13 فصيلاً منحوه الثقة
فصائل المقاومة العراقية تخول الضاري التفاوض باسمها
علي عبد العال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9430
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أعلن عدد من فصائل المقاومة العراقية المسلحة، اليوم الإثنين (1/6/2009) تخويلها الثقة للشيخ حارث الضاري (الأمين العام لهيئة علماء المسلمين) في التحدث باسمها والتفاوض عنها في كافة الأمور السياسية ذات الصلة، وأن ينوب عنها "في كل المحافل". جاء ذلك في بيان رسمي موقع من قبل: "جبهة الجهاد والتغيير" التي تضم 10 فصائل مسلحة هي (كتائب ثورة العشرين، جيش الراشدين، جيش المسلمين في العراق، الحركة الإسلامية لمجاهدي العراق، سرايا جند الرحمن في العراق، سرايا الدعوة والرباط، كتائب التمكين، كتائب محمد الفاتح، جيش التابعين، جيش الجهاد). إلى جانب كل من "عصائب العراق الجهادية"، و"جيش المجاهدين المرابطين"، و"جيش الإمام أحمد بن حنبل".
وأرجعت الفصائل في بيانها الصادر تحت عنوان "إعلان ثقة وتخويل" واستلم "الإسلاميون.نت"
نسخة منه، سبب هذه الخطوة إلى ما عرفته عن الشيخ حارث من "رباطة جأش، وثبات على المبدأ، ومطاولة للأعداء (...) وإسناد منقطع النظير للجهاد والمقاومة في العراق". مخاطبة الضاري بالقول: "إننا حمـّلناك أمراً كبيراً"، لكن وعلى ما يبدو أن الأمر لم يسبقه قبول رسمي من الشيخ الذي يعد أبرز رموز السنة ويعيش خارج العراق، دعا البيان الأمين العام لهيئة علماء المسلمين إلى قبول هذا "التخويل والإنابة" مشيراً إلى أن الموقعين لديهم الثقة في ذلك بما عهدوه في الشيخ "من صدق وهمة وثبات" مؤكدين أنه إن وافق فسيجدهم "عند حسن الظن" فيما يترتب عليهم من "التزامات".
وختمت الفصائل بيانها بدعوة العراقيين إلى التوحد "على أمر رشدٍ في إطار كبير جامع" يحقق الأمل في التحرير "من رجس الكافرين والمنافقين والأدعياء"، ليعود العراق حراً مسلماً إلى أحضان أهله من العرب والمسلمين.
جاء ذلك عقب مقابلة للدكتور حارث الضاري أجرتها قناة "الجزيرة" يوم (29/5/2009) تحدث فيها عن "اتصالات" تجري "مع كل القوى المناهضة للاحتلال" في العراق، من أجل تحديد "البرنامج ثم بعد ذلك المشروع" الذي ينتظر خروج الاحتلال. مشيراً إلى أن "الشعب العراقي ينظر إلى المعارضة للاحتلال على أنها الأمل وأنها الصادقة في كل ما وعدت". نافياً أن تكون المقاومة المسلحة هي من يقف خلف التفجيرات التي تحدث بالعراق، قائلاً: إن الخسائر التي تقع ضد المدنيين هي من فعل "المخابرات الأمريكية والمخابرات الإيرانية والمليشيات المتصارعة"، لأن المقاومة فقط "تستهدف الاحتلال".
وعندما سأل الشيخ حارث الضاري: من يقاوم في العراق الآن؟ هي القاعدة فقط؟ أجاب : "ليست القاعدة (...) القاعدة لا تمثل 10% من المقاومة الموجودة في العراق"، مضيفاً: هم (أي الساسة والمتعاونين مع الاحتلال) "يريدون أن يشوهوا سمعة المقاومة وأن يكرهوا الناس في المقاومة على أساس أنها كلها قاعدة، والواقع ليس كذلك". مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المقاومة "ما دام الاحتلال موجودا"، ومندداً بالصحوات التي "أضرت بالمقاومة وأفادت الاحتلال" وحلفائه.
يعد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين واحداً من أعلى الأصوات الرافضة للاحتلال الأجنبي في العراق، والداعية إلى إزاحته بكل السبل المتاحة شرعاً وقانوناً. دعا في سبتمبر عام 2004 إلى تبني مشروع سياسي باسم القوى الوطنية الرافضة للاحتلال، محدداً المشروع بأربعة أسس: رفض الاحتلال، ورفض التعامل مع نتائجه، وتبني القوى الوطنية لمشروع إستراتيجي يعمل على إنهائه، والعمل من أجل عراق موحد. ويصف الضاري الحكومات التي شكلت في وجود الاحتلال بأنها منقوصة السيادة ومحدودة الحركة، كما يؤكد على أن المقاومة في العراق هي حق مشروع، وأن كل من يعين الاحتلال يعد من المحتلين.
وتكريسا للموقف الرافض للاحتلال امتنعت "هيئة علماء المسلمين" عن المشاركة في المؤتمر الوطني العراقي، كما قاطعت الانتخابات، ولم تشارك في أي تشكيل سياسي أو رسمي، حتى لا تعطي أي شرعية لوجود المحتل. وفي نوفمبر عام 2006 أصدرت الداخلية العراقية مذكرة اعتقال بحق الشيخ حارث الضاري بحجة "تحريضه على الإرهاب والعنف"، كما تعرض منزله لدهم القوات الأمريكية والعراقية عدة مرات وصودرت بعض مقتنياته.
--------------
ينشر بالتزامن مع موقع إسلاميون
------------
علي عبدالعال
صحفي مصري
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: