احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7736
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الله اكبر ما بالنا !! الله اكبر ما بال أمتنا المسلمة بلغ بها الهوان والذلة والمهانة مبلغه!! الله اكبر ما هذا السكوت والتخاذل !! الله اكبر دمائنا أصبحت بولاً !! وضحايانا تسقط ليلاً ونهاراً، جهاراً وعياناً .. ونحن سكوت صامتين كأصنام قذرة وسخة لا تهش ولا تنش !! وسط تواطؤ حكوماتنا التافهة الخائنة، التي تساهم في ذبح الشعوب المسلمة، وإعانة أعداء الله وأعدائنا علينا..
وقد شهد الشهر المنصرم الحصار على أهلنا في غزة هاشم، ورافقه بعد هذا حوار الأديان .. حوار السقوط والعمالة الذي دعا إليه خائن الحرمين الشريفين وقرع الكؤوس مع قتلتنا ومحتلي بلادنا، وظهر طنطاوي رمز الخيانة هناك يصافح السفاح بيريز، وتم بعدها عملية بيع العراق، والفضائح التي بانت عن هذه الحكومات التافهة التي بيعت هداياها التي قدمتها عربون صداقة لليهود في مزاد علني أقيم في مدينة هرتسليا بداية هذا الشهر، تدخلت فيها المخابرات اليهودية فقامت بإخفاء أسماء القادة والحكومات العربية وأظهرت البعض منها ..
والآن يا ربي ماذا يجري !؟ ماذا يجري ونحن على أبواب ذكرى هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم - !؟ ماذا يجري وأي دماءٍ مسلمةٍ تهدر، لهدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دمٍ مسلمٍ !؟ ماذا يجري وشعبنا في غزة هاشم يعيش الحصار وتقطع عنه كل مقومات الحياة ومن قِبل من يدّعون أنهم أبناءه وأهله ، ولماذا!؟ محتجين في هذا أن أهل غزة إرهابيون لأنهم وقفوا مع حركتهم الإسلامية حماس واختاروا المقاومة حتى تحصيل الحقوق واسترجاع الأرض المحتلة.
ماذا يجري الآن فعلاً !؟ "ليفني" تزور القاهرة بدعوة من رئيسها في الوقت الذي يصرح به هو وحكومته أنه لن يسمح بقيام دويلة إسلامية في غزة، بينما يفتح صدره وقلبه ويجعل من نفسه حذاء تنتعله تلك الشقراء اليهودية .. ولسان حال هذه الحثالات يقول أنه حلال على اليهود إقامة دولة لهم وحرام على المسلمين إقامة أخرى !!
ماذا يجري فعلا !؟ تستقبل هذه اليهودية في الوقت الذي يحاصر أهلنا في غزة ويمنعون من فتح المعابر ويساعد على خنقهم .. لتعلن من هناك من القاهرة، وأي مكان هو – قاهرة صلاح الدين التي خرجت منها جيوش الفتح وتحرير القدس، قاهرة الظاهر بيبرس التي سُحقت تحت أقدام خيولها غرور التتار المغول وردتهم على أدبارهم صاغرين – أصبحت اليوم مكان لتعلن منها هذه اليهودية أنها ستقضي على غزة هاشم، وكأن هذا اللقاء بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لهذه اليهودية لتضرب أبنائنا في غزة هاشم وبتواطؤ من الحكومة المصرية التي طمأنت حماس أن اليهود لن يقوموا بأي عمل عسكري ضد غزة، ليكونوا عوناً لليهود على إخوتهم وليكونوا طرفاً في سقوط هذه الدماء التي سقطت بغير حق، وببرودة أعصاب وحيوانية ما بعدها حيوانية.
وبعد هذا، سمعنا النداءات – التي منذ أن وُجدنا على هذه الدنيا ونحن نسمعها .. ولم نرى إلا الجعجعة والجعجعة فقط – داعية ً إلى عقد قمة عربية مستعجلة، وكأن هذه القمة ستحل الأمور أو كأن حاكمنا سيقفون هذه المرة موقف الرجال ولو مرة واحدة .. متناسين القمم السابقة المخزية المخجلة بمواقفها وردود أفعالها تجاه الأمة، التي كان آخرها مؤتمر وزراء الخارجية العرب .. فماذا جنيننا منها يا ترى !؟ غير التواطؤ والسكوت والإقرار على الجريمة والمشاركة فيها، التي كان نتائجها سقوط المئات من الضحايا.
وأنا أخاطبهم الآن، أخاطب هؤلاء الذين سيجتمعون مدّعين حرصهم على أمتهم وشعوبهم – إن كان قد بقي بهم ذرة من شرف أو كرامةٍ أو ضمير – أن يكون أول قرار لهم أن يقطعوا كل علاقة لهم بالعدو المحتل الغاصب وان يقوموا بطرد سفراء الاحتلال من بلادهم، وأن يعلنوا رفضهم لهذا الشرعية شرعية الغاب التي ترفع شعار "البقاء للأقوى" وادعوهم ليساءلوا أنفسهم ماذا سيحصل إذا وقفوا جميعاً وتوحدوا صفاً واحداً ضد محتلهم وعملوا على طردهم من بلادنا، بدلاً من خنوعهم وذلهم وهوانهم !؟ فهل للمحتل شرعية !؟
وهل ستقف هذه القيادات الميتة المتهاوية على أرجلها وتعلنها موقفاً رجولياً، فعلا !؟ كما نهضت الشعوب العربية والإسلامية وكما نهض أهل فلسطين لنصرة إخوتهم في غزة وتركوا كل خلاف بينهم وتوحدوا جميعاً في صف واحد ضد عدوهم !؟ وإن لم يفعلوا وإن كنت اعلم أنهم لن يقفوا أبدا موقف البطولة والرجولة .. فليعلموا أنهم جميعاً – كل من شارك وصافح وقرع الكؤوس وقابل وطبع - شركاء ومسئولون عن كل دم يسقط في أي بلد مسلم ..
الم يئن ِ للذين آمنوا .. للعلماء الخلص الصادقين أن ينزعوا هذه الشرعية النتنة الكاذبة المدعية التي يزعم هؤلاء الحثالات أنهم يحترمونها، وهي في حقيقتها ليست سوى شريعة غاب فضلا أن تكون حريات كما يزعمون .. وليعلموا أنهم مسئولون كذلك عن هذه الدماء بصمتهم وعجزهم وأن الأمانة في أعناقهم ثقيلة، وأنهم بيدهم الآن التغيير.
أما آن لعلمائنا الخلص، أن يهبوا ليقودوا هذا الشعوب الثائرة ويسقطوا كل هذه الحثالات .. فإن شعوبنا جاهزة لا تحتاج إلا إلى دفة تقودها وتأخذ بأيديها نحو وجهتها الصحيحة .. يقودونها على ما يرضي الله ورسوله، ويبعدونها عن ما فرط به حكامنا وعلمائهم، وليذكروا قول أبا بكر الصديق – رضي الله تعالى عنه – عندما استلم الخلافة :
"لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر، ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا عمهم البلاء .. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم"
أما آن الوقت بالفعل لكي يتحرك علمائنا الخلص، أم أنّ امتنا باتت عقيمة فما عادت لها القدرة على أن تلد لنا علماء وقادة أمثال صلاح الدين ونور الدين والظاهر بيبرس والشيخ العز بن عبد السلام والإمام النووي!؟
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب *** فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فيم التعلل بالآمال تخدعكم *** وأنتم بين راحات الفنا سلب
الله أكبر ما هذا المنام فقد *** شكاكم المهد واشتاقتكم الترب
كم تظلمون ولستم تشتكون وكم *** تستغضبون فلا يبدو لكم غضب
ألفتم الهون حتى صار عندكم *** طبعاً وبعض طباع المرء مكتسب
وفارقتكم لطول الذل نخوتكم *** فليس يؤلمكم خسف ولا عطب
لله صبركم لو أن صبركم *** في ملتقى الخيل حين الخيل تضطرب
كم بين صبر غدا للذل مجتلباً *** وبين صبر غدا للعز يحتلب
فشمروا وانهضوا للأمر وابتدروا *** من دهركم فرصة ضنت بها الحقب
---------------
هذا الذي قد رمى بالضعف قوتكم *** وغادر الشمل منكم وهو منشعب
وسلط الجور في أقطاركم فغدت *** وأرضها دون أقطار الملا خرب
وحكم العلج فيكم مع مهانته *** يقتادكم لهواه حيث ينقلب
من كل وغد زنيم ما له نسب *** يدرى وليس له دين ولا أدب
لا يستقيم لهم عهد إذا عقدوا *** ولا يصح لهم وعد إذا ضربوا
والحق والبطل في ميزانهم شرع *** فلا يميل سوى ما ميل الذهب
أعناقكم لهم رق وما لكم *** بين الدمى والطلا والنرد منتهب
فصاحب الأرض منكم ضمن ضيعته *** وربيب الدار مغترب
وما دماؤكم أغلى إذا سفكت *** من ماء وجه لهم في الفحش ينسكب
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
اعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية إنها أخبرت دولا عربية عزم إسرائيل ضرب غزة وعلمت الحركة من مصادرها أن من بين هذه الدول السعودية. وكان مصدر إسرائيلي قد صرح قبل أيام بأن شخصيات عربية طالبت إسرائيل بتنفيذ اغتيالات لقيادات حماس السياسية وعلمت الحركة كذلك أن من بينها السعودية.
ومما يؤكد صحة ذلك أن الحكومة السعودية كانت آخر من تحدث في انتقاد ما صنعته إسرائيل في غزة بعد أن صدرت الاحتجاجات من كل مكان بما في ذلك الاتحاد الأوربي. وجاء الانتقاد السعودي هزيلا وبطريقة خجولة لم يظهر على لغته ولا صيغته أي إشارات تدل على التزام إسلامي أوعربي.
وعلى كل حال لم يكن هذا الموقف غريبا من النظام السعودي فقد تمادى في هذه القضية في مجاراة الإرادة الأمريكية سواء في سياسته الداخلية أو الإقليمية أو العالمية واستخدم نفوذه الديني والمادي إلى آخر حد.
وكانت الحكومة السعودية قد هيأت الأرضية مع عدد من الدول العربية لهذه الضربة من خلال الإجراءات التالية
• الحماس المبالغ فيه في السعي لإلزام الفلسطينيين بحل استسلامي من خلال ما يسمى بمبادرة عبد الله والتي يدل على استسلاميتها قبول أولمرت لها في صياغتها الأصلية. وكانت الصياغة الأولى تتضمن بقاء الفلسطيينيين في حدود السلطة الحالية والتنازل عن حق العودة ومنطقة بيت المقدس.
• الحماس المبالغ فيه للتطبيع والذي كان آخره نشاط ما يسمى بحوار الأديان والذي لم يكن إلا مظلة لتسهيل التعامل المباشر مع الإسرائيليين حيث كان شمعون بيريز من بين المدعويين لمؤتمر رتب له عبد الله بن عبد العزيز وخاطب كل منهما الآخر من منصة المؤتمر وقرر كل منهما أن ليس بيهنما عداوة.
• حرص الحكومة السعودية على حصر التعامل مع المجموعة المتسلطة في الضفة الغربية المسماة بالسلطة الفسلطينية ودعمها ماديا ومعنويا وإعلاميا. وفي المقابل تجنبت الحكومة السعودية التعامل مع حكومة حماس في غزة رغم أن الأخيرة هي المنتخبة وذلك لأن أمريكا وإسرائيل أعطت الأولى الشرعية ونزعتها عن حكومة حماس.
• التنسيق مع مصر في إحكام الحصار على غزة لكسر إرادة أهلها فإن لم ينهزموا بالحصار يكونوا مستنزفين مهيئين للهزيمة بعد أي هجوم عسكري.
•منع أي نشاط محلي في المملكة على شكل تظاهرات أو اعتصامات لاستنكار ما يجري في غزة بل والتشديد على الأئمة والخطباء بعدم الدعاء لأهالي غزة وتجنب تناول القضية في خطب الجمعة إلا بشكل عمومي.
•استخدام الآلة الإعلامية السعودية الهائلة وخاصة شبكة الإم بي سي والشرق الأوسط لتحقيق المرادات الأمريكية الإسرائيلية في التطبيع وتقبيح صورة المقاومة.
وكنا قد أصدرنا بيانا نستنكر فيه دور النظام السعودي في حصار غزة واعتذرنا لإخواننا في غزة خصوصا وللمسلمين والعرب عموما تجاه هذا الموقف المشين ونجد أنفسنا الآن مضطرين لأن نكرر الاعتذار تجاه دور آل سعود في ضرب غزة ونعلن أن الغالبية العظمى من أبناء بلاد الحرمين بريئون من هذا الموقف.
وتأكيدا لاعتذارنا فإننا نعلن مجموعة من المطالب إبراء الذمة وإقامة الحجة فقط لأننا متيقنون أن آل سعود لن ينفذوا شيئا منها رغم واقعيتها وقابليتها للتطبيق:
أولا: تحول الإعلام السعودي الداخلي والخارجي لصالح المقاومة الفلسطينية بدلا من أن يكون ضدها
ثانيا: ايقاف أي مساهمة من قبل بلدنا في نشاط يفهم منه الاقتراب من إسرائيل.
ثالثا: الضغط على مصر علنا وسرا وإعلاميا واقتصاديا لإيقاف المساهمة في الحصار.
رابعا: الضغط على أمريكا بما يتوفر من ادوات لإجبار إسرائيل على إيقاف العدوان وفك الحصار.
خامسا: الضغط على الدول العربية لدعم المقاومة الفلسطينية دعما كاملا.
سادسا: إلغاء التعامل مع حكومة رام الله والقبول فقط بالحكومة المنتخبة في غزة.
سابعا: السماح للشعب في بلاد الحرمين بأن يعبر عن غضبه بما يستطيع من وسائل مشروعة
29-12-2008 / 17:22:25 دول عربية طلبت من اسرائيل اغتيال بعض رموز حماس