بعد تنحي القاضي حسين أحمد:
زعيم جديد للجماعة الإسلامية في باكستان
علي عبدالعال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 12625
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تولى الشيخ سيد منور حسن زعامة الجماعة الإسلامية في باكستان خلفاً لزعيمها القاضي حسين أحمد، الذي قرر التقاعد نظراً لكبر سنه وظروفه الصحية، وسيشغل منور المنصب لمدة خمس سنوات قادمة تبدأ أوائل أبريل لتنتهي في العام 2014.
جاء ذلك حيث جرت انتخابات داخلية (السبت 28/3) علي اختيار الزعيم الجديد لحزب الجماعة، وقد تنافس علي المنصب كل من: الملا سميع الحق صاحب "المدرسة الحقانية" أشهر مدرسة إسلامية في باكستان، والملا لياقت بلوش, غير أن الاقتراع السري انتهى بفوز الأمين العام سيد منور حسن بعد أن حاز على ثقة أغلبية أعضاء الجماعة، ووفقاً للبيان الصحفي الذي بثته الجماعة الإسلامية: حصل منور 91 في المائة من مجموع 23480 الأعضاء الدائمين.
وقال منور في أول خطاب ألقاه بعد توليه المنصب: إن انتخابه لن يحقق أي تغيير في سياسات الحزب، مضيفا أن أولوياته ستكون منصبة على العمل لوقف التدخل الأمريكي في باكستان، وإقامة جو من الوحدة بين القوى الإسلامية في البلاد، ومضادة من جهة أخرى لأهداف العناصر العلمانية، معتبراً أن الهجمات العسكرية التي تنفذها الولايات المتحدة داخل باكستان تهدف إلى تحويل باكستان إلى مستعمرة أمريكية.
وبذلك يعد منور ـ الذي سوف يؤدى اليمين خلال الأسبوع الأول من أبريل ـ الزعيم الرابع في تاريخ الجماعة، بعد القاضي حسين أحمد الذي تولي المنصب منذ العام 1987، خلفا للزعيم السابق الشيخ ميان طفيل محمد الذي تولى بدوره زعامة الجماعة خلال الفترة من عام 1972 إلي عام 1987 بعد تنحي مؤسس فرع الجماعة الإسلامية في باكستان السيد أبو الأعلى المودودي الذي أسسها في عام 1941.
وكان مجلس شورى الجماعة الإسلامية قد قبل طلب القاضي حسين أحمد ـ سبعون عاماً ـ بعدم التصويت له في الانتخابات، بعد أن قال وبصورة مؤكدة إن قراره نهائي ولا عودة عنه، نظراً لظروفه الصحية، لكنه وعد بأن يظل ناشطاً في الجماعة، على ألا يكون أميراً أو قائداً لحزبها السياسي. وأضاف حسين قائلاً: إنني بذلت كل ما في وسعي لخدمة الجماعة ولكن لا يمكنني الآن القيام بأداء المسؤولية لما أعاني منه من مشاكل صحية كما أريد أن أنقل الأمانة إلى من بعدي.
و"الجماعة الإسلامية" واحدة من أكبر الأحزاب الدينية المعروفة بشفافيتها الانتخابية داخلياً، في باكستان، وهي واحدة من أكبر الحركات الإسلامية في شبه القارة الهندية، وأكثرها تأثيراً في الساحة السياسية الباكستانية. ويعد طلب تقاعد زعيم الجماعة في حال كبر سنه أو تدهورت صحته، سنة قديمة، جرت عليها العادة في الجماعة منذ عهد مؤسسها الأول الشيخ أبو الأعلى المودوي، الذي طلب إعفائه من المنصب لظروفه الصحية فتولى المنصب الشيخ طفيل الذي تقدم بنفس الطلب فيما بعد ليخلفه قاضي حسين.
ولد الشيخ سيد منور حسن في أغسطس 1944، حيث ينحدر من عائلة مرموقة في نيودلهي، اختارت العيش في باكستان عقب تقسيم شبه القارة الهندية فهاجرت إلى كراتشي في عام 1947.
حصل منور على درجة الماجستير في علم الاجتماع (1963) والدراسات الإسلامية (1966) من جامعة كراتشي. وكان نشطاً في قيادة النضال الطلابي ضد الأحكام العرفية إبان حكم الجنرال أيوب خان، انتخب رئيسا للاتحاد الطلابي عام 1959، لكن يبدو أن التغيير الحقيقي في حياته لم يحدث إلا عندما حصل على فرصة للاقتراب من ناشطي الجماعة الإسلامية ودراسته لكتابات الشيخ أبو الأعلى المودوي التي على إثر الانتهاء منها انضم إلى الجماعة عام 1960.
تزوج السيدة (عائشة) الأمين العام للجناح النسائي في الجماعة الإسلامية منذ العام 1974 ولديها طفلان ، ابن وابنة. تولى منصب الأمين العام المساعد في الجماعة الإسلامية بين 1992ــ93، ثم أصبح الأمين العام منذ العام 1993.
---------------------------
علي عبدالعال
صحفي مصري
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: