أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8711 Ahmeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن الإسلام دين عظيم جعله الله خاتماً للديانات السماوية جمعاء.. دين الحق والعدل، نزلت آيات القران تدل الناس على طرق العدل والحق وتكشف طرق الضلال والزيف وتفضح أهله، تنتصف للمظلوم ممن ظلمه وتفضحه حتى وإن كان هذا الظالم أباً أو أخاً أو قريباً فقيراً أو غنياً استووا جميعا تحت طاعة الله ورسوله، قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً )) النساء 135، مسلماً كان أو غير مسلم يهوديا أو نصرانيا وقد نزلت عشرة آيات قرآنية في سورة النساء تبرئ ساحة رجل يهودي ألصق به مسلم سرقة لصقاً وكاد أن يؤخذ اليهودي بالجريمة بدون ذنب اقترفه، فنزل القران ببراءة اليهودي وبيان الفاعل الحقيقي.
أخلاق طبقها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام – رضي الله عنهم – ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين مع البعيد والقريب مع الصديق والعدو، فضربوا في تسامحهم أجمل المواقف وأنبلها وأكرمها، فقد أعلن عليه أفضل الصلاة القائد والقدوة عند فتح مكة الصفح والعفو عن أهل مكة المشركين الذين أخرجوه من بلده مكة وآذوه وطاردوه وعذبوا أصحابه فما كان منه عليه أفضل الصلاة إلا أن أعلنها مدوية " اذهبوا انتم الطلقاء "، رجال سطروا مواقفهم بماء الذهب وصارت مضرب المثل في تسامح الإسلام وعزته وكرمه وانتشرت أخبارهم وقصصهم في كل مكان وزمان.
وعندما استرد القائد صلاح الدين – رحمه الله –بيت المقدس من القتلة والمجرمين والسفاحين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم التي شهدتها تلك الفترة من التاريخ فما كان منه إلا أن عفا عنهم ولم يجازيهم بمثل ما فعلوا ويقول في هذا شاهد من أهلهم، فقد ذكر "توماس نيوتن" في كتابه "نبوءات الكتاب المقدس" : (( أن النصارى عندما فتحوا بيت المقدس في الحروب الصليبية قتلوا أكثر من سبعين ألفاً من المسلمين، وان المسلمين عندما استردوا المدينة بعد زمن طويل لم يقتلوا إنسانا واحدا بعد الفتح"
وعندما فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية قام بإعطاء الأمان لأهلها جميعاً وتأمينهم على أنفسهم وأماكن عبادتهم ويقول عن هذه الفترة "ريتشارد ستير" من أبناء القرن السادس عشر : ((وعلى الرغم من أن الأتراك بوجه عام من أشرس الشعوب، فإنهم سمحوا للمسيحيين جميعا – للإغريق منهم واللاتين – أن يعيشوا محافظين على دينهم، وان يتصرفوا كيف شاءوا بان منحوهم كنائسهم لأداء شعارهم المقدسة في القسطنطينية وفي أماكن أخرى كثيرة جداً، على حين استطيع أن أؤكد بحق بدليل اثنتي عشرة عاماً قضيتها في اسبانيا أننا لا نرغم على مشاهدة حفلاتهم البابوية فحسب بل أننا في خطر على حياتنا وإسلامنا))، وتذكرني محاكم التفتيش تلك بما يفعله الرافضة الآن في حق أهل السنة في إيران حيث يمنع العربي والسني هناك من التسمي باسم عربي فيصبح المسلم هناك يسمى باسمين واحد فارسي في الشارع وآخر عربي في البيت، ويجبرون أولادهم أن يدخلوا في مدارس رافضية ليتم إجبارهم على تعلم دين يخالف دينهم، بالإضافة إلى المجازر التي ارتكبت بحق أهل السنة في بلوشستان والأهواز.
وها هم المسلمون الآن يضربون الصفحات نفسها، ففي فترة استلام المحاكم الإسلامية في الصومال انتشر الأمن والهدوء بشكل لم يستتب من قبل في تلك البلاد وبشهادة المحتلين أنفسهم، والمسلمون في تركيا عندما استلموا إدارة البلديات في تركيا عملوا على منع الظلم والاعتداء وتحقيق العدل للجميع ولأول مرة في تاريخ تركيا تختفي ست أصفار من عملتها التي كانت منخفضة بشكل كبير، أما في بلادنا وكل من استملها من هؤلاء التوافه فلم نرى إلا ارتفاع الأسعار وتدهور الاقتصاد والاهتمام بأمورهم الشخصية والشخصية فقط وتعين أقاربهم في مؤسسات الدولة ولا هم لهم إلا إرهاق الشعوب بالأعباء المالية وإزهاقهم بالضرائب وسرقة المال العام.
هذه حال المسلمين الخلص في كل حين وهذه مواقف الرجال الذين سخروا أنفسهم للحق عبر التاريخ، فالمؤمنون أصحاب أخلاق يوفون بعهودهم ولا ينقضونها ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، لا هم لهم إلا محاولة إخراج الناس من عبادة الأصنام إلا عبادة رب الأرباب، لا يهمهم أن ينتقموا لأنفسهم يتعالون على جراحهم هدفهم في هذا إرضاء الله تعالى والانتصار لدينه. وتلك نماذج الحق والعدل الإسلامي وسماحته
أما نماذج الباطل وأهل السوء والشر فيجسدها المنافقون في كل مكان وزمان، الذين قال الله فيهم : (( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ )) البقرة 14 – 16، وأسيادهم من اليهود والنصارى الذين يدعون دوماً وفي كل حين أنهم يعملون على تطبيق العدل وهم أول الناس ظلماً وجوراً..
فعندما وصل الصليبيون القادمون من أوروبا في حملات صليبية هدفها القضاء على دين الإسلام الحنيف فاجتاحوا البلاد الإسلامية ودخلوا بيت المقدس، وأقدموا على ارتكاب آلاف المجازر في طريقهم إلى هناك وأبيحت الدماء والأعراض وقتل مئات الآلاف من البشر، حتى في ساحات المسجد الأقصى قتل أكثر من 70 ألف مسلم وجرت الدماء سيولاً فيها وغاصت أقدام الخيول في بحيرات من الدماء، وكان على رأس هؤلاء السفاحين رافضة سوريا والدولة الرافضية في مصر التي عقدت اتفاقيات مع هؤلاء الصليبين مقابل تقاسم البلاد الإسلامية فيما بينهما، وما فعله الشاه الإيراني إسماعيل شاه ونادر شاه وما ألحقوه من مجازر في المسلمين عبر تاريخ الدولة الصفوية المشين وتآمرهم مع القوات الأوربية ضد دولة الخلافة الدولة العثمانية.
هذا هو جانب الباطل في كل حين وآن.. في كل وقت وزمان الهدف واحد والطرق والجرائم نفسها والحقد على البشرية يجمعهم وخصوصاً حقدهم الدفين على الذين امنوا ومحاولة القضاء عليهم، ويقول الله فيهم : (( وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )) البروج 6 – 10.
وها هم الآن الصليبيون واليهود وعبيدهم من الرافضة والعلمانيون السنة يعودون من جديد إلى بلاد الإسلام ويعيثون فيها ظلماً وعدواناً وقتلاً وتنكيلاً، كما هي طبيعة الباطل التي سار عليها سلفهم الفاسد من قبلهم.. فكم من المجازر افتعلها الصليبيون في بلاد الإسلام في الجزائر بلد المليون شهيد وفي ليبيا بلد المختار وفي العراق وسوريا ولم يخرجوا من بلاد الإسلام إلا وأوجدوا عملاء ربوهم على أيديهم وصنعوهم فكانوا أشد عداوة للذين امنوا من أسيادهم وحققوا ما أرادوه منهم بدون تعب أو جهد، لا هم لهم سوى أن يفتنوا الذين امنوا عن دينهم ويقتلونهم ويودعونهم السجون ويشردونهم.. ولا هدف لهم سوى حماية حدود اليهود قتلة الأنبياء ومكذبيهم الذين افتعلوا الجرائم وقتلوا المسلمين في دير ياسين وتل الزعتر وقانا وغيرها.. وكان آخر مجازرهم سجن " صدنايا " ومجزرة غزة التي راح ضحيتها مئات الأطفال والشيوخ والنساء والشباب.
وهم أنفسهم الذين مهدوا الطريق للقوات الغازية الأمريكية من جديد وكانوا أعواناً وإدلاء لقوات السفاح هولاكو بوش ومرشدين للقوات الصليبية ومساعدين لها في دخول البلاد الإسلامية فساعدوهم في دخول أفغانستان ودخول العراق وذلك كما صرح به رفسنجاني ومحمد الأبطحي نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي.. وقتلوا في حروبهم الأخيرة ملايين المسلمين، غير الدماء التي أسقطوها في المدن السورية في ثمانيات القرن الماضي والدماء التي أسقطها الرافضة في بلوشستان والأهواز.
وما رأيناه من محكمة الدجل والظلم والعدوان الدولية إلا أنها تقوم بإكمال مخططاتهم الخبيثة الرامية إلى القضاء على أي شخص يريد أن يخرج عن إرادتهم ويقف أمام أطماعهم فتعمل الآن جاهدة على إصدار مذكرة توقيف بحق آخر الرجال الذين بقي فيهم بقية من خير لكي يتم لهم السيطرة على خيرات الغرب السوداني وما به من نفط وغاز وخيرات متذرعين في هذا بمجازر كاذبة أرادوا إلصاقها كذباً وجوراً وظلماً بحق الحكومة السودانية من أجل محاولة إقصائه ليتم لهم ما شرعوا به من مخططات، كما وفعلوا من قبلها وأزالوا الصخرة التي كانت عائقا أمام المد الرافضي كل مدة حكمه فتآمروا عليه جميعاً وقاموا بإعدامه.
ويكمل هذه المهازل والسخافات " بان كي مون " رئيس ما يسمى " بمجلس الأمن الدولي – مجلس العدوان والظلم الدولي – " الذي صرح وبوقاحة داعياً الرئيس السوداني عمر البشير أن يتصرف تصرفا مسؤولاً إذا أصدرت المحكمة قراراً بتوقيفه، حيث صرح في مؤتمر عقد في نيويورك : " أياً كان قرار المحكمة فسيكون من الأهمية بمكان بالنسبة للرئيس البشير والحكومة السودانية التصرف بطريقة مسؤولة ً جداً وضمان أمن قوات حفظ السلام الدولية وحماية حقوق الإنسان بالنسبة لجميع السكان ".
والأولى بمن يدعون الشريعة مجلس الأمن ومحكمة العدل أن يصدرا هذه الأحكام ضد القتلة من المحتلين اليهود والمحتلين الأمريكان الذين سفكوا ملايين الدماء وسجنوا وشردوا ملايين آخر، وأعوانهم وخدمتهم الذين أذاقوا شعوبهم الويلات والدمار ضد هولاكو بوش وبلير وليفني وباراك سفاحو العصر الحديث وما فعلوه من مجازر وإبادات في حق الشعوب الإسلامية في أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين. أم أن الكلام في الشرعية الدولية هي كذب ودجل وأن الشريعة التي يطبقها هؤلاء القتلة هي شريعة غاب ليس إلا !؟.
ولكن سيبقى الباطل باطلاً وسيبقى الطريق المعوج نفسه هو الذي يسير فيه وسيبقى العداء من قبلهم للذين امنوا إلى يوم القيامة، ولا نأمل منهم أية يدَ عون تقدم للدفاع عن أنفسنا، والى أولئك المتخاذلين والمنبطحين الذين يرجون أن يجدوا عند أهل الباطل الإنصاف والإحقاق فهم يعتمدون على بيوت اشد وهناً من بيوت العنكبوت، فنقول لهم أنكم قد فقدتم الإيمان والثقة بالله فعليكم أن تعيدوا إلى أنفسكم حقيقتها وأن تكفروا عن ذنوبكم وتزيلوا الأوهام من طريقكم وان تعودوا إلى ما طلبه الله منكم ولا تبقوا تجرون وراء سراب، وأن النصر الذي حققه المجاهدون في غزة العزة وتعاطف الشعوب الإسلامية مع إخوتهم وخروجهم من أجل محاولة نصرتهم طيلة أيام العدوان على غزة أبان للعالم أجمع أن الشعوب تريد طريق يخلصها من هذه القيود والحكومات التافهة حتى تعيد الحق لأهله.
وإن هذا النصر الذي حققه المجاهدون في أرض المقدس وأرض أفغانستان الذين أذاقوا عدوهم الأمرين مما دفعهم ليل نهار إلى طلب الصلح معهم وسط رفض حكومة طالبان التفاوض إلا بعد خروج المحتل من البلد، كل هذا سيقود إلى نصر أكبر وإلى انتصار يعيد للإسلام عزته ومكانته التي بدأت راياته تلوح في الأفق وإن النصر بإذن الله قادم على يد الفئة المجاهدة التي وعدها الله بالنصر، وعندها ينتقم أهل الإيمان ممن ظلمهم وترد الحقوق لأهلها، وإن نصر الله قريب.
والعاقبة للمتقين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: