أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9011 Ahmeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما أعظم قول هذا الحكيم وإن كنت أجدني مضطراً لأن استأذن صاحبه لأنني سأقوم بتغيير طفيف في مثله لينطبق وما آلت إليه أحوال حكام وسلاطين أمتنا في هذا الزمان فكم من مرة استغضبوا وكم من مرة أهينوا وكم من مرة ديست كرامتهم وهم في كل هذا لا يسمعون ولا يرون ما يحدث حولهم ولا ما يحدث لهم وكأنهم ليسو المعنيين ومثلهم كخشب مسندة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً .
وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله : ((وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ، وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ، وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ )) فاطر 19 – 22 .
نعم هم هؤلاء الحكام والسلاطين الجبريون الذين وصف مرحلتهم عليه أفضل الصلاة والسلام بأنها حكم جبري .. أشباه الرجال ولا رجال، أصنام لا يملكون لأنفسهم دفعاً ولا رداً، أشباه الأنعام بل أضل وكثيرٌ من الأنعام والحيوانات أشد منهم غيرة ًومروءة ً وشجاعة ً وشرفاً في الدفاع عن أنفسها ومن تعول حتى وإن كانت بدون عقول ؛ فالهر هذا الحيوان الصغير من أراد إيذائه يكشر عن أنيابه وإذا ما تضايق وحصر في زاوية ضيقة يهجم على من ضايقه .. والحصان يصهل بأعلى صوته ويضرب بقوائمه الأرض ويرفعها عالياً ليضرب بها .. والبغل يركل برجليه والثور وفحل الغنم وفحل المعز ينطحون بقرونهم كل من يؤذيهم أو يقترب من قطيعهم .. وتلك نماذج من ردود الحيوانات الأليفة على من أراد أن يؤذيها أو فكر بالاعتداء عليها وعلى صغارها ومن تعول .. وهذه هي مواقف الحيوانات الضعيفة التي تحاول أن ترد عنها الأذى بما تملك من أسلحة ضعيفة ولكنها لا تسكت على من أراد الاعتداء عليها .. وأما الحيوانات المفترسة الضارية فإنها تهاجم وتجرح وتمزق وتفترس وتحطم من يقترب من عرينها وأوكارها .. ويقول في هذا الشاعر:
فبال بوشٌ على آنافهم كرَماً .... فأعلَنوا الشكر، ظنّاً أنهم مُطِروا
لم يبق من ديننا، أو من عروبتنا .... إلاّ الدعايةُ، والأسماءُ، والصُوَرُ
و جملةٌ من شعاراتٍ نرددها .... يكاد من ثقلها التاريخُ ينأطرُ
ما نحن إلا صغارٌ في حقيقتنا .... و بالقياس إلينا يكبرُ الصِّغَرُ
عوراتُنا كلها للعين ظاهرةٌ .... أمّا الضمير لدينا فهو مستترُ
محرمٌ في لُهانا، والرؤوسُ عَثا .... فيها جُمادى، وفي أجوافِنا صَفَرُ
واستحكم الذل واستشرى الهوانُ بنا .... حتى قبلنا بما لا تقبلُ الحُمُرُ
نُهيبُ بالحظ يستبقي بقيتنا .... والحظ ليس له دخلٌ، بل القدَرُ
لمّا اقتفينا هداةً ضل سعيُهمُ .... ساروا بنا كيف شاءوا، لا كما أ ُمِروا
قال اذهبوا (حيث ألقَتْ) إنكم بشرٌ .... على المجاز، وإلا لستمُ البشَرُ !!
أما هؤلاء الحكام والسلاطين وجوقة المطبلين والمزمرين لهم من كتاب ومسئولين وطابور خامس طويل من الذين في قلوبهم مرض والمرجفين في المدينة ؛ فلا ادري أي نوع من مخلوقات الله هم، بل أي أصنام وجمادات أصبحوا، يذيقهم اليهود والنصارى الهوان والذل ليل نهار بينما نراهم يتهافتون إلى أحضانهم كتهافت الفراش على النار تحرقها وتمزق أشلائها .. تفضحهم صحف العدو ووسائل إعلامه وتفضح تخاذلهم وتبين تآمرهم على أبناء جلدتهم وهم رغم كل هذا ما زالوا كالفراش تعجبهم رائحة الشواء ويستلذون بالاحتراق .
ومن هذه الفضائح إعلان اليهودية ليفني وبيريز أن علاقتهما قديمة مع خائن الحرمين، وكذلك المزاد العلني الذي أقيم في مدينة هرتسليا في فلسطين المحتلة الذي نظمه الاحتلال اليهودي لبيع الهدايا التي قدمها الزعماء العرب لزعماء ومسئولين يهود تدخلت فيه مخابرات الاحتلال وأمرت بمنع إظهار أسماء الزعماء العرب وكتابتهم على الهدايا وعدم إظهار أسماء هؤلاء الزعماء ولكنها كشفت عن شخصيتين منهما وهم كبير الخونة في رام الله محمود عباس الذي قدم هدية لرئيسة الكنيست داليا إيتسك وهي عبارة عن طقم من الذهب الفاخر والثمين والهدية الأخرى المقدمة من عاهلة الأردن رانيا وهي منفضة كبيرة مليئة بالتحف وزيلتها بالتوقيع عليها بخط يدها مما رفع من قيمة هذه الهدية .. وكان آخر هذه الفضائح القائمة التي أعلنت عنها وزارة الخارجية اليهودية بأسماء الكتاب والصحف التي توصي فيها بنشر آرائهم ووصفتهم بأنهم يتبنون فكراً اقرب لأفكارهم ووجهات نظرهم، حتى أن اليهودي أولمرت عندما ترجم له مقال احد الكتاب الكويتيون اقترح ترشيحه لأعلى وسام لديهم وقال انه أكثر صهيونية من هرتزل . ولا ادري لو أن عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وأبا عبيدة وعماد الدين ونور الدين وصلاح الدين والعالم العز بن عبد السلام لو أنهم كانوا بيننا ماذا سيقولون في أمثال هؤلاء، وكيف سيكون حكمهم فيهم !؟ .
وقد قالها الختيار أبو عمار – رحمه الله – بعد اتفاقية أوسلو : " أن اليهود يسقوننا الذل والهوان كل يوم أشكالاً وألواناً " ولما رفض أن يرضخ لإرادة المحتل الصهيوني ورفض التنازل عن القدس وحق العودة، كان أن حوصر وتم تصفيته من قبل من بصم لهم بالعشرة على تحقيق كل ما يصبو له وبدون تعب ولا جهد، وها هم الآن ينفذون كل ما طلب منهم بل أنهم كانوا مشاركين في تصفيه الجهاد والقتال في بلاد المقدس بمعرفة من حسني ومباركة من آل سعود ومؤامرة شارك فيها القريب قبل البعيد، وقصفت غزة وقصفت المناطق المصرية القريبة من رفح وقتل منهم من قتل وجرح من جرح وهرب أهلها منها، وبقرة مصر الضاحكة لم يحرك ساكناً، وأنا أرى هنا من الظلم أن نقول عنه بقرة ً وإذا كنا حقيقة نريد أن ننصف الحق والحقيقة فإن أليق لقب يليق به وبأمثاله هو " الخنزير الضاحك " لأن البقرة ترفس وتنطح وتضرب إذا ما تعرض لها أحد بسوء .. ولكنه كان أسداً على أبناء جلدته ودينه فأغلق المعابر وحاصر أهل غزة هاشم ومنع عنهم المعونات الغذائية والطبية والصحية ومنع دخول الأطباء لمشاركة أهل غزة مأساتهم وقمع المتظاهرين وسجن أبناء شعبه واعتقل الضباط والجنود الذين رفضوا موقفه الخائن .. في الوقت الذي كان فيه نعامة أمام أسياده اليهود والنصارى يمدهم بالغاز ويرسل المعونات إلى إسرائيل، ويرفض إرسالها إلى أهل غزة المحاصرين .
وأما خائن الحرمين فكان كل همه أن يُثبت وجود المحتل في بلاد الإسلام فدعا إلى حوار الأديان وقرع الكؤوس مع القتلة والمحتلين وشاركهم كؤوس الراح، وكان من الداعين إلى عدم عقد القمة من أجل وقف العدوان عن أهل غزة هو وخنزير القاهرة، وقد كان لهذه الأسرة الحاكمة كثير من أدوار الخيانة والتآمر على الإسلام فقد وقفت هذه الأسرة ضد كل حركة إسلامية في بلادها وغيرها، وقاموا بإرسال المساعدات لطاغوت سوريا من أجل القضاء على الحركة الإسلامية في الثمانينات من القرن الماضي وإرسال الأموال إلى الجزائر للقضاء على جبهة الإنقاذ الجزائرية ثم قاموا بإدخال القوات الأمريكية إلى الجزيرة العربية بعد إصدار فتوى اشترك بها كثير من علماء ذاك الوقت شممنا وقتها رائحة البترول تصدر منها، ليتم بناء قواعد لهم في الخليج العربي جميعاً تم من خلالها توجيه ضربات قوية ومدمرة وتآمر فيها حكام مصر والسعودية وسوريا على العراق واشتركوا مع قوات الإثم والعدوان إلى أن تمكن الاحتلال الغاشم من دخول بغداد، وتم القضاء على النظام العراقي الذي كان يقف حجر عثرة أمام المد الرافضي إلى البلاد الإسلامية وسط التصريح الإيراني ومفاخرته بالدور الايجابي الذي كانت جهوده تمكين المحتل الأمريكي من دخول العراق وأفغانستان .. وبهذه الجريمة النكراء أفسح الخونة المجال للزحف الإيراني لينتشر كسرطان مخيف في داخل البلاد الإسلامية فتسلطوا على أهل السنة في العراق وقتلوهم وسجنوهم وشردوهم في البلاد، ولا زالوا إلى الآن يُقتلوا المرشحين من أهل السنة لكي يبقوا هم المسيطرون على الحكم في البلاد، وها هم كذلك الآن يقومون الدنيا في البحرين ويصرحون بان البحرين هي محافظة إيرانية ومطالبين بضمها إليهم، ويهددون الإمارات ويثيرون الفتن في اليمن وغيرها .
وأن الأيام القادمة ستكشف هذا الوجه القبيح للخونة الرافضة مع بداية الرئيس الأمريكي الجديد وبشكل علني، فقد بدأت تلوح في الأفق تغيرات سياسية غير تلك التي انتهجها خلفه السفاح هولاكو بوش، فبدأ عهده بعدم التقاء آل سعود أثناء وجودهم في واشنطن لحضور مؤتمر الأديان، وانفتاح اكبر نحو شراكة علنية بين الاحتلال الأمريكي وبين دولة الرفض الإيرانية حيث صرح رئيس أركان الجيوش الأمريكية " الجنرال مايكل مولن " وقائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى " ديفيد بترايوس " إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي " ياب دي هوب شيفر " بدعواتهم إلى إشراك إيران في أفغانستان مقابل أن يتم التغاضي عن المشروع النووي الإيراني، ولا عجب في هذا إذا ما علمنا أن الرئيس الإيراني يهودي الأصل وذلك كما أعلن عنه مهدي خزعلي نجل أية الله خزعلي . ومشكلتنا نحن العرب والمسلمين أننا لا نصدق حتى نرى !؟ .
بينما لا زال حكام الخليج الخونة جميعاً يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون للاحتلال الأمريكي رغم أنوفهم، وتقام في أراضيهم القواعد العسكرية التي يتم من خلالها ضرب الدول الإسلامية والاعتداء عليها .. وبالنتيجة فان هؤلاء الحكام الجبريين الذين تم صناعتهم بعناية وتهذيبهم بإتقان وصقلهم بدراية خدمة لأسيادهم لم نراهم يستغضبون أبداً وإنما بقوا أذلاء خانعين عبيداً آبقين .. نعامات تدفن رؤوسها في الرمال، أسوداً على شعوبهم المقهورة المغلوبة، لا هم لهم إلا أن يحاربوا عباد الله المخلصين وأن يردوا المؤمنين عن دينهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً . وكان حالهم حال المثل " من استغضب فلم يغضب فهو خنزير " وأنا هنا أعيد الاعتذار لقائله على هذا التغيير الذي تم تحويره وإن لم يفسد المعنى لأنه يجب أن يليق بحكامنا الخونة الجبريين .
وأما الأبطال والعظماء في مواقفهم وأفعالهم وتصرفاتهم .. فكل يشير إليهم ويدلل عليهم، وتثني عليهم الألسن وتشكرهم الشعوب، فهم صنف آخر ارضعوا لبان العزة والكرامة والشجاعة، فجاءت مواقفهم شجاعة كما هم .. فها هو الطيب اردوغان الذي أعلن عن غضبه وهاج كليث وماج كموج بحر ورد بعنف على السفاح بيريز واختتم كلامه إليهم : " اشعر بالحزن عندما يصفق الناس لما تقوله لأن عدداً كبيراً من الناس قد قتلوا، واعتقد أنه من الخطأ وعدم الإنسانية أن نصفق لعملية أسفرت عن مثل هذه النتائج " وكان يجهز ردوداً ليرد بها على السفاح بيريز فمنع من الكلام ولم يسمح له بإتمامه، فخرج من الصالة غاضباً وانسحب من مؤتمر دافوس، ولا عجب ولا غرابة أن يصدر هذا الموقف الشجاع من هذا الشهم الأصيل الكريم سليل السلالة الكريمة سلالة العثمانيون الأبطال، حفيد مراد الأول الذي دحر أوروبا بأكملها في موقعة الصرب، حفيد محمد الفاتح الذي أنهى الوجود البيزنطي وقضى عليهم وفتح مدينتهم واتخذ منها عاصمة لملكه، حفيد السلطان سليم والسلطان سليمان والسلطان عبد الحميد الثاني الذي أبي أن يبيع شبراً من فلسطين لليهود وطردهم من مكتبه شر طردة .
بينما بقي خونة العرب الذين التصقت أجسادهم بمقاعدهم ولم يقوا على أن يأتوا بأي حركة شرف وعزة، فمن المحال أن تقدم النفوس الذليلة والمهانة على أفعال الشجعان، والأبشع من هذا أنهم كانوا حاضرين كأي صنم وسط الإشادة بالمجازر التي ارتكبها الاحتلال اليهودي في حق إخوتهم من أهل غزة، منددين بدفاع أهل غزة عن أنفسهم .. فمبارك عليكم أيها الخونة لقب الخنزرة فنفوسكم الذليلة لن تفهم مواقف الرجولة .. وستبقى ذليلة ً أبد الآبدين .