رئيس جمعية وقف التراث الإسلامي يتحدث عن السلفية في لبنان
الحوار مع حزب الله ليس تغريدًا خارج السرب السلفي

علي عبد العال - مصر من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 8446

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

بخلاف التجارب الانتخابية اللبنانية السالفة يبدو السلفيون أكثر حضورًا هذه المرة؛ ليس فقط لأن هناك ترشحا سلفيا، بل لأن هذا الحضور في المعترك الانتخابي ترافق مع إسهام تنظيري لتأصيل المشاركة السياسة، حيث جاءت فتوى جمعية "وقف التراث الإسلامي" التي يرأسها صفوان الزعبي بجواز المشاركة في الانتخابات تصويتًا وترشيحًا لتفتح المجال واسعًا للتساؤل حول أبعاد وحدود ودوافع هذا الموقف.

وفي حواره مع موقع "الإسلاميون.نت" يتحدث رئيس مجلس أمناء "وقف التراث" عن السياق الذي صدرت فيه الفتوى ولماذا أتت في هذا التوقيت تحديداً، كما يتحدث الشيخ صفوان عن رؤيته للدعوة السلفية التي يعتبرها المنهج الأكثر انتشاراً والدعوة الأكثر اعتدلاً. كما يعرض للموقف من حزب الله وأهمية الحوار معه، حيث يغوص في القضايا الأكثر إشكالية وسخونة فيتطرق إلى الموقف من الدولة اللبنانية، ويذهب إلى أن العمل تحت سقف تلك الدولة واحترام رئيسها الماروني يعد من دواعي استقرار الأمن في لبنان.

وفي إطار الحديث عن حظوظ السلفيين في التواجد والحضور المؤثر يشير الزغبي إلى أن تلك الحظوظ متوفرة وبقوة، وأن السلفيين سيفرضون تواجدهم السياسي في الساحة اللبنانية إذا واصلوا مشروعهم في خدمة الناس وابتعدوا عن السعي للمناصب.

الانتخابات والمصالح الدعوية

* شيخ صفوان، كنتم في السابق تعتبرون الانتخابات من "المحرم" فما الذي تغير حتى أصدرتم فتوى تجيزون فيها الترشح والتصويت؟

ـ نحن منذ زمن بعيد نعتقد بجواز المشاركة في الانتخابات النيابية ترشحاً واقتراعاً، غير أنّه لم يكن لنا مشاركة قوية في العملية الانتخابية، لكن عندما قررنا إثبات وجودنا على الساحة السياسية استفتينا كبار المشايخ في "الدعوة السلفية" فأصدروا هذه الفتوى، وأقدمنا، وهذا منهجنا في سائر أعمالنا الاستفتاء والاستخارة، ثم مشاورة أصحاب العقول الراجحة، ومنطلقنا في ذلك هو حماية مصالحنا الدعوية وليس طلب المناصب، ونحن نتعهد بعدم الترشح ومن معنا في هيكليتنا التنظيمية إلى أي منصب.

* في شرح دواعي الفتوى قلتم إنها: "وليدة رغبة قوية من جانب الحركة السلفية في لبنان للظهور كقوة لها حضورها وثقلها على الصعيدين السياسي والشعبي"، إلى أي مدى يشعر السلفيون بالخسارة جراء رفضهم في السابق دخول المعترك السياسي؟

ـ هذا الشرح جاء من المحلل الصحفي (ضمن تقرير نشره "إسلام أون لاين.نت) أما نحن فمشاركتنا لا تمثل كل الساحة السلفية، نحن جزء من هذه الساحة لكن وجدنا أن واقعنا المؤسساتي والشعبي يفرض علينا خوض المعترك الانتخابي، سعيًا وراء مصالح مؤيدينا وقبل ذلك صوناً لدعوتنا، وسابقاً لم نكن نشكل الحالة التي تسمح بتشكيل قوة انتخابية مرجحة فلما لمسنا إمكانية النجاح أقدمنا وتوكلنا على الله.

هدفنا تقوية "السنة" وتوحيد صفهم

* بعض المحللين اعتبرها محاولة لمواجهة النفوذ المتزايد لحزب الله في الجنوب عبر إثبات الحضور السلفي في مدن الشمال، ما مدى صحة هذا الكلام؟

ـ نحن لا نضع أنفسنا في مواجهة أحد، نحن هدفنا أن يكون أهل السنة في لبنان أقوياء وموحدين، لا ليعتدوا على أحد ولكن ليذهبوا إلى محاورة الآخرين على أساس أنهم كما يرفضون الفتنة يرفضون الذل، وكما أنهم لا يريدون إلغاء الآخرين كذلك لا يسمحون لأحد بأن يلغيهم، وهم طائفة متجذرة في لبنان وممتدة في أنحاء العالم، ويشكلون الأكثرية الساحقة من المسلمين، وبالتالي فإنه يستحيل شطبهم من المعادلة السياسية اللبنانية، وإذا أضعف دورهم فذلك مؤقت وليحذر الجميع انتفاضة المظلوم، هذه رسالتنا إلى مختلف الأطراف في الداخل والخارج، وهذا ما نطمح إليه من خلال مشاركتنا المتواضعة في الانتخابات النيابية.

* لكن في حال جرى تحالف انتخابي، إلى أي القوى السياسية يميل السلفيون؟

ـ أحب أن أؤكد أنني لا أتحدث باسم السلفيين، ولا يمكن لأحد أن يتحدث باسمهم، فهم ليسوا جمعية واحدة أو جماعة واحدة وهذا أصبح واضحاً جدًّا لجميع المراقبين في الداخل والخارج، أنا أسست مجموعة ناخبة أركانها سلفيون والمتعاطفون معها سلفيون وغير سلفيين، وهذه المجموعة ستنتخب من ترى فيه مصلحة لها ولمدينة طرابلس، وستتابع بإذن الله عملها بعد الانتخابات لتحقيق الرخاء والسير في مسيرة البناء والإصلاح التي بدأناها منذ حوالي خمس سنوات.

* إذن كيف تقيم واقع الحركة السلفية، في ظل تشرذمها بين عدد من المدارس والجمعيات والولاءات الخارجية؟

ـ السلفية ليست حركة، بل هي مذهب إسلامي، ومنهج في فهم النصوص الشرعية على طريقة السلف، الذين شهد لهم الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالفضل، والسلف هم الصحابة والقرون الثلاثة الذين اتبعوهم، والسلفيون يأخذون دينهم من الكتاب والسنة بفهم الصحابة والسائرين على دربهم من علماء القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالخيرية، ويتميزون عن غيرهم بأنهم لا يقدمون الرأي على النص، وعملهم هو الترجيح بين أقوال العلماء، ولا يأتون بجديد في الدين إلا في النوازل والأمور التي لم يسبق أن حدثت ولم يكن الباعث عليها قائماً لا في عهد النبوة، ولا الصحابة، ولا السلف الصالحون، فإذا كان الأمر كذلك فمن الطبيعي جدًّا أن يحصل التنوع بين السلفيين، وتتعدد جمعياتهم فهم ليسوا حزباً أو تنظيماً، وإنما يجمعهم العقيدة والمنهج، أما المسائل التنظيمية وبعض الفروع فقد يختلفون عليها وحالهم كحال عموم المسلمين تعدد جماعات وقيادات وولاءات لا يمكن جمعهم إلا في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة (سلفية) قادمة كما وعد الصادق المصدوق.

ليس هناك سلفية كويتية وأخرى سعودية

* يتردد أنكم تنتمون إلى المدرسة السلفية في الكويت عكس تيار الشيخ داعي الإسلام الشهال المحسوب على المدرسة السعودية، ما هي أبرز التباينات التي يمكن أن تسجل بين المدرستين في ظل توزع السلفية بينهما؟

- ليس هناك مدرسة سلفية كويتية وأخرى سعودية، فمشايخ الدعوة السلفية في الكويت يرجعون إلى علماء السعودية فيما خفي عليهم من الفتاوى، بل إن أغلبهم قد تتلمذ على علماء السعودية، لكن الالتباس يحصل فيما يظن أنه خلاف بين مشايخ الدعوة السلفية في السعودية، وتقسم السلفية فيه عند السطحيين إلى: سلفية جهادية، وسلفية تكفيرية، وأخرى تقليدية، ورابعة إصلاحية بينما الصحيح أن السلفية واحدة وواضحة وليس كل من ادعاها يمثلها.

أما سلفيو الكويت فقد تميزوا بعملهم المنظم المتمثل بجمعية "إحياء التراث الإسلامي" وبمشاركتهم بالعمل السياسي في البرلمان والحكومة الكويتية، وعدا ذلك هم ينتمون إلى المدرسة السلفية السعودية حسب تصنيفاتكم الخاطئة.

* يقال بأن "وقف التراث الإسلامي" هي الفرع اللبناني لجمعية "إحياء التراث الإسلامي" الكويتية، كما أن تقارير عديدة تتحدث عن دعم يصلكم من جمعيات سلفية كويتية، ما حقيقة ذلك، وما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين الجمعيات والهيئات الكويتية؟

ـ "وقف التراث الإسلامي" هي جمعية لبنانية مستقلة، وأنا أمثل رأس الهرم فيها، ولا تربطنا علاقة تنظيمية بأحد لا داخل لبنان ولا خارجه، مع أننا نحسب أن جمعية "إحياء التراث الإسلامي" والقائمين عليها هم أعظم منا قدراً، وأرفع منا شأناً، وأكثر منا علماً، لكنهم لا يقررون سياستنا ولا يتدخلون في تسيير أمورنا، ويجمعنا معهم العقيدة والمنهج وجزء من الاسم الذي أطلقناه تيمنًا بهم، ونحن نستمد دعمنا المادي من الجمعيات والهيئات الكويتية وبعض المتبرعين المحليين في لبنان، ولدينا الاستقلالية التامة في القرار والسياسة.

بدأنا عملنا منذ خمس سنوات ونشكل الجمعية السلفية الأولى في لبنان من حيث عدد المؤسسات التابعة لها، فنحن عندنا ثلاث مدارس ومشروع بناء جامعة وندير 15 مسجداً في شمال لبنان، وأسسنا مختبراً طبيًّا هو الأول على صعيد الشمال، وعندنا مستوصف وغير ذلك من المساعدات العينية التي عمت كل قرية في الشمال وكل حي من أحياء طرابلس الفقيرة وعلى صعيد الطاقات العلمية السلفية نتشرف بوجود كبار مشايخ الدعوة السلفية في اللجنة العلمية التي أسسناها، كل هذا بتوفيق من الله عز وجل، ونسأله تعالى السداد والقبول.

* هل تستشرف لنا المستقبل السلفي في ظل التجاذبات التي تشهدها لبنان؟

- السلفية هي المنهج الإسلامي الأكثر انتشاراً في لبنان مع تعدد جمعياتها وتجمعاتها ومستقبلها واعد بإذن الله، حيث الناس تبحث عن الوضوح وعدم التحزب وعدم التقليد الأعمى، وتتعطش إلى الأصالة والبعد عن التعقيدات الفلسفية، والسلفيون استطاعوا أن يوضحوا منهجهم خلال السنوات القليلة الماضية، والناس شعروا أن السلفية هي الأكثر اعتدالاً من بين كل الدعوات الإسلامية وغير الإسلامية في ظل بلد يقل فيه الملتزمون بالمبادئ والأخلاق، وأنا أعتقد أن السلفيين إذا ابتعدوا عن السعي إلى المناصب، ونظروا إلى المصلحة العامة، واستمروا في خدمة الناس ونشر دعوتهم المحقة، فهم سيفرضون أنفسهم بقوة على الواقع السياسي اللبناني.. والخلاف العقائدي لا يبرر التقاتل والتذابح ولا يمنع التفاهم على النقاط المشتركة.

التعايش مع الواقع

* بالانتقال إلى الساحة اللبنانية ومكوناتها، كيف تنظرون إلى حالة التنوع اللبناني سياسيا ودينيا ومذهبيا؟ هل تقبلون به؟ وكيف تتعايشون معه؟ وكيف ترونه من الناحية الشرعية؟

- لبنان نموذج مصغر عن العالم فيه مختلف الطوائف والمذاهب والأديان المنتشرة في العالم، ونحن نقول من يستطيع العيش في لبنان محافظاً على خصوصيته يستطيع العيش في العالم. ونحن نتعايش مع هذا الواقع بناءً للأحكام الشرعية التي تنظم العلاقة بين المســلم والمخالف له ضمن الدائرة الإسلامية وخارجها، وأيضا الأحكام الشرعية تنظم العلاقة بين المسلم والحاكم الكافر، ونحن نتعايش مع الجميع ونرفع لواء الدعوة إلى منهجنا الذي نرى فيه الخلاص للبنان وللعالم بأسره.

* على ذكرك الأحكام الشرعية التي تنظم "العلاقة بين المسلم والحاكم الكافر"، أليس من المعروف أن المسلم لا ينبغي أن يقبل إلا بحاكم مسلم؟

ـ واجب المسلم هو أن يسعى لتنصيب حاكم مسلم، أما إذا وُجد الحاكم الكافر وكان الخروج عليه يجلب الضرر للمسلمين ويؤدي إلى استئصالهم أو يشوه صورة الإسلام ويحد من انتشاره فإن التعامل مع هذا الحاكم الكافر له أصوله وضوابطه التي سطرها العلماء والرسول صلى الله عليه وآله وسلم والسلف الصالح وبعض المسلمين حتى وقتنا الحاضر، عاشوا في ظل دولة كافرة وتعاملوا معهم كتعاملنا نحن اليوم في لبنان.

* هل معنى ذلك أنكم تقبلون بشرعية الرئيس الماروني للبنان ميشيل سليمان؟ ولا تشعرون بأي حرج في الإقرار بذلك؟

ـ نحن في لبنان نطرح الخيار السلفي كحل لجميع المشكلات، وهو إقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة، لكن إن تعذرت فنحن نسعى لدرء المفاسد وتقليلها، وجلب المصالح وتكثيرها عبر المشاركة في هذه الجمهورية التي يترأسها ماروني، وطريقتنا هي دعم مسئولين وسياسيين من خارج هيكليتنا التنظيمية لنحقق بذلك مصالحنا ومصالح عموم أهل السنة في لبنان، ونحرص جدًّا على الأمن الذي هو من ضروريات نشر دعوتنا، ومن دواعي استقرار الأمن احترام رئيس الجمهورية الماروني وجميع أركان الدولة.

* لكن ما موقفكم من التوظيف السياسي الذي يجري أحيانا على السلفية في لبنان؟ وهل صحيح أنها كانت ورقة في الصراع بين تيار المستقبل والتحالف السوري؟ وأنها وظفت من قبل الفريقين؟

- السلفيون بمجملهم رفضوا الاستخدام السياسي والأمني الذي حاولت بعض الأطراف السياسية زجهم فيه، لكن فئة قليلة منهم معروفة بانحرافها عن بعض أصول المنهج السلفي هي التي استخدمت بسبب حرصها على حب التزعم والظهور وحرصها على تحصيل الأموال التي كانت تتدفق في تلك الآونة، أما اليوم بفضل الله فقد عادت الأمور إلى طبيعتها وتجاوز السلفيون الأزمة ورفضوا الفتنة.

الطائفة السنية تبحث عن زعيم

* هل توضح لنا علاقتكم بباقي القوى السنية (جماعات وأحزابا)، وخاصة تيار المستقبل الذي يتزعم الطائفة في البلاد؟

ـ علاقتنا بالقوى السنية على الساحة اللبنانية ممتازة، وتربطنا صداقات بمعظمها، ونحن على تنسيق دائم معهم، وعلاقتنا ببعض مسئولي تيار المستقبل أيضاً ممتازة، لكن "تيار المستقبل" لا يطرح نفسه كزعيم للطائفة السنية، بل يرفض ذلك، ويقول إنه تيار وطني يضم في صفوفه مختلف الطوائف والمذاهب، أما الطائفة السنية فهي تبحث عن زعيم يحقق لها الأمن والأمان والرخاء ويحميها من غدرات وغزوات الإخوة والأعداء.

* في ظل حالة الجفاء بين السنة وحزب الله، كثر نقل الإشادات التي تصدر عنكم بمواقف الحزب الشيعي "الرافضي" بالتعبير السلفي، وكنت صاحب مبادرة الحوار مع الحزب عقب الاقتتال الذي جرى في بيروت وغيرها، فلماذا التغريد بعيدا عن السرب السلفي؟

- أولاً: لم تصدر منا أي إشادة بمواقف حزب الله، ثانياً: الحوار مع حزب الله ليس تغريداً خارج السرب السلفي، بل هو التزام بالمنهج السلفي الذي يجيز الحوار مع المخالف، وجاء بناء على فتوى من كبار مشايخ الدعوة السلفية في الشمال، بل بمشاركة عدد منهم، والحملة التي شُنت على هذا الحوار كانت بعيدة عن السلفية، وبتحريض وتمويل من جهات سياسية معروفة بعيدة كل البعد عن السلفية وعن التدين.

* تردد أنكم اضطررتم إلى التوقيع على هذه الوثيقة؛ نظراً لحالة الضعف التي يشعر بها السلفيون في ظل النفوذ الواسع لحزب الله وحلفاء سوريا في بعض الأجهزة الأمنية؟

- التوقيــع جاء بالدرجة الأولى لمنع الاســـتغلال السياسي للخلاف الحاد بين السلفيين والشيعة، ثم لتوضيح صورة الدعوة السلفية على أنها دعوة علمية حوارية، لا تكفر بالعموم، ولا تفجر من يخالفها العقيدة والمنهج، ولصد الهجمة الإعلامية الشرسة التي تصفها بالإرهاب والتطرف، ثم هو جرٌّ للصراع من الساحة العسكرية التي نحن فيها ضعفاء إلى الساحة الفكرية التي ستكون لنا فيها الغلبة بإذن الله.

الخلاف مع الشيعة لا تحكمه السياسة

* لكن كيف تم تجاوز الخلافات العقائدية مع الشيعة من جهتكم للتحالف على أرضية سياسية، هل تغيرت النظرة السلفية إلى "الروافض"؟ أم بات السلفيون يتحركون بلغة المصالح؟

- الخلافات العقائدية والمنهجية بين الشيعة والسلفيين لا تتحكم بها السياسات، كما تحكم بسؤالك، مثلاً سوء العلاقات بين مصر وإيران الخلافات العقائدية والمنهجية أعمق من الخلافات السياسية التي قد تتغير بين ليلة وضحاها، فيمنع عليك هذا السؤال خلافنا مع الشيعة مستمر والوثيقة جاءت لتدير هذا الخلاف وتنظمه، وتمنع تحوله إلى فتنة مذهبية يتطاير شرّها إلى سائر بلاد المسلمين، ومنع الفتنة ليس مصلحة سلفية بل هي عامة لجميع المسلمين.

* كيف رأيتم خطاب حسن نصر الله في ذكرى السابع من مايو والذي اعتبر فيه اليوم الذي جرى فيه ترويع سكان بيروت الغربية من أهل السنة "يوم مجيد لكل اللبنانيين"؟

ـ نحن كنا نطالب حزب الله بالاعتذار من أهل بيروت، على اعتبار أن خلافه مع تيار المستقبل لا يبرر الإساءة إلى عموم أهل السنّة، والجرح العميق الذي أحدثه اجتياح بيروت في وجدان الطائفة السنية في لبنان لم يلتئم بعد، لكن فوجئنا بهذه الوتيرة العالية من التشنج، التي جاءت في حمأة المعركة الانتخابية التي تستدعى فيها المشاعر الطائفية، وتحرك فيها الغرائز المذهبية، وأنا أظن أن حزب الله أدرك فداحة خطئه بعد أن سمع ردات الفعل المستنكرة من حلفائه قبل خصومه، لكن هنا لا بد أن نذكر أن نكْء الجراح يأتي من مختلف الأطراف اللبنانية، ويبدو أنه السلاح الأمضى في المعركة الانتخابية، لكن أرى أنه لا يخدم السلم الأهلي وآثاره ستمتد إلى فترات طويلة.

---------------
ينشر بالتوازي مع موقع إسلاميون

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السلفية، لبنان، تنظيمات إسلامية، حركات إسلامية، حزب الله، ،

7-06-2009

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك

8-06-2009 / 02:53:47

فينيق

اسئلة ملغومة .. و اجوبة مفخخة

١ - اولا ليس هناك تيار سلفي في لبنان الموزاييك الطائفي .. بل هناك جمعيات خيريّة تمولها دول الخليج .. و اقواها الجمعيات الخيريّة المدعومة وهابيّا .. و يرأسها " داعي الشهال " و هي متحالفة تماما مع تيّار المستقبل الذي يمرر لها المعونات السعوديّة عبر " سعد الحريري " ومن قبله " والده ، و عمته "
٢ - ثانيا : من يتلقى دعمه المادي من اي جهة .. هو مرهون لها تماما .. شاء أم ابى و موضوع استقلالية الرأي هو عبارة عن هرطقة كلاميّة .. و تحايل على المفردات .. و السؤال اصلا ملتبس .. تم طرحه على المسؤول ليخرج نفسه من دائرة التبعيّة للكويت
ناهيك عن أن هناك بعض الجمعيات الخيرية يتم دعمها من قطر ، و البحرين .. و هو معروف في لبنان
٣ - طرح السؤال على شكل " هناك جفاء بين السنّة ، و حزب الله " سؤال ملغوم فليس كل السنة في لبنان .. سلفيون .. او مستقبليون " من تيار المستقبل " و نظرة الى تحالفات حزب الله .. تظهر أن هناك الكثير من السنة تقف معه ، و تناصره
و ليس بينها ، و بينه اي جفاء .. بل تنسيق كامل .. الاّ اذا كان " عمر كرامي ، و سعد معروف ، و معظم شيوخ صور .. و طرابلس " من غير الذين يدورون في فلك
" تيار المستقبل / و الدولة الوهابيّة " من غير السنّة
٤ - أحداث ٧ ايّار اصبحت معروفة للقاصي ، و الداني .. و عندما يتحدث حسن نصر الله بحقيقتها .. يصمتون صمت القبور .. و لو كان عند الشيخ ( و هي هنا صفة لرجل الدين ؟) صفوان اي مصداقيّة لتحدث بالموضوع بكل وضوح .. و أظهر كبف يكون الأمر اعتداءا " لاحظ حيثية السؤال ، و طريقة لغمه " ترويع سكان بيروت الغربيّة ؟؟؟ " .. لقد تم تصوير العمليات على شاشات التلفزيون .. فإذا ما كان هناك ترويع فهو " عملية اطلاق الرصاص " ، و هي عملية متبادلة .. فإذا ما كان هناك اعتداء .. كيف يتم اطلاق الرصاص من طرف واحد؟؟؟؟ و الأمر ببساطة لا علاقة له بسنّة او شيعة .. بل هي عصابات تم احضارها من " منطقة عكّار " ، و تم تسليحها و توريطها .. لتقف ضد مقاتلي حزب الله " المدربون ، و ذوي الخبرة العسكريّة " .. و الدليل على أنها مسلحة .. هي في الفلول التي انسحبت الى " منطقة عكار " و التي قامت بمجزرة ذهب ضحيتها شباب " من السنّة " ينتمون الى الحزب القومي السوري " و الشيخ صفوان " صمت عن هذه ايضا" .. كما اظهرت صور الاعلام " اقبية يتمترس بها المقاتلون " الذي يدعي انّهم سنّة " و بها " مختلف انواع المشروبات الكحوليّة " .. و اذا كان الأمر فقط بين سنّة ، و شيعة .. لماذا هرب بعض نواب " المستقيل " من المكان متنكرون باللباس النسائي
٥ - اذا كان هذف الاستاذ عبد العال .. اظهار صورة للسلفية في لبنان " و يبدو أنّ تخصصه بالتيارات السلفيّة " عن طريق محاورة " الشيخ ؟؟؟ " صفوان .. فقد اخطأ في تقديم صورة جيدة عن " اهل السلف في لبنان " لأنّ من كانت مرجعيته " شيوخ الوهابيّة " فهو " بالمبدأ العام تكفيري .. و لا يقبل بالحوار مع الطرف الآخر .. فإذا ما أظهر هذا الشيخ " باب من ابواب التحاور " فإمّا أنّه مدّعي .. و إمّا أنّه منافق
و لييقنع كائنا من كان أنّه اذا اشترط عليه مموله لأهداف سعوديّة أو كويتيّة - ان يوقف هذا التحاور مع حزب الله ؟؟؟ كيف سيستمر في التحاور ؟؟؟
٦ - مصالح اهل السنّة مصانة في لبنان .. و هم قوّة مالية ، و اقتصادية هائلة .. و مصيبة هذا البلد " الجمهوريّة " هو " النظام الطائفي الذي قام عليه " ، و هو نظام رؤساء اقطاع .. و بيكوات ، و فاسدين سياسيين يدافعون عن مصالحهم الضيقة .. فاذا ما اختلف احدهم مع المخالف له من مواطنيه " في الاثنية ، او الطائفيّة " استعان عليه بالخارج " عربيا كان أم اجنبيا " و هذه حاله منذ خروج " اول امير " فيه عن سلطة الدولة العثماتيّة ، و استعان بالفرنسيين ، و البريطانيين .. و حتى آخر رئيس عصابة يستعين بالمال السعودي لضرب ابن " جمهوريته " ...
٧ - و ليشرح لي السيد صفوان الذي ادعى " السلفيّة " كيف يوصف تيار المستقبل " بالوطني " و قد رفع " سعد الحريري " يده بشارة النصر عندما ضغط على مجلس النواب عبر كتلته البرلمانيّة .. ليخرج " سمير جعجع " من سجنه بعد أن تمّ تجريمه بالقرائن ،و الدلائل " باغتيال " رئيس مجلس الوزراء " السنّي " رشيد كرامي .. و ذلك لأهداف سياسيّة تتعلق بمراكز القوى ؟؟؟؟؟
٨ - بالأساس الانتخابات النيابية هي دفاع عن مشاريع سياسيّة " و خصوصا في لبنان اذا لا علاقة لسياسته " بدين ، او عقيدة " و ليقنعني هنا السيد صفوان كيف يستطيع الانخراط مع سني " هو فؤاد السنيورة " يقوم بتقبيل " كونداليزا رايس " أمام مبنى رئاسة و زراء " هذه الجمهوريّة " و الجيش الصهيوني يدمر لبنان بأمر من امريكا سنة ٢٠٠٦ .. و ليتحدث بما شاء ، و كيفما شاء عن " الترويع ؟؟؟ " في ٧ ايار
ثم ليتحدث عن " فتنة القرارين المشؤمين " باعتراف " جنبلاط " الحليف القوي لـ " سعد الحريري " .. ثم ليجري تحاوره كيفما شاء مع حزب الله ، او مع " نتنياهو "

رئيس جمعية وقف التراث الإسلامي يتحدث عن السلفية في لبنان الحوار مع حزب الله ليس تغريدًا خارج السرب السلفي