنة السوريين إلى الثورة وقال مشعل: إنني أدعو الشيخ القرضاوي أن يحكم ضميره ويتحرر من الضغوط التي تمارس عليه من قبل جهات يعتبرها هو موثوقة (في إشارة إلى حكام قطر حيث يقيم القرضاوي بشكل دائم ويحمل جنسيتهم) وأضاف مشعل: إن حكام السنة في العالم العربي باعوا قضيتنا وأبرز شيوخ السنة تخلوا عن أهلنا ولم تجد حركة حماس
(التي هي حركة الاخوان المسلمين في فلسطين) سوى الرئيس بشار الاسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب السنة آوتنا سوريا وبشارها، وحين أقفلت ابواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا، لذا اقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب العاتب، إتق الله يا شيخ بفلسطين فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا وما تقوله عن عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزب ويخدم إسرائيل ولا احد إسرائيل.
وتابع مشعل: إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الاحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الاحداث التي جرت في مصر فهناك دعى إلى الوحدة بين الاقباط والمسلمين وبين السلفيين والاخوان وبين المذكورين وبين العلمانيين وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السنة والمسلمين العلويين ؟؟ سبحان الله ....ما هكذا عرفنا الشيخ القرضاوي داعي الوحدة والمجاهد بالكلمة ضد إسرائيل وأميركا.
إننا في حركة المقاومة الاسلامية حماس نشهد أنه لا مسلم قدم لفلسطين ما قدمه لها بشار الاسد ولا سني ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين ورفضا للتضييق على المقاومة الفلسطينية كما فعل بشار الأسد وعلى الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سورية أن يستمع إلى الشعب السوري وإلى علماء الدين من أبنائه ليعرف ان في هذا البلد يملك أهل السنة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد يحكمها سنة ولكنهم ضعفاء أمام الامريكي ومتخاذلون عن نصرة فلسطين.
21-03-2011 / 15:48:19 وسيم
جيوشنا الجرارة
والحل؟
أظن أنه لا فائدة من شخصنة التحليل ، القرضاوي أو غيره، ربي يهدينا جميعاً.
على كل حال لا جدال في حل دم القذافي حسب رأيي و كنت أرجو أن تقذفه إحدى قاذفات جيوشنا الجرارة الباسلة المنصورة في كل الحروب الحديثة...
2-04-2011 / 09:23:45 موقع وطن