فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 263 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قرأت لأحدهم ممن يعدّ فاعلا فكريا إسلاميا تونسيا، مقالا بمناسبة اغتيال حسن البنّا رحمة الله عليه
وكتب كلاما طويلا عريضا، يريد أن يقول فيه أن حسن البنا له أهمية كبيرة، وأنه مجدد في الفكر الاسلامي
يمكنني أن أقرر بشبه يقين أن أول سبب لعثراتنا وعثرات الإسلاميين عموما، هو غياب المنهج في تصوراتهم وأفعالهم، مما يجعل أنشطتهم تقرب للفوضى والتكرار وتضييع الطاقات من دون نتائج مقابل ذلك التعب العبثي
غياب التناول المنهجي أي الترتيب التصوري يجعلهم يرتكبون ممارسات من نوع:
- الحديث في البديهيات
- الحديث خارج الموضوع
- تناول التفاصيل التي لاقيمة لها مقابل تجاهل المواضيع الأهم، بسبب غياب منظومة فكرية تضبط الفعل لديهم
------------
يا أخي أنت حينما تحدثنا الآن عن أهمية حسن البنا رحمه الله، هل يوجد ممن تخاطبهم بكتاباتك أي الاسلاميين، من ينكر قيمة ذلك الرمز
لما كان الجواب بالطبع لا، فيكون حديثك وكتاباتك من نوع تناول البديهيات والعبث وتضييع الطاقات
ثم ها إنك حدثتنا عن أهمية حسن البنا وأنه مجدد، طيب، ماذا أضاف ذلك لنا، الأكيد لا شيىء
لكن علينا بالمقابل أن ندرك أن الحديث في البديهيات له أدوار خطيرة وهي أنه يمثل أداة للتعمية عن مسائل الواقع الهامة التي تمّ تجاهلها
كما أن مثل هذه الكتابات العقيمة توهم بالفعل وماهي بالفعل، وهي بعد ذلك تكرس حالة الفوضى الذهنية في ترتيب قضايا الواقع ومخاطره
مشاكلنا الآن ليست أهمية الرموز والقدوات، بل أساسا فكر "الإخوان المسلمون" ذاته كما أسسه حسن البنا لم يعد قادرا على الاستجابة لمغالبات الواقع وهذا ما تمّت البرهنة عليه طيلة ما يقرب من قرن حيث راكم منتسبو "الإخوان" الفشل بمختلف البلدان، فيجب إذن تجاوز هذا الفكر بما يَفْضُله لا أن نتوقف عنده لحد الرجوع لكلام المؤسس رحمة الله عليه
يجب إدراك أن مشاكلنا في أساسها فكرية، وتحديدا منهجية، وبالدقة لدينا مشكلة في التجريد الذهني حين التعامل مع الواقع، لا نستوعب إلا المحسوسات كأننا أطفال، ونعجز عن الإحاطة بالأسس التصورية لأفعال مساحات الموجود
يا أخي إذا لزم، فلتتلقوا تكوينا في التفكير والمنهج، لاعيب في ذلك، فمن تعوزه كفاءة فليتعلمها
لا تجعل كلامك سائبا من دون ضوابط، كل ما يخطر على بالك تقوله وتكتبه، فكم من كلام تقوله فتساهم به في تعطيلنا وتخدم به عدوك وتكرس به الواقع، بينما أنت تقصد غير ذلك