البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سري للغاية.. الهيكل التنظيمي لحماس

كاتب المقال علي عبدالعال - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 14999


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أثار إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التجديد رسميا لخالد مشعل -للمرة الرابعة- برئاسة مكتبها السياسي من خلال انتخابات داخلية جرت لأطرها القيادية "وفقا لقيم المؤسسية والشورى".. أثار ذلك الحديث عن الهيكل التنظيمي والطبيعة المؤسسية للحركة الإسلامية التي تتخذ من العمل السياسي والعسكري وسيلتها في فلسطين.
لم تعلن حركة حماس بشكل صريح ولا غير صريح عن هيكلها التنظيمي، بل ظلت محتفظة بسرية هذا الهيكل، نظرا للظروف والصعاب التي تحيط بعملها في ظل الترصد الدائم من قبل الاحتلال، لذلك لخص مؤسسها الشيخ أحمد ياسين نظرة الحركة لجدلية الكشف عن هيكلها التنظيمي وتركيبة أجهزتها وتشكيلاتها الداخلية بالقول: "إن حركة حماس حركة مجاهدة، علنية وسرية، ما هو مفهوم للناس فهو علني وما هو غير مفهوم للناس فهو سري، وحركة مجاهدة لا يمكن أن تكشف للناس كل أوراقها وكل ما عندها، لكنها تعمل بالشورى والنظام الصحيح والتعاوني".

وبالنظر إلى الشح الشديد في المعلومات المتاحة عن هيكل حماس التنظيمي، فقد اعتمدنا في محاولتنا لإلقاء الضوء عليه على تصريحات ومقابلات صحفية جرت مع بعض قيادات الحركة وأعضائها، إلى جانب بعض المؤلفات التي تناولت الجانب التنظيمي للحركة أصدرها صحفيون وكتاب مطلعون ومتخصصون، فضلا عن معلومات أوردتها مصادر إعلامية وصحفية معروفة.


مجلس الشورى العام



"مجلس الشورى العام" هو أعلى سلطة في حماس، حيث يعتقد أنه يمثل "الهيئة الدينية العليا" للحركة التي توفر الإسناد الشرعي لنشاطاتها وقراراتها السياسية، وهو المسئول عن وضع السياسات العامة وإقرار الخطط والموازنات، حيث يعتقد أنه يتكون من 50 إلى 70 أو ربما 90 عضوا من بينهم ممثلون من الحركة في غزة، والضفة، والسجون الإسرائيلية، والقيادة في الخارج.

يجتمع مجلس الشورى مرة كل عام تقريبا، ويشارك في لقاءاته قيادات من المقربين للحركة، وينبثق عنه عدد من اللجان المسئولة عن الإشراف على مجموعة واسعة من النشاطات، من العلاقات العامة والترتيب مع سائل الإعلام إلى العمليات العسكرية، كما تخضع "لجان شورى" محلية (مجلس شورى لكل منطقة في قطاع غزة والضفة الغربية، ثم مجلس شورى عام للقطاع وآخر للضفة، والحال نفسه داخل السجون التي تتمتع هي الأخرى بلجان شورية خاصة بها) لسلطة المجلس المركزي، وتلتزم بتنفيذ قراراته.

ويعتقد أن من بين أعضاء مجلس الشورى العام يتم فرز أعضاء "مجلس الشورى المصغر" الذين يصل عددهم إلى 25 عضوا، وهو يعد القيادة السياسية لحماس والمالك لزمام قرارها السياسي، ومن بين أعضائه يتم اختيار أعضاء المكتب السياسي أنفسهم، لذلك يصف منتقدون مجلس الشورى العام بأنه "مجلس كبار حماس"، حيث يرون فيه حالة رمزية أكثر منها قيادية، معتقدين أن أعضاءه لا يجتمعون إلا لتمرير القرارات التي يراها المكتب السياسي ويقرها سلفا.

وبالنظر إلى السرية التي تغلف عمل الحركة لا تبدي حماس أي استعداد في تقديم معلومات بشأن مجلسها الشوري سواء تتعلق بالعدد الفعلي لأعضائه أو كيفية انتخابهم، وهويتهم، ومكان اجتماعهم، وآليات المداولات، وأماكن تواجدهم وغيرها من التفاصيل، لهذه الأسباب فإن انعقاد مجلس الشورى لاتخاذ القرارات أمر غاية في التعقيد والصعوبة، لذلك كان من الضروري إيجاد هيئة تنظيمية أخرى أقل عددا تستطيع اتخاذ قرارات سريعة وعاجلة تهم الحركة دون أن تنالها يد (إسرائيل)، وتمثل هذه الهيئة ما بات يعرف باسم المكتب السياسي.



المكتب السياسي



وهو أعلى هيئة قيادية في حماس، وثاني سلطة تنظيمية في الحركة، لا يصدر قرار هام يتعلق بمصيرها إلا عن طريقه.. تتمثل فيه جميع قطاعات الداخل والخارج، ويبلغ عدد أعضائه 9 أعضاء تقريبا، لكن البعض يقول هم أكثر من ذلك بين 13 و15 عضوا، اثنان منهم أو ربما أكثر أسماؤهم غير معلنة.

ينتخب أعضاء المكتب السياسي مرة كل 4 سنوات، وهم الذين يسمون رئيس المكتب بالتوافق، حيث كان رئيس المكتب يتولى المنصب في السابق لفترتين فقط غير أنه جرى تعديل مؤخرا أعطاه الحق في الترشح على أن يستمر في المنصب طالما يحصل على القبول في الانتخابات السرية التي تجرى لذلك، فلا يكون هناك سقف زمني لاستمراره في موقعه، فالمنصب متاح طالما يحصد أعلى الأصوات.

ويحدد المكتب السياسي بالتشاور مع مجلس الشورى السياسة العامة للحركة تجاه جميع القضايا، ومن أبرز مسئولياته: تمثيل حماس خارجيا سواء أمام الحكومات أو المنظمات والفصائل، إذ يعد حلقة الوصل بين الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى، كما يشرف المكتب السياسي من خلال اللجنة السياسية على "المكاتب الخارجية" -وهي المكاتب التي تمثل الحركة لدى الدول المختلفة- حيث تتمتع حماس بعدد من المكاتب التي تستضيفها دول عربية وإقليمية أبرزها: سوريا وإيران ولبنان والسعودية واليمن والسودان والجزائر وتونس وغيرها. بالإضافة إلى التفاوض باسم الحركة فيما يتعلق بقضايا كالتهدئة، والحوار، والمصالحة، وصفقة تبادل الأسرى، وغيرها من الشئون السياسية، إلى جانب إدارة الموارد المالية، والبت في قرارات العمل العسكري واستمراره أو التوقف عنه وتحديد أهدافه بصورة إجمالية؛ لذلك يرى المراقبون أن القيادة السياسية لحماس في الخارج أضافت للحركة إضافات نوعية، مما انعكس على تطوير أداء الحركة وعلاقاتها، فوفرت لها غطاء سياسيا وإعلاميا وماليا لا يمكن للحركة الاستمرار بدونه.

يراقب المكتب السياسي النشاطات المتنوعة لحماس بواسطة عدد من اللجان أبرزها: اللجنة السياسية، والدعوة، والمالية، والشئون الداخلية، بالإضافة إلى الجهاز الإداري، ويرأس المكتب حاليا وبشكل معلن منذ عام 1996 خالد مشعل، الذي يحمل الجنسية الأردنية، ويتخذ من دمشق مقرا له بعد ترحيله عن عمان, والولاية الحالية هي الرابعة التي يستمر فيها مشعل بالمنصب، حيث كان يفترض أن تنتهي مدته لرئاسة الحركة هذا العام لكن جرت مبايعته لفترة جديدة.

نائب رئيس المكتب السياسي وأيضا بشكل معلن الدكتور موسى أبو مرزوق (مؤسس المكتب وأول رئيس له)؛ حيث يرجع تأسيس المكتب السياسي إلى مبادرة أبو مرزوق عام 1989، عندما أعاد بناء تنظيم الحركة بعد الضربات التي تلقتها في نفس العام، والتي أدت إلى اعتقال الشيخ أحمد ياسين وكثير من قادة الحركة ونشطائها، وتفكيك بعض أجهزتها العسكرية والأمنية، أسس أبو مرزوق المكتب السياسي بهدف قيادة الحركة من الخارج، فانتخب أول رئيس له عام 1992، واستمر بالمنصب إلى أن جرى اعتقاله في الولايات المتحدة عام 1995 ولمدة عامين، ما دفع خالد مشعل إلى إعادة تشكيل المكتب السياسي وإجراء الانتخابات في عمان عام 1996 عُين على إثرها رئيسا للمكتب السياسي.

نص البيان الذي أعلنت فيه حماس يوم (3/ 5/ 2009) التجديد لخالد مشعل برئاسة مكتبها السياسي على انضمام كل من: د.محمود الزهار، ود.خليل الحية، وم.نزار عوض الله، من قطاع غزة إلى الأعضاء الحاليين للمكتب السياسي، وقد توقف البيان عن ذكر باقي الأسماء "من الضفة الغربية بسبب ظروفها الاستثنائية"، كما لم يعلن تاريخ إجراء هذه الانتخابات، لكن يعتقد على نطاق واسع أن رأفت ناصيف الذي اعتقلته إسرائيل قبل بضعة أشهر هو أحد الأعضاء الثلاثة الممثلين للضفة، وكذلك الشيخ حامد البيتاوي الذي تعرض إلى محاولة اغتيال في مدينة نابلس.

ويضم المكتب أيضا في عضويته حسب معلومات صادرة عن الحركة: محمد نزال ممثل حماس السابق في الأردن والذي سبق أن راجت تكهنات بأنه خرج من عضوية السياسي في الانتخابات الأخيرة، والمهندس عماد العلمي ممثل الحركة في إيران وممثلها السابق في دمشق، وعزت الرشق مسئول المكتب الإعلامي للحركة، وسامي خاطر، ومحمد نصر.


المكتب التنفيذي



يذهب بعض المراقبين إلى أن "مجلس الشورى المصغر" لحماس هو ذاته ما تسميه بعض المصادر (المكتب التنفيذي) للحركة، إلا أن أكثر المتابعين يفرقون بينهما، لكن هؤلاء وهؤلاء يكاد يتفقون على أن المكتب التنفيذي: هيئة سرية أعضاؤها سريون، يناط به الأمور التنظيمية والمتابعة الميدانية اليومية لحركة حماس في المناطق والإدارات والجمعيات بالإضافة إلى ترتيبات متعلقة بالأعمال الإعلامية والشئون الأمنية، وهو من أعلى الهيئات التنظيمية للحركة، تمثل فيه قيادات سياسية وعسكرية.

ويسود الاعتقاد بأن جميع قيادات الحركة في كل المناطق التي لها فيها تواجد مرجعيتها النهائية "المكتب التنفيذي" بما في ذلك مسئولو التنظيم في السجون والمعتقلات، ويتراوح عدد أعضاء المكتب التنفيذي بين 11 و15، والبعض يصعدهم إلى 25 عضوا من بينهم رئيس المكتب السياسي ونائبه، وتشير التقارير التي تحدثت عن المكتب التنفيذي لحماس إلى أن رئيس المكتب السياسي يحضر اجتماعاته ولا يترأسها، إذ للتنفيذي رئيس مستقل يدير شئونه دون أن يكون هناك سقف زمني محدد لاستمراره في موقعه من عدمه.. وتدور تكهنات عديدة بشأن الرئيس الحالي للمكتب ومكان حضوره إن كان في الداخل الفلسطيني أم في الشتات، ولا تكاد تنتهي هذه التكهنات إلى شيء مقطوع بصحته.


جهاز الدعوة



كما تدير حركة حماس أعمالها من خلال عدد من الأجهزة التنفيذية، منها: "جهاز أمن الحركة"، و"جهاز العمل الجماهيري" وعلى رأس هذه الأجهزة يبرز "جهاز الدعوة" كواحد من أهم أجهزة الحركة، لأنه الجهاز الذي يناط به تجنيد العناصر الجديدة، من خلال النشاطات الدعوية والتربوية التي تمارس في المساجد، حيث يقوم الجهاز بترشيح معظم العناصر لباقي أجهزة الحركة الأخرى، والتي من بينها الجهازين الأمني والجهاز العسكري، وذلك من خلال التربية الإسلامية والقوة الروحية التي تخلق روح الجهاد والتضحية في نفوس الشباب المتدين.

فقد أبرزت حماس الدعوة من خلال الوعظ، والتعليم، والنشاطات الشبابية والجماهيرية المختلفة، فانتشرت في مجالات متعددة شملت جميع الطبقات الاجتماعية من العمال، والتجار، وأصحاب المهن الحرة، وطلاب الجامعات والشباب، حتى شملت الجيل الناشئ في مرحلة رياض الأطفال والمدارس الأساسية، وبالإشارة إلى وثيقة داخلية بعنوان "الخطة الشاملة لنشاطات الدعوة" جاء في كتاب "عصر حماس" الذي أصدرته "يديعوت أحرونوت" عام 1999 للكاتبين الإسرائيليين: شاؤول مشعال، وأبراهام سيلع: أن الحركة وضعت منهج عمل سنويًّا لطلاب المدارس، يشمل برنامجه نشر القيم الإسلامية في أوساط الطلاب عن طريق تأسيس مجلة شهرية وتنظيم مسابقات في مواضيع ثقافية وتربوية ودينية، وشمل المنهج أيضا توزيع الكتب والأشرطة والملصقات، وفي نطاق هذه النشاطات التربوية أنشأت حماس شبكة من "دور القرآن" عملت في المساجد من خلال دور خاصة لتحفيظ القرآن للطلاب والشباب. وفي "مذكرة الطالب المسلم" وهي قائمة توجهها حماس للطلاب الذين يعملون في الدعوة بالمدارس والتي وزعت عام 1992 خاطبت الحركة التلاميذ بالقول: "علي أن أجد الطريق في الدمج بين الدعوة إلى الله وبين التعليم (...) ونذكر دائما أن الدعوة إلى الله هي الهدف الأسمى، فهي عمل الأنبياء والرسل".

يتكون جهاز الدعوة في حماس وبشكل أساسي من الخطباء والوعاظ والدعاة الذين يقومون بإلقاء الدروس والمحاضرات في المناسبات المختلفة ويفتون الناس، وقد اهتمت الحركة بالإعلام كوسيلة للوعظ الديني، كما عملت على الاستفادة من الأحداث الاجتماعية مثل الزواج والجنائز، وإجراء الصلح بين العائلات، إلى جانب إلقاء الخطب في أيام الجمع والأعياد.

الجناح العسكري



أعلنت حماس عن تأسيس "كتائب عز الدين القسام" نهاية عام 1991، وكان الهدف تكوين ذراع عسكري سري مستقل في تحركه وتنظيمه يرتبط بسياسات الحركة ومواقفها، على أن يكون خاضعا مباشرة لمراكز القيادة في الداخل والخارج يتلقى منها التوجيه.

تتبع كتائب القسام نظام الأقاليم؛ ولكل منطقة أو إقليم إمرة عسكرية خاصة بها، إلا أنه يصعب تحديد مسئول الكتائب هنا أو هناك نظرا للنواحي الأمنية، إذ أن القسام محاطة بجدار خاص من السرية، بحيث لا يعرف من قادتها إلا من تعلن عن اغتيالهم أو يصرح الاحتلال بملاحقتهم، كما لا يعرف عدد أعضائها بالتحديد، وإن كانوا يعدون بعشرات الآلاف في قطاع غزة وبضعة آلاف في الضفة الغربية، حسب معلومات غير مؤكدة.

والهيكل التنظيمي يجعل الكتائب أشبه بجيش منظم عالي الحرفية، يمتلك نظاما لوجستيًّا متطورًا، يتضمن وحدة لصناعة الأسلحة تشمل عددًا من الأقسام (قسم الصواريخ، قسم العبوات والقنابل، قسم التحصينات، قسم المتفجرات، قسم التجارب والتطوير)، كما يتكون من عدد من الوحدات العسكرية المختلفة، منها: وحدة "الشهداء" و"الوحدة الخاصة" و"وحدة الدفاع الجوي" بالإضافة إلى وحدة "المراقبة والمتابعة" وهي التي تعمل على جمع المعلومات.

وتعد وحدة "المرابطين" أكبر الوحدات العسكرية في كتائب القسام حيث تتكون من خمس كتائب (الكتيبة الشمالية، والكتيبة الوسطي، وكتيبة غزة، وكتيبة خان يونس، وكتيبة الجنوب)، تقسم كل كتيبة منها إلى وحدات وفصائل وأقسام، حيث يضم القسم أحد عشر مقاتلا مقسمين إلى خليتين في كل خلية خمسة مقاتلين وقائد، وتوزع المهام بينهم: اثنان منهم يطلقون الصواريخ المضادة للدبابات، اثنان آخران قناصة، اثنان وحدة هندسة (مهمتهم نصب العبوات وتشغيلها)، وأربعة مقاتلين وقائد.. ويوجد ضمن كتائب عز الدين القسام جناح خاص بالمجاهدات "الجناح النسائي".

وفي هذا السياق، يمثل الجهاز العسكري لحماس "رأس الحربة في مشروعها السياسي والدعوي"، باعتباره "الواجهة الصلبة للحركة أمام العواصف التي تواجهها من مختلف النواحي والاتجاهات"، لذلك حرصت الحركة على تماسكه وإبقائه قويًّا ومده بالمزيد من التحصين ومنحه التمويل اللازم، ونظرا للاهتمام الذي تلقاه القسام من قبل الحركة فقد ساد الاعتقاد لدى بعض المراقبين أن "العسكر" في الحركة يأخذون الحصة الأكبر في مستويات اتخاذ القرار، بفعل "نجاحات" حققتها خلال الأعوام الأخيرة، منها السرعة في السيطرة على غزة، ما سمي في حينه بـ"الحسم العسكري"، أو نجاحها في صد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. وفي هذا الإطار يشير الكاتب الفلسطيني عدنان أبو عامر إلى: "أن الطبيعة المؤسسية السائدة في حماس، تشير إلى أن العسكر باتوا يشكلون عصبًا مركزيًّا في اتخاذ القرارات المفصلية التي تخص مستقبل الحركة، لاسيما على الأصعدة الأمنية والعسكرية"، وتابع: "لكن ذلك لا يعني بالمطلق انتشار ما يعرف في التنظيمات الأخرى بـ (افتراق الساسة والعسكر) أو (عسكرة القرار السياسي)، ربما لاعتبار أن العسكر أنفسهم يدركون أن حماس حركة إسلامية دعوية بالأساس، قبل أن تكون حركة سياسية لها جناح عسكري".

وفي التعريف بكتائبها المسلحة تقول القسام حول علاقتها بالقيادة السياسية لحركة حماس: "هي علاقة تكامل تنظيمي وانفصال ميداني، حيث إننا جزء من هيكل وجسد حركة حماس نشارك فيها في صنع القرار والتوجيه وفق أنظمتها الداخلية، وننفصل عن القيادة السياسية في الجوانب العملية المختصة بالعمل العسكري".


إشكالية الداخل والخارج



بانتقال مركز قيادة حماس إلى خارج فلسطين عام 1989، بعد اعتقال قياداتها في الداخل وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، وما أداه ذلك من تحولات تجاه إدارة النقاش في الحركة أثرت بطبيعتها على عملية إنتاج وتدفق القرار، ظهرت إشكالية القيادة بين الداخل والخارج.. وظلت هذه الإشكالية تطرح نفسها من الوقت لآخر، خاصة ما يتعلق بأحقية اتخاذ القرار.

وبينما يميل كتاب ومراقبون إلى تأزيم هذه الإشكالية من حين لآخر، يدفع آخرون إلى أن ذلك ربما كان ممكنا في الماضي حيث كان ثقل قيادة الخارج أكبر في عملية صنع القرار للحركة، أما الآن، فإن الداخل والخارج باتا يقفان عند نفس المستوى من التأثير تقريبا، بل وفي بعض الأحيان قد يكون للداخل القدر الأكبر من التأثير في حماس نظرا لأنهم المتحملون للأعباء الواقعة على الأرض.

ومن أبرز القضايا التي كان يعتقد أنها أثارت خلافات بين قيادات الداخل والخارج: المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي فازت فيها حماس بنصيب الأسد، والعلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، يقول عدنان أبو عامر: "في قراءتنا لمركبات اتخاذ القرار لابد أن ندرك حقيقة هامة؛ أن كلا من الداخل والخارج يمتلك أوراق قوة تجعله راغبًا في ميل القرار لصالحه؛ فالداخل يمتلك ورقة مفصلية تتمثل في أن التنظيم -كل التنظيم- موجود في الداخل، وهذه نقطة قوة كبيرة تمنحه القدرة على اتخاذ بعض القرارات الميدانية، بدافع وجوده بين العصب التنظيمي وقواعده، والخارج يمتلك ورقة التمويل التي تجعله قادرا على "فرملة" بعض التوجهات، لكن ليس معنى ذلك أنه يتحكم بحيث يجعل (صنبور المال) مسخرا لتمرير توجهاته، الأمر ليس بهذه الصورة". يضيف أبو عامر: "وأظن أن الحركة تغلبت على هذه الإشكالية (الداخل والخارج) بفضل معالجتها لبعض الخلافات التي قد تنشب بمزيد من الهدوء، وبعيدا عن وسائل الإعلام".

----------------
علي عبدالعال
صحفي مصري

----------------
ينشر بالتزامن مع موقع إسلاميون


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فلسطين، خالد مشعل، فلسطين، غزة، إنتخابات، مقاومة، احتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "القاعدة" ترفض السماح للنساء الحوامل بالقيام بعمليات استشهادية
  ردا على جماعة إسلامية اتهمتها:حكومات غربية تنكر قتل مواطنيها بعملية عسكرية فاشلة في نيجيريا
  مكتب الإرشاد يعين "مصطفى بلمهدي" مراقبا عاما للإخوان في الجزائر
  "القاعدة" تفصح عن وساطة بينها وبين النظام برعاية علماء يمنيين أفشلتها الدولة
  جماعات سورية تطالب "حماس" بالإفراج عن سلفيين معتقلين في سجونها
  تحرير منحنى العلاقة بين "الإخوان" و"السلفيين" في مصر
  أصوات إسلامية هامة بمصر تدعو الإخوان والسلفيين لـ"مصالحةعاجلة"
  يديرها محمد دحلان:الإمارات تطلق قناة فضائية لمحاربة الصعود الإسلامي بالعالم العربي
  إيران تخشى ثورة سنية في الداخل على يد "الأحواز والبلوش والأكراد"
  مجموعة سلفية في موريتانيا تعلن عن تنظيم (أنصار الشريعة في بلاد شنقيط)
  القاعدة في جزيرة العرب: المحتل الفرنسي في مالي كالمحتل الصهيوني في فلسطين
  "طالبان"تحث منظمة "التعاون الإسلامي" على مساندة أفغانستان بالحصول على استقلالهاوإخراج المحتل
  السلطات السعودية تمنع عالم أزهري قهرا من العودة إلى بلاده
  جماعة إسلامية تتهم ميليشيات إيرانية بقتل أي طفل اسمه "عمر" في سوريا
  مكذبا صحفا عربية: تنظيم "القاعدة" ينفي نيته تشكيل حزب سياسي
  "جيش الأمة": موقف الإسلاميين في الدول التي أيدت الغزو الفرنسي لمالي "مشين"
  استقالة أبوجرة سلطاني من رئاسةحركة "حمس" الجزائرية
  "الموقعون بالدماء".. كتيبة الفدائيين في حرب مالي
  الجماعات الإسلامية في مالي.. خريطة معلوماتية
  المؤشرات داخل حزب "النور"تتجه لحسم منصب الرئيس لصالح يونس مخيون
  عزام مكذبا "الإندبندنت": الظواهري لم يعتقل في سوريا، موجود بمصر وسيحضر جنازة عمته
  حزب "النور" ينتخب رئيسه 9 يناير وخليفة ومخيون ومرة وثابت أبرز المرشحين
  يسري حماد: كل رموز "الدعوة السلفية" مؤيدون لحزب "الوطن"
  عماد عبدالغفور يستقيل من رئاسة حزب "النور"
  الشيخ ياسر برهامي: لم يسبق لي أن زرت السفارة الأمريكية منذ 20 عاما
  "الدعوة السلفية" تؤيد الإعلان الدستوري "عامة" وتتحفظ على بعض بنوده
  برهامي: صورتي مع الأنبا بولا دليل تعاملنا بالبر مع من لا يحاربنا في الدين
  قيادي إسلامي: الموريتانيون وحدهم سيكتوون بنار الحرب بمالي
  مؤسسة (بيت الأعمال).. الذراع الإقتصادية للدعوة السلفية في مصر
  إطلاق موقع "الإسلاميون".. بوابة إخبارية متخصصة للحركات الإسلامية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، عمار غيلوفي، الهيثم زعفان، عبد الغني مزوز، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، رضا الدبّابي، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، محمود فاروق سيد شعبان، يحيي البوليني، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سلوى المغربي، نادية سعد، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، سلام الشماع، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، عواطف منصور، محمد الياسين، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، مجدى داود، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العراقي، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، تونسي، عبد الله زيدان، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، د- محمد رحال، عراق المطيري، صلاح الحريري، إيمى الأشقر، د - الضاوي خوالدية، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي العابد، محمود طرشوبي، محمد يحي، يزيد بن الحسين، أبو سمية، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، محمد العيادي، أحمد بوادي، ياسين أحمد، د. خالد الطراولي ، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، الهادي المثلوثي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، منجي باكير، صلاح المختار، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد شمام ، مصطفى منيغ، رافع القارصي، طلال قسومي، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، د- هاني ابوالفتوح، د - عادل رضا، رمضان حينوني، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، حاتم الصولي، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، حسن عثمان، د - صالح المازقي، محمد الطرابلسي، علي الكاش، سامح لطف الله، محرر "بوابتي"، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، فوزي مسعود ، د - مصطفى فهمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم فارق، محمود سلطان، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، محمد أحمد عزوز، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العربي، وائل بنجدو، الناصر الرقيق، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة