عُقد النقص التي تعشّش داخلنا: الأطفال زُرق العيون وشُقر الشّعر
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 236 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
انظر الفايسبوك مثلا، من ينشر صور الأطفال في معرض ذِكر براءة الطفولة أو للإحالة لاهتمامات الطفل، غالبا ماينشرون أولئك زُرْق العيون شُقْر الشعر
إنه لاينشر صور أطفالنا، كأنه في قرارة نفسه لايُقر لهم بالحق في الوجود أو أن يستحقوا الظهور
وانظر لمن يروج لمنتوج ما يخص الطفل، فإنه ينخذ الأشقر ذا العيون الزرقاء أو الخضراء نموذجا
وإن كان منتوجا متعلقا بالمرأة، اظهروا امراة ذات ملامح أوربية
بالمقابل، ونحن نرى المنتوجات الصينية تغزونا، هل رأيتهم يروجون سلعهم باتخاذهم غير ابنائهم ونسائهم نماذجا
-----------
نحن نعاني من مراحل عميقة من كره الذات، تصل لدرجة رفض الانتماء العرقي الطبيعي الدموي الأول الممثل في الخِلقة
هذا مستوى متقدم من الاقتلاع النفسي، ينتج المستويات الأخرى من التبعية الذهنية وغيرها من التبعيات الاقتصادية والثقافية للغير المغالب
نحن ضحايا مُقتلَعون لم تُبق فينا منظومة فرنسا بفعل قصفها الذهني المتصل ضدنا طيلة عقود، لم تبق لنا شيئا من الثبات النفسي
وتمثل المعاهد والمؤسسات المختصة في تدريس التسويق أحد منابع التحويل والقصف المفاهيمي العنيف، لأن خريجيها هم من يغرق المجال العام بكل مانرى من قصف ذهني مما يحول تلك المؤسسات التعليمية لمقرات تروج للإلحاق والتبعية للمجال المفاهيمي الغربي من خلال توظيف مهنة التسويق
وأن يكون التونسيون يتعاملون مع هذه المراحل البائسة من التفكك بلا مبالاة، ذلك في ذاته دليل فاعلية عمليات التفتيت تلك لدرجة لاتنتبه لها الفواعل المفكرة فضلا عن عامة التونسيين