أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10696 Ahmeeedasd@googlemail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
انتشرت وراجت بيننا نحن المسلمين كثير من الأفكار التي لا أصل لها في ديننا، وساعد على انتشارها المستغربين من أولاد المسلمين من حكام وأدباء ومفكرين، وسط سكوت العلماء والكتاب عن إنكارها ومحاولة ابتعادهم، وتقوقعهم على أنفسهم، حتى وصل الأمر بالكثير منا إلا أن يتقبل هذه الأفكار، التي لبسها علينا هؤلاء الحاقدون على الإسلام – تلامذة المستشرقين – العاملين على تشويه الدين والطعن فيه، واستغلال أي فرصة من أجل هجومهم على الإسلام ومحاولة لصق الجهل والتخلف بالمسلمين، كما رأينا كيف كان هجومهم العنيف على حجاب المرأة المسلمة ووقوفهم إلى جانب المستهزئين بدين الله ودفاعهم عنهم، و سعيهم إلى نشر أفكار الغرب الانحلالية في مجتمعنا المسلم وتغريب أبنائه وإبعادهم عن الهدف الذي وجدوا من أجله على وجه الأرض، وهو عبادة الله تعالى وطاعته والتزام سنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، يقول عز وجل : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " الذاريات 56.
ومن هذه الأفكار التي راجت بيننا، مقولة : " أن الإيمان بالقلب وليس بالمظهر "، ومقولة : " هذا متدين وهذا غير متدين " ومقوله : " هذا كاتب إسلامي وهذا كاتب علماني "، وأصبح كثير منا يتصرف تصرفات منافيةً لعاداتنا وتقاليدنا، وإذا ما أنكرت عليه تصرفه هذه يقول لك " المهم أن الإيمان في القلب "، واذكر أن واحداً من معارفي كان يطيل شعره، ثم يفرقه بالنصف، ويلبس بنطالاً ضيقاً وبلوزة بدي، لتعرض مفاتن صدره وتظهر عضلاته المفتولة، أما عن مشيته فلا تحس فيها أي نوع من الرجولة، بل يخيّل إليك أن من يمشي أمامك هو فتاة وليس شاباً مكتمل الرجولة، حتى إنك إذا مشيت معه شعرت بالخجل والعار، أقول لو رأى أسامة ابن السابعة عشرة أمثال هؤلاء، ماذا سيقول !؟ وهل هؤلاء فعلاً مؤهلون لكي يكونوا قادة كأسامة !؟
نصحته بأن : هذا التصرف لا يليق بشاب، وإن مظهر الإنسان يعكس حقيقة ما يحمل من أفكار، وإن لباس الشخص هي مرآة لنفسه، فما كان منه إلا أن قال لي : أنه لا يقصد التشبه بالنساء، وليس مهماً المظهر، المهم أن الإيمان في القلب، سبحان الله ؛ الرسول عليه الصلاة والسلام، لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، ثم نخالف قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حجتنا في هذا، المقولة التي راجت عند كثير منا، بينما يقول الله لنا : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً " الأحزاب 36، فمن الأولى بالإتباع حكم الله أم الشاذين من الغرب !؟، ومن هذا الأمثلة والنماذج العشرات.
فهل حقيقة أن الإيمان في القلب فقط ؟ وهل اكتفاء الإنسان بإيمان قلبه كافياً لان يصل به إلى طريق الجنة ؟ وما هي حقيقة الإيمان ؟ وكيف عرفها لنا القران الكريم ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ؟ وكيف طبقها صحابته وسلفنا الصالح ؟ وما هي أقوال العلماء في الإيمان ؟
نقول : إن الآيات القرآنية جاءت لتربط الإيمان مع العمل، وورد في أكثر من موضع أن عمل الصالحات هو السبيل والطريق الوحيد إلى الجنة، ولا يقبل هذا العمل إلا من المؤمن، والمؤمن فقط، يقول الله تعالى : " وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً " النساء 124، ويقول عز وجل : " وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً " طه 112، ويقول في موضع آخر : " مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ " غافر 40، وغيرها من الآيات، النحل 97، الإسراء 19، الأنبياء 94، وفي السنة النبوية الشريفة جاءت الأحاديث لتؤكد أن الإيمان شعب كثيرة أفضلها قول لا اله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى من الطريق : (( الإيمان بِضْعٌ وستون أو بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا اللّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعْبَة من الإيمان )) متفق عليه، وأما علمائنا فقد عرفوا الإيمان : " الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه اللسان، وعملت به الجوارح "، ويقول الشافعي – رحمه الله – : " وكان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وممن ادركناهم يقولون : (( الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزي واحد من ثلاث إلا بالآخر )) " كتاب الأم 8 / 161، وقال البخاري – رحمه الله - : " هو قول وفعل "، وفصل الإمام ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري قول من قال بهذا من علمائنا : " وَمَا نُقِلَ عَنْ السَّلَف صَرَّحَ بِهِ عَبْد الرَّزَّاق فِي مُصَنَّفه عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَمَالِك بْن أَنَس وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن جُرَيْجٍ وَمَعْمَر وَغَيْرهمْ، وَهَؤُلَاءِ فُقَهَاء الْأَمْصَار فِي عَصْرهمْ. وَكَذَا نَقَلَهُ أَبُو الْقَاسِم اللَّالِكَائِيّ فِي " كِتَاب السُّنَّة " عَنْ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد بْن حَنْبَل وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْةِ وَأَبِي عُبَيْد وَغَيْرهمْ مِنْ الْأَئِمَّة، وَرَوَى بِسَنَدِهِ الصَّحِيح عَنْ الْبُخَارِيّ قَالَ : لَقِيت أَكْثَر مِنْ أَلْف رَجُل مِنْ الْعُلَمَاء بِالْأَمْصَارِ فَمَا رَأَيْت أَحَدًا مِنْهُمْ يَخْتَلِف فِي أَنَّ الْإِيمَان قَوْل وَعَمَل "، ويضيف مؤكداً إجماع الصحابة والتابعين على أن الإيمان نية وقول وفعل : " وَأَطْنَبَ اِبْن أَبِي حَاتِم وَاللَّالِكَائِيّ فِي نَقْل ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ عَنْ جَمْع كَثِير مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَكُلّ مَنْ يَدُور عَلَيْهِ الْإِجْمَاع مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ. وَحَكَاهُ فُضَيْل بْن عِيَاض وَوَكِيع عَنْ أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة "، ثم يذكر استدلال الشافعي فيقول : " وَقَدْ اِسْتَدَلَّ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَغَيْرهمَا عَلَى أَنَّ الْأَعْمَال تَدْخُل فِي الْإِيمَان بِهَذِهِ الْآيَة ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّه - إِلَى قَوْله - دِين الْقَيِّمَة ) قَالَ الشَّافِعِيّ : لَيْسَ عَلَيْهِمْ أَحَجّ مِنْ هَذِهِ الْآيَة. أَخْرَجَهُ الْخَلَّال فِي كِتَاب السُّنَّة ". فتح الباري ج1 / 45 وما بعدها.
وبهذا سار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصحابته ومن تبعهم بإحسان على هدي أحكام الإسلام، فصنعوا للعالم حضارة لم يشهد لها العالم مثيلاً، وطبقوا العدل بين الناس وانتصفوا للمظلوم واخذوا على يد الظالم واخرجوا الناس من عبادة الأرباب إلى عبادة رب الأرباب، وأما هؤلاء الذين انسلخوا عن عقيدتهم وانحرفوا عن أحكام الإسلام وبهرتم انحلالية الغرب، وعملوا على نشر الفاحشة في المجتمع المسلم، فحالهم : " إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى " النجم 23، وما دام أنه قد جاءنا من الله نور وبرهان، فلماذا نحيد ونعدل بعدها إلى من اتخذ إلهه هواه، وأضله الله على علم ؟
*************
والمسالة الأخرى التي يجب أن نتطرق لها : وهي أننا نرى كثيراً منا يتحين أخطاء أشخاص درسوا العلوم الشرعية، لكي يتهجم على الدين، ويُحمل الدين خطأ فلان من الناس، ولسان حاله : " هذا هو الدين فانظروا إلى ما يدعوا إليه.. " وبحجة هذا الخطأ يستغلها فرصة ليسخر من هذا الدين، وليقوم بنشر ما يحمل من انحلالية ودياثة في مجتمعنا المسلم.
فبداية نقول : إن الإنسان خطاء وخير الخطاءون التوابون، لا فرق قي هذا بين إنسان مظهره التدين أو غيره، مع أن الأصل في الإنسان المسلم أن يكون متديناً في جميع أحواله وسكناته، وليس الأمر كما أراد له النصارى الذين جعلوا أمور دينهم مقتصرة على القس، وممارسة الدين عندهم في الكنيسة فقط، وكما يريده لنا أدعياء العلمنة وتلاميذ المستشرقين. وإننا نرتكب خطأ ً بأن نقيس الدين على تصرف أي شخص كائناً من يكون، فإذا أخطأ فرد من الأفراد، فلا يجوز أن نربط خطأه بالدين لأن تصرفات كل شخص تعني الشخص نفسه الذي قام بالخطأ، فمن يخطئ فإنما خطأه على نفسه ولا علاقة للدين به.
وكذلك : فإن هذه الأخطاء لا يجب أن تدفعنا إلى أن نكتفي بجعل الدين في قلوبنا فقط، ولنعلم أن كل واحد منا مطالب بأن يطبق شرائع الدين في كل تصرفاته، وسكناته وحركاته، يقول تعالى " يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة " البقرة 208، ولا يتم هذا إلا من خلال الأخذ بكل عرى الإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، والانتهاء عن جميع نواهيه، ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ويتحقق هذا من خلال قيام الفرد المسلم بوضع نفسه تحت أحكام الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم –، ولا يجب أن يكون هناك متدين أو غير متدين بيننا، أو كاتب إسلامي أو غيره، فالأصل في المسلم أن يكون داخلاً في كل جزيئاته تحت حكم الإسلام وفكره ولا شيء غيره، لا كما يحاول هؤلاء المدعين إلى الإسلام أن يروجوا بيننا، أفكار الطاغوت وانحلالية الشيطان وشذوذ الغرب، يقول تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً " النساء 60.
*************
ومن هذه الأفكار التي يحاول هؤلاء أن يلصقوها بالمسلمين : "أنهم منغلقين على أنفسهم، وليس لديهم القدرة على التفاعل مع الحضارات التي تعيش معهم في هذا العالم "، لا لشيء إلا ليحاولوا أن يزيدوا المسلم غربة إلى غربة، من بعد أن حاربوه في دينه وحجروا على تفكيره، ومنعوه من التكلم إلا فيما يريد له فراعنة عصرنا !!
ولكن الحقيقة أن هذه الدعاية ليست سوى أكاذيب، فالقران الكريم أول الداعين إلى أعمال الفكر والتفكر في هذا الكون والسير فيه وسبر أغواره، وأكبر دليل على هذا هو تفاعل المسلمين الأوائل مع الحضارات السابقة وأخذهم علومها والاستفادة منها والعمل على تعديل النظريات الخاطئة، وإنشاء نظريات جديدة، مما جعلهم يقدمون للعالم حضارة لم يشهد لها العالم مثيلا ً، وفي وقتنا الحالي هناك الكثير من المسلمين المتفوقين في هذا المضمار ولكن لم يجدوا القاعدة التي تحوي هذا الإبداع والتي تعمل على انطلاقه وتدفعه إلى التألق، وإنما اصطدمت هذه العقول بتصرف حكوماتنا العتيدة التي تحارب الإبداع وتسعى لنشر الرذيلة في المجتمع المسلم، وما إن تعلن تلك العقول عن اختراعاتها وإبداعاتها حتى يختفي أصحابها خلف الشمس، ولكنها بالأغلب – أي العقول – تفضل الهجرة للخارج بدل أن يؤول حال صاحبها إلى تلك النهاية المريعة، لتعود ملوثة بالفكر الغربي المنحل، وهذا ما حصل للرئيس العراقي صدام حسين – رحمه الله – الذي قدم بالعلماء وجعل من العراق بلداً علمياً وحضارياً، ولكن قوى الظلام وأتباع الشيطان لم يمهلوه طويلاً، وأعلنوا أنهم سيعيدوا العراق إلى عصور ما قبل الحضارة وهذا ما حصل من خلال تدمير البنية التحتية للبلد وقتل وتشريد آلاف العلماء ً، إذن المشكلة ليست إلا فينا نحن الذين ارتضينا أن يسودنا أمثال هؤلاء العلمانيين ويتحكموا في رقابنا.
نعم ليس هناك أي مشكلة في أن نأخذ من أي حضارة ما يهمنا من أمور دنيانا من علم وصناعة وتطور وغيره، ولكن عندما تخور معنويات الأمة المسلمة وتضيع هويتها وتنسلخ عن تاريخها وتستهزئ بدينها وتـُُغرب أبنائها فإنها تتفاعل مع الحضارات الأخرى، ولكن تفاعلها تفاعل سلبي ليس إلا، فلا تأخذ من تلك الحضارات إلا انحلالها وشذوذها، وهو الشيء الوحيد الذي استفدناه من تفاعلنا، وشجعنا على هذا التفاعل والتقليد الأعمى العلمانيون من حكام وكتاب ومفكرين أنصاف المجانين.
*************
هذا بالنسبة للجانب الدنيوي من حياتنا، أما بالنسبة للجانب الشرعي والتعبدي منه فإننا نقول : إذا اعتقد الإنسان المسلم أن هناك مبدأ في العالم أفضل من الإسلام، أو اعتقد أن هناك شرعاً غير شرع الله يمكن أن نطبقه فينا، أو اعتقد أن الرسول لم يبلغ أحكام هذا الدين، أو اعتقد أننا نحتاج إلى شرع غير هذا الشرع ليكمل ما نقص من ديننا، أو عمل على الدعوة لهذا، أو طبقه، فيجب عليه أن يعيد النظر في إيمانه ويجدد إسلامه ويستغفر الله ويرجع عن انحرافه وضلاله، يقول تعالى : " وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ " الأنعام 121، ويقول تعالى : " فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً " النساء 65.
*************
هذه بعض من الأفكار التي يروج لها دعاة العلمانية والتي هي بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا وتخالف أحكامه، وتستهزئ بآيات الله وسنة رسوله وتسخر من أتباعها، ولذا وجب علينا جميعاً أن نقوم بردها في وجوه أصحابها، ونعمد إلى قص ألسنتهم بإيّ شكل من الأشكال، بل إننا مطالبون بأن نعمل جميعاً على مجاهدتهم، فمن استطاع أن يجاهدهم بيده فليفعل، ومن استطاع أن يجاهدهم بلسانه فالمجال مفتوح على أوسع أبوابه من قنوات وصحف ومواقع، فلنستخدم هذا العلم من أجل التخلص منهم ومحاربتهم عبر المواقع جميعها، فمن عجز عن هذا كله فلينكر ولو بقلبه فإن ذلك اضعف الإيمان، وقد جاء في الحديث : " مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ " رواه مسلم، ولنعلم أن سكوتنا عنهم سيزيد المجتمع المسلم غربة وابتعاداً عن أحكام دينه، فإن كنا أمة الإسلام أمة الخير أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجب علينا أن نرميهم جميعاً عن قوس واحدة، ولا نقول إننا لن نغير من الواقع شيئاً، ولكن بإذن الله فإن التغير سهل وما علينا إلا أن نبدأ به، والله هو القادر على رد كيدهم إلى نحورهم " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " الرعد 11، والدين ليس حكراً على أحد : " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ".
والعاقبة للمتقين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: