نائب رئيس حركة حمس الجزائرية
عبدالمجيد مناصرة: سفينة "حمس" تغرق والإخوان سيدعموننا
علي عبدالعال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10953
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم يطل به المقام خارج حركة مجتمع السلم "حمس"، المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين بالجزائر، حتى أعلن عبد المجيد مناصرة قيام "حركة الدعوة والتغيير"، مغلقا بذلك الأبواب أمام أي احتمال للعمل تحت راية واحدة تجمعه بأبي جرة سلطاني زعيم الحركة، متهما قيادة "حمس" بالانحراف عن نهج الشيخ المؤسس محفوظ نحناح. وبينما أعلن المرشد العام للإخوان المسلمين -في ظل التنازع بين مناصرة وسلطاني- وقوف الإخوان على الحياد، أكد نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير ثقته في الحصول على دعم الجماعة.
مناصرة وهو وزير سابق تولى عضوية المكتب التنفيذي لـ "حمس" منذ تأسيسها إلى أن أصبح نائبا لرئيسها، كما كان مديرا لصحيفة "النبأ" لسان حال الحركة، وبرز كمعارض شرس لـ "أبو جرة سلطاني" خلال المؤتمر الرابع للحركة، وقد عبر عن ذلك صراحة بالانسحاب من مجريات المؤتمر، احتجاجا على ما وصفه بالتطاول والمساس بالقانون الداخلي، ثم أخرج مواقفه المعارضة للعلن بعد ظهور "جماعة التغيير"، التي انضم إليها أكثر من 20 نائبا من نواب الحركة في البرلمان.
لهذه الأسباب وغيرها كان ضروريا أن نحاور الرجل الذي عرف بكونه من المقربين من محفوظ نحناح وهو الآن يقود أقوى انشقاق تاريخي ونوعي في الحركة التي أسسها الشيخ الراحل.
*بداية وبعد الانشقاق الذي جرى في حمس بماذا تفضلون أن نصفكم؟ هل بـ"نائب رئيس حركة مجتمع السلم" أم رئيس "حركة الدعوة والتغيير"؟
- أنا الآن نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير أما الرئيس فهو الشيخ مصطفى بلمهدي حفظه الله، ولكن لا يهم الموقع بقدر ما يهم العمل والانتماء والمعية. وحرصي على أن أكون في حركة أتوافق معها ومع من فيها مهما كان فيها موقعي التنظيمي.
*وكيف تعرف لنا "حركة الدعوة والتغيير"؟
ـ حركة الدعوة والتغيير هي كيان إسلامي شامل يؤدي بتوازن دقيق الوظائف التربوية والدعوية والسياسية والاجتماعية في منظومة متناسقة ضمن رؤية جديدة لمشروعها التغييري. ولقد حددت الحركة ركائز لهذا المشروع، فهي: إسلامية الفكرة، ربانية الدعوة، أخوية العلاقة، وحدوية الصف، وسطية المنهج، سلمية التغيير، واقعية السياسة، إصلاحية المشاركة، استقلالية القرار، مؤسسية القيادة، مصداقية الخطاب، اجتماعية النفع، وفائية الخلق، تطويرية الأداء، جزائرية الانتماء، عالمية التحرك.
كما رتبت أولويات عمل في هذه المرحلة ثلاث سنوات تقوم على: أولوية البيت الداخلي على المحيط الخارجي، أولوية قيادة المشروع الإسلامي، أولوية الصلاح قبل الإصلاح، أولوية التواصل بين القيادة والقواعد، أولوية المؤسسة على المسئول، أولوية العمل على الدعاية، أولوية المجتمع على السلطة، أولوية الدعوي على الحزبي، أولوية ضبط العلاقة مع الآخر.
ورسمت سياسات عمل تتمثل في: سياسة الاستدراك التربوي، سياسة التبليغ الدعوي، ترشيد العمل السياسي، سياسة إصلاح الحكم، سياسة التطوير الإعلامي، سياسة التفعيل التنظيمي، سياسة العمل الخيري، سياسة تنمية المال، سياسة شئون المرأة، سياسة رعاية الشباب.
مع المنهج حيث دار
*لكن ما أسباب خروجكم عن الحزب الذي يمثل الجماعة تاريخيا؟ ولم الانشقاق وليس حل الخلاف داخل البيت الواحد؟
ـ حركة الدعوة والتغيير هي راية جديدة لمنهج أصيل أرسى قواعده الشيخ محفوظ نحناح والشهيد محمد بوسليماني رحمهما الله ومن كان معهما من القيادات. ليست انشقاقا تنظيميا بقدر ما هي تواصل رسالي، إذ اقتنع جمع من مؤسسي الحركة وقياداتها وأعضائها بانحراف "حزب حركة مجتمع السلم" عن نهج الشيخين وإحداث تغيير في هوية الحزب الفكرية والتنظيمية والسياسية، والابتعاد عن المجتمع وقضاياه، والانحياز التام إلى أطروحات السلطة دون تمييز بين ما يصلح منها وما لا يصلح، والإقصاء الجماعي لأصحاب الآراء والتهميش التعسفي للطاقات والقيادات لحساب الانفراد والاستبداد، بالإضافة إلى انصراف الناس عن الحركة تأييدا ونصرة، وأمام هذه الوضعية وبعد فشل كل محاولات الإصلاح والتغيير والتقويم والتصحيح من الداخل طيلة ست سنوات، لم يعد متاحا إلا إنقاذ المنهج والتجربة والأعضاء بإيوائهم في حركة جديدة لأن الحركة القديمة آيلة للسقوط وفقا لسنن الله في البشر والجماعات.
وبهذا الشرح فقيادة حزب حركة مجتمع السلم هي التي انسلخت بالحركة عن منهجها وروحها وابتعدت عن مبادئها وسياساتها، فبقي الأصل وتغير اسمه والعبرة بالمسميات لا بالأسماء. ففي السبعينات كانت تسمى حركة الموحدين، وفي الثمانينيات الجماعة الإسلامية، ثم جمعية الإرشاد والإصلاح، ثم حركة المجتمع الإسلامي في التسعينيات، ثم حركة مجتمع السلم منذ 1997، واليوم تسمى "حركة الدعوة والتغيير"، فعندما افترق المنهج عن الهيكل اخترنا المنهج وندور معه حيث دار.
العيب في الأداء القيادي
*هل هو انشقاق للعودة بالإخوان إلى الدعوة وليس السياسة أم أن هناك نية لتحول الحركة إلى حزب سياسي جديد في الجزائر؟
ـ مسألة الحزب السياسي غير مستبعدة والقرار فيها يرجع إلى مؤسسات الحركة تتخذه في وقته المناسب، ولكنها ليست من أولويات الحركة المستعجلة في هذه المرحلة باعتبار أن الأزمة التي وقعت فيها الحركة سابقا تتطلب وقتا هادئا لإعادة البناء، وتصحيح الأخطاء، وجمع الأفراد، وتأهيل القيادات، والحفاظ على موروث الحركة ورصيد تجربتها، وإعادة التوازن بين السلطة والمجتمع التي اختلت بتغول السلطة وإضعاف المجتمع وتخلي قوى المجتمع عن دورها تجاهه بانحيازها إلى صفوف المؤسسات الحاكمة والاكتفاء بالوصول إلى المناصب التشريعية والتنفيذية دون القيام بالدور الرسالي من خلال هذه المؤسسات. وليس معنى هذا إدانة التجربة أو اتهام الإستراتيجية بل إن العيب في الأداء القيادي وفي السلوك السياسي المتفلت من أطر المبادئ والبعيد عن المنهج القويم.
*قلتم إن الحركة هي مسيرة التغيير التي بدأها الراحل محفوظ نحناح.. فما الذي يميزكم عن الآخرين وهم يعتبرون أنفسهم الورثة الشرعيين للشيخ نحناح؟
ـ الشيخ نحناح ورّث منهجاً لا هيكلاً وتجربة ثرية كل من صنعها معه هم في صف حركة الدعوة والتغيير، وإذا كان الكل يدعي وصلا بالشيخ نحناح فالأعمال والمواقف هي من يصدق ذلك أو يكذبه. والجميع يعرف من كان مع الشيخ نحناح يقود ويعمل ويضحي، ومن كان يتهجم عليه وعلى مواقفه وسياساته في المجالس وفي الإعلام، وأرشيف الصحافة لا يزال يحتفظ ببعض هذه التصريحات والمواقف.
*اتهمتم الجناح الآخر في الانشقاق بالدخول في مغامرات غير مدروسة أضرت بالحركة، هل توضح لنا تفاصيل هذه المغامرات؟
ـ المغامرات كثيرة وبعضها معلوم، ونحن بعدما أسسنا عملا وأنهينا بذلك الخلاف الذي كان بيننا لا نريد إعادة تأجيج الصراع والخلاف لأن القاعدة التي نتمسك بها في مثل هذه الحالات تقول: "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه". وكما جاء في الحديث: "من ستر مؤمنا ستره الله يوم القيامة".
* لكن أبو جرة سلطاني فاز برئاسة حمس بالتزكية، وكان الظاهر حصوله على تأييد كبير، فما الذي أنكرتموه على هذا الفوز؟ ألا يعد تحرككم خروجا على الإجماع داخل الحركة؟
ـ لم يكن هناك إجماع، وقد قدمنا تنازلات كثيرة من أجل الوحدة ولم نقف كثيرا عند التجاوزات التي حدثت، حتى إن أنتجت ما سمّي بالشرعية، لأننا فضلنا الحفاظ على الحركة ولو على حسابنا، أما مشروعية الأعمال التي جاءت بعد ذلك فهي مفقودة بداية بالندوة الصحفية التهجمية علينا بعد اختتام المؤتمر بـ 24 ساعة فقط، ثم تكسير جمعية الإرشاد والإصلاح وإحداث الفتنة فيها، والإقصاء الجماعي للمناضلين والقيادات، ورفض كل محاولات الجمع والتوفيق، وإنزال الخلاف إلى المناضلين مما عمق الخلاف، وهيكل النزاع في صفين: صف يستحوذ على الهياكل، وصف مقصي محاصر وملاحق في كل مكان، وكانت هذه الأعمال ثمرة لانحراف في الفكر وخلل في التربية وضمور في الانتماء، واستعلاء على الأفراد والجماعة.
إن سقوط المشروعية يسقط الشرعية، ومع ذلك لم نرد التنازع لقناعتنا أنه مضر بالجميع فآثرنا التنازل عن هيكل، والتمسك بالمنهج من خلال تأسيس حركة الدعوة والتغيير للمتمسكين بهذا المنهج.
*في وصفه لما جرى اعتبركم سلطاني متمردين على الشرعية أو مجرد "مجموعة تعمل على بناء نفسها بأخذ الناس بعيدا عن الشورى والشرعية"، نافيا وجود أي صراع أو انشقاق من وجهة نظره داخل حمس.. كيف تردون؟
ـ نحن الآن في حركة قائمة بذاتها لا يعنينا كثيرا ما يقوله من يقود الآن حزب حركة مجتمع السلم، وحرصنا منكب على العمل الإيجابي والتحرك في عمق المجتمع دعوة وتربية وتغييرا، فإن كان فينا تمرد فهو ضد الظلم والجهل والاستبداد والفساد والتطرف والعنف. وما يحدث داخل حمس أصبح شأنا داخليا لأصحابه لا يعنينا إطلاقا، ونتمنى لهم الخير والتوفيق.
ثقة في دعم الإخوان
*هل تبين موقف مكتب إرشاد الإخوان في القاهرة أو التنظيم الدولي للإخوان من حركتكم؟ وهل تتوقعون التأييد؟
ـ الإخوان المسلمون حركة رائدة للعمل الإسلامي وفضلها كبير على كل الحركات الإسلامية في العالم بنشرها لقيم الإسلام والحرية والاعتدال والوسطية، واهتمامها بالتربية والدعوة والإصلاح. وحركة الدعوة والتغيير ستحرص على إحياء الصلات التي أقامها الشيخ نحناح مع الحركات والأحزاب والهيئات بما يخدم أهداف الحركة ومصالح الجزائر وقضايا الأمة العربية والإسلامية وقيم الإنسانية جمعاء. ونحن على يقين أننا سنجد عندهم ما وجده الشيخ رحمه الله.
*أعلنتم الدعم لتعديل الدستور ثم دعمتم ترشح بوتفليقة للولاية الثالثة التي فاز بها، فما الذي يفرقكم عن جبهة أبو جرة سلطاني؟
ـ صوتنا بنعم على التعديل الدستوري الذي طرحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بحكم أنه من صلاحياته، مع أننا كنا نفضل إصلاحا دستوريا شاملا يحقق التوازن بين السلطات ويقوي استقلاليتها ويحمي حقوق الإنسان وينميها ويدعم تكفل الدولة بالإسلام ويحفظ الثوابت الوطنية. كما ساندنا الرئيس كمترشح لعهدة جديدة في ظل منافسة ضحلة، ورغبنا أن تكرس العهدة الجديدة لقضايا الشباب والمرأة وطرحنا أفكارنا، ولم نطلب شيئا لأنفسنا ولا نرغب في شيء من السلطة بقدر ما نريد أن نساعد على التكفل بقضايا الناس في ظل ازدياد حاجاتهم وإلحاحها.
*تردد أن مساعي من أجل الصلح وإعادة رأب هذا الصدع تجري بينكم من قبل بعض الجهات، ما مدى صحة ذلك؟
ـ لسنا ضد الصلح، ولسنا ضد الوحدة، ولسنا ضد التعاون، ولسنا ضد الجمع.. إنما نحن ضد الانحراف باسم الشرعية وضد التكتلات باسم الصلح، وضد تضييع الوقت باسم الجمع. إن كل صلح يجب أن يكون خالصا لوجه الله ودون أن يكون لأصحابه أي هدف آخر شخصي أو جماعي {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا}[النساء:35]، وإن أي جمع يجب أن يكون بين أشياء متجانسة حتى لا يكون كمن يجمع بين الزيت والماء. وإن أي وحدة لا تكون على أساس المنهج فهي فرقة وصراع لأن وحدة الهياكل مع اختلاف القلوب وتنافر النفوس وتنازع الأفكار هي وحدة خاوية، ليس وراءها عمل ولا تحقق القوة بل تنشر قساوة القلوب وفساد الأخلاق وضعف الأداء.
وعندما لا يحصل التوافق ويستحيل التوفيق يكون الانفصال أصلح وأفضل ليتفرغ الجميع للعمل ولا ينشغل بقيل وقال وكثرة السؤال وقلة العمل. وعلى الإخوة والأخوات في حزب حركة مجتمع السلم إما أن يبقوا في الحزب إن اطمأنوا لقيادته وحصلت عندهم القناعة بها وبسياساتها ومآلات عملها، وإما أن ينضموا إلى إخوانهم في حركة الدعوة والتغيير التي يظل بابها مفتوحا لكل من توافقت قناعته وسلوكه مع مبادئها ومنهجها. لأن البقاء فوق الجسر والتردد في التحرك والالتفات يمنة ويسرة في المسير من شأنه أن يضيع عليهم الفرصة فيتحولوا من دعاة إلى بغاة ومن بناة إلى عداة ومن فاعلين إلى متفرجين ومن قادة إلى غوغاء.. ونربأ بهم أن يكونوا كذلك وهم من هم في مسيرة العمل الإسلامي.
سفينة حمس ستغرق
*كيف ترون مستقبل حمس بعد هذا الانشقاق؟ هل تتوقعون خروجا كبيرا منها؟
ـ مستقبل حمس بأيدي أعضائها، أما من جهتنا فنظن أنها سفينة خرقت، ومن فيها لم يمنعوا القيادة عن إحداث الخرق الذي سيكون بعده الغرق، ولكننا بكل محبة نقدم لهم سفن الإنقاذ التي تأخذهم معنا إلى شاطئ الأمان ويابسة الاستقرار وواحة العمل. إن الذين يلتحقون يوميا بحركة الدعوة والتغيير هم كثيرون بعضهم نعلن عنهم وبعضهم الآخر لا نعلن عنهم لأسباب خاصة، وهؤلاء كلهم وجدوا في حركة الدعوة والتغيير حركتهم الأصلية وليس تنظيما جديدا يلتحقون به، وهم بدورهم يحرصون على ضم بقية إخوانهم وأخواتهم إلى الحركة لتقوية الصف الرباني وإعلاء راية العمل الأصيل.
------------------
علي عبدالعال
صحفي مصري
-----------------
ينشر بالتزامن مع موقع المصريون
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
13-05-2009 / 22:07:47 أبو تقي الدّين
شنشنة كلّ المنشقين
كلّ المنشقين والخارجين عن الصفوف ، يرسمون أبراجا من الأحلام الغائمة ، ثم سرعان ما تنفثئ في الهواء ، إنّ الذي لم يستطع الإنسجام مع إخوانه والصبرعليهم، لا يمكن أن يكون قدوة ولا صاحب دعوة يرجى منه الخير، وأنا واحد من القيادات المحليّة ولا أرى هذا الخروج من حركة مجتمع السلم ، ولا النزوح عنها ، إلا من بضعة أفراد في كلّ منطقة يعدّون على الأصابع.
ولا أجد أيّ سبب وجيه يستحق الخروج عن هذه الحركة الربانيّة.
12-05-2009 / 22:32:50 محمد بلقاسم بن جيدل
اعلم أنّك واقف أمام اللّه يا أخي يا عبد المجيد
بسم اللّه الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول اللّه
الحمد للّه الذي وفق حركة مجتمع السلم حركة الخير والفضل والسبق لخدمة الدين أن تجمع أبناءها حواليها في لقاء الهياكل الذي رقّت فيه القلوب وذرفت الأعين دموع الحبّ والصدق والإخلاص ولانت القلوب على من خاصم ففجر وظلم فهجر وشقّ أوصاله وبتر
كم أنت عظيمة يا حماس عرسك الأخوي تغرّد له بلابل العفو والصفح
كم خشينا أن يقع اللسان على الجراح فيزيد إيلاما أو تهوي القرارات قاسية تجتث كل مخطئ على خطإه إنّما هي اليد الحزمة التي تأخذ على الخطإ ولا ترضى به لكن مع رقّة القلب الذي يقبل العود الحسن وشعاره " لا تثريب عليكم اليوم "
وكم أنت عظيم أيها الشيخ العالم الجليل أبا جرّة فعلى قسوة ما كان من إخوانك في حقّك وعلى شدّتهم عليك في النقد والانتقاص والاتهام إلاّ أنّك كنت أبا عطوفا وأخا كريما وقياديا لا يتنازل عن أبنائه وإن أساؤوا معه الأدب ... هذه شيم الرجال والقادة العظام ... لم تنتصر لنفسك .. ولو فعلت لربّما عذرك عاذر لشدّة القول عليك .. لكنّك كنت أعظم بكثير ممن ناصبك الخصومة فللّه الحمد وفقنا لاختيارك قائدا ورئيسا
أماّ أنت أيتها الطيور الحبيبة إلى قلوبنا .. يجلدنا إيذانُك بالرحيل .. واللّه إنّ قلوبنا لتشفق عليك راحلة في الهجير لم تتوضّحي كدر المسير ..
هلاّ رحمت القلوب التي عانقتك بالحب والإيمان .. نذكركم إخوانا جمعتنا الفكرة على الطاعة واحتضنتنا مواكب السائرين إلى اللّه وآذتنا سويا سيوط الكائدين إلى الإسلام .. إلى أين أحبابنا لم نبلغ المقصد بعد.. ولم نرفع رايات التمكين بعد .. سفينتنا بكم ستكون أسرع وحبنا بكم سيكون أعمق ووصالنا بكم سيكون أوثق
وإن أبيتم فاعلموا أنّ لكم أمّا أرضعتكم أحوالا أحوالا ودثّرتكم أعواما أعواما فلا تظلموها بخدش وججها الذي تقابل به العدو قبل الحبيب إنّها أمّكم حماس حماس الشيخين وخمسمائة شهيد حماس التي كانت تجمعنا في القاعات والفضاءات نعلي أصواتنا بهتاف الحق " اللّه غايتنا والرّسول قدوتنا والإسلام ديننا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل اللّه أسمى أمانينا "
فهل نسيت هذا يا أخي عبد المجيد أم أنّ القلب ران عليه كدر الذنوب ارحم حركة جعلت منك رجلا وقائدا ـ في نظر بعض إخوانك ـ وبوّأتك المناصب ورفعتك المقامات وشرّفتك بانتسابك إليها أما وإن كنت قد أعلنت الرّحيل فاترك حماس لأبنائها بخيرها وشرّها بصفائها وكدرها وحسبُك ألاّ يصبك منها هذا الكدر
ارحل عزيزا ولا تمزّق الأوصال واعلم أنّك واقف أمام اللّه للسؤال وحينها لا مال ولا جاه ولا حبّ دنيا ولا طموحا سيقوي حجّتك بين يدي العلاّم
12-05-2009 / 20:23:50 ابو محمد زين العابدين
ردا على حوار عبد المجيد مناصرة المنشق
بسم لله الرخمان الرحيم
وبعد : أنا أحد المؤتمرين و اشهد أمام الله و أمام جميع أبناء جميع الحركة الإسلامية في العالم ، أنه :
١- لما إنهزمت في ثلاث فترات التصويت ، (أي أن أغلب المؤتمرين كانوا يناصرون أفكار الشيح أبو جرة السلطاني) إنسحبت قبل الوصول إلى التصويت و تزكية رئيس الحركة و في هذه الفترات الثلاثة للتصويت كان عدد المصوتين لصالح مشروع أبوجرة في منحنى بياني تصاعدي .
٢- المؤتمرون الحاضرون و الدي كان عددهم حوالي ١٣٠٠ مؤتمر تم إنتخابهم و بكل شفافية ومصداقية من كل الولايات (المحافظات) ، وكان هذ العمل بمراقبة اللجنة التحضيرية الوطنية و التي التي ينتمي رئيسها و أغلب أعضائها إلى ماكان يسمى جماعة مناصرة .
٣- لما أعلنت نتائج المؤتمر نال رئيس الحركة التزكية من كل المؤتمرين ، بعد إنتخابه في مجلس الشورى الوطني (تزكية) وكنت أنت ومن يناصرك أعضاءا في هذ المجلس .
٤- تمت الهيكلة في الولايات (المحافظات) بحضور كل المناضلين و المناضلات دون تميز ،بدليل أن في بعض المحافظات وعدعها قليل جدا فاز بها من كان يناصرك في المؤتمر .
٥- لما أعلنت رفضك لنتائج المؤتمر و بدأت تجمع من كان يناصرك على شكل جيوب وفي جلسات سرية ، تشكلت لجنة الصلح و التي يرئسها رجل فاضل و الذي كان من مؤيديك قبل المؤتمر ،لكنك رفضت فيما بعد ندائها للصلح داخل خيمة المؤسسات ، مع العلم أن الشيخ ابو جرة كان أول المباركين لها .
٦- ولو قرئنا اسماء نداء الصلح ،نجد أن عدد كبير منهم كان يناصرك في المؤتمر والذي ولم يشيروا إلى أي إنخراف في المنهج والفكرة والوسيلة ، بل يظهر أن الخلاف يكمن في مسائل تنظيمية فقط و هي لا ترقى إلى شق الحركة التي تعرضت لهزات أكبر في حياة الشيخ مخفوظ و خرج منها من هو أعلم منك و أكبر منك سنا و سبقا و أحسن منك قدوة وأكثر منك شعبية و أعرف منك بالواقع ، ولكنهم فضلوا كضم غيضهم و إمساك ألسنتهم عن الإعلام ونصحوا وبلغوا في أطر الحركة ،ثم لما لم يغيروا ، إلتزموا الصمت على أن يشقوا الحركة و يشمتوا فيها الأعداء و يضعفوا شوكتها و ينشروا غسيلها .
و أخيرا فليسعك ما وسعهم . إما أن تستجيب للصلح أو تلتزم بيتك ، وفد تعلمنا حفظ المقامات.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
13-05-2009 / 22:07:47 أبو تقي الدّين