هل تسند أميركا احتلالها للعراق لملالي طهران بعد الهروب ؟
د -غالب الفريجات
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7417 dr_fraijat@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الإدارة الأميركية قد نفضت يدها من مشروعاتها الإمبراطورية، التي كانت ترسمها في الغرف المظلمة قبل غزو العراق واحتلاله، نظرا لحجم المقاومة العراقية الباسلة التي كبدتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ومليارات الدولارات كانت مقدمة للازمة الاقتصادية التي ضربتها، الى جانب ان سياسة الحزب الديمقراطي تؤمن بتحقيق اهداف الادارة الاميركية بالاساليب الحريرية، بدلا من الاساليب الحديدية التي يؤمن بها الجمهوريون .
الاميركان لا تحكمهم مبادئ وأخلاق كغيرهم من الامبرياليين والاستعماريين، وكل اهتمامهم يعتمد على قياس الربح والخسارة، في المفهوم السياسي الذي يعتنقوه ( البراجماتية )، وهم ليسوا في واد المغامرة غير المحسوبة الربح، الا اذا اصيبوا بالغباء السياسي، كما اصيبوا بغباء قيادة ادارة بوش الصغير، او كما انقادوا للوبي الصهيوني الذي من مصلحته الاجهاز على النظام الوطني في العراق، وبالاضافة الى ذلك الخبث البريطاني الذي سهلت عليه قيادة بوش السياسية الغبية، الى جانب ان الجمهوريين، وبشكل خاص اليمين المتصهين في الحزب الجمهوري، قد وجد في تلك السياسة ما يخدم اهدافه.
في ضوء ما سبق فالسؤال الذي يطرح نفسه، هل ستقوم الادارة الاميركية باسناد احتلال العراق الى الفرس ؟، الذين يشاركونها الاحتلال، تقديرا لجهودهم قبل الغزو والاحتلال، الى جانب ان من اسند اليهم بادارة شؤون العراق المحتل هم عملاء ايران وعبيدها وخدمها.
مما لا شك فيه ان الفرس يملكون مشروعا قوميا فارسيا، يتوجه بالتمدد على حساب الاراضي العربية، كما هو واضح من احتلالهم للاهواز والجزر العربية، ومشاركة الاميركان في احتلال العراق، والتدخل في الشؤون الداخلية العربية من خلال الدعم المالي، وخاصة في الساحة اللبنانية والفلسطينية، فمن كانت هذه ممارساته، ليس بغريب عليه ان يقيم اتفاقا من تحت الطاولة مع الاميركان، كما اقام اتفاق التفاهم قبل الاحتلال، رغم الجعجعة الكلامية الفارسية ضد الشيطان الاكبر والكيان الصهيوني، والتي لم تقدم طهران على ترجمة حرف واحد، من كل هذا الكم الهائل من الشتم والضجيج الكلامي الفارغ، الذي تسوقه ايران وعملاؤها في المنطقة.
الفرس قد يهربون الى الأمام للتخلص من مشاكلهم الداخلية، ويدفعون بقواتهم باتجاه العراق، لملئ الفراغ الذي يتوهمونه بعد هروب القوات الاميركية، وهم يبنون استراتيجيتهم على عملائهم في المنطقة الخضراء، وعلى العناصر المخابراتية الفارسية، التي تتواجد بكثرة في جميع مفاصل الدولة العراقية العميلة، وهم سيظنون واهمين ان كل من قام عملاء المنطقة الخضراء بتجنيدهم في الجيش والسلطة والمخابرات سيقاتلون الى جانبهم، وسيتخلون عن عراقيتهم، ومن هنا كان لموقف المقاومة من كل هؤلاء في عدم التعرض لهم الا في الحالات الواجبة والضرورية، مع مطالبة جميع هذه العناصر بالتخندق في خندق المقاومة والوطن، هو موقف ذكي من المقاومة، لان معركة العراق مع اعداء العراق المحتلين من اميركان في المقدمة، وفرس في نهاية المطاف.
ان الفرس لن يتخلوا عن اطماعهم في العراق والمنطقة العربية، الا بعد تجرع كأس السم الثانية، في مدة لا تتجاوز ربع قرن، وسيسجلون للعراقيين الانتصار الثاني عليهم في هذه المرة بفترة قياسية، لان المقاومة التي هزمت المشروع الامبراطوري الاميركي لن يعجزها هزيمة ملالي طهران المهووسين بالتاريخ الامبراطوري الفارسي.
لا احد يتمنى ان يمارس الفرس تطبيق هوسهم الاخرق على حساب الوطن العربي، ولكن ما العمل اذا اندفع ملالي طهران في عداء الامة ؟، هل سيبقى بعض من العرب ان يتحدث عن احتلال حلال يقوم به ملالي طهران، واحتلال حرام تقوم به عتاة الصهيونية ؟، ام ان الاحتلال هو احتلال يجب مقاومته، وليس هناك من اولوية على اي منهما على حساب الآخر، وهل هناك قدسية لأرض عربية على حساب ارض عربية اخرى ؟، ام يجب ان نكون مع رأي ذاك الشيخ الجليل، الذي يقول والله لو ان المحتل لبيتي مكياً لقاتلته.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
13-07-2009 / 18:06:47 فينيق
اماني .. مازلت تكتب اماني
اماني يا صديقي
نعم لقد فشل المشروع الأمريكي .. لكن امريكا لن تخرج من العراق ( بأمانيها ) ايضا
فهي دخلت .. لا لتخرج كما يوهمنا باراك .. و كما تحاول انت ان تمرر كذبته هذه .. ان اعادة الانتشار .. لا تعني خروج القوات الأمريكيّة .. بل يعني تدخلها المباشر عندما تفلت زمام الأمور من الطغمة الجالسة في المنطقة الخضراء .. و اعيذك بالله ان تكون من " المروجين للأكاذيب الأمريكيّة " .. ان معادلة خروج امريكا رهن بتحملها لضربات المقاومة .. و هي ان شاء الله ستخرج صاغرة ذليلة حتى آخر جندي من عراقنا الحبيب
و عندما يتحقق ذلك .. لن تستطيع ايران او غيرها ان يدخلا على خطّ العراق .. فإذا ما اردت ان تنشر " معلومات مضللة عن احتلال امريكا لمهاجمة ايران في مقالتك " فهذا شأنك ، و لكن العب بغير هذا الملعب
13-07-2009 / 18:06:47 فينيق