فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 405 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الذي يقول كلاما لا يضيف معنى، فإنه يساهم في الإبعاد عن معنى جديد ممكن
لذلك فالحديث في البديهيات له أثر سيىء من زاوية أنه يكرس الموجود ويساهم في التعمية عنه وعدم كشفه
فالذي يحدثنا بعموميات ويقول لنا اتقوا الله من دون أن يوجهنا لكيف نتقي الله ولا يخرجنا من تصوراتنا السطحية التي تفهم أن التقصير سببه الوحيد الفرد، إنما يساهم بكلامه ذلك بالتعمية عن معاني أخرى لايقولها وهي أن القدرة على تقوى الله في واقعنا الحالي، مشروطة بدرجة أولى بمنظومات التشكيل والإخضاع الذهني التي تنتج الانحرافات الفردية
فيصبح الكلام حول تقوى الله الذي ظاهره عمل جاد ودليل خدمة للإسلام، يصبح وسيلة لخدمة سادة الواقع ودليل صد عن تقوى الله
والذي يقول لنا إن فرنسا دولة احتلتنا وقتلت ابناءنا كدليل بزعمه على كرهه فرنسا، ثم يقف عند ذاك الكلام لا يجاوزه للبحث في دلالته ولا متطلباته
من يقول أن فرنسا احتلتنا لكنه لا يدعو للنظر في التأسيسات الأولى لتونس الحديثة التي صممتها فرنسا بمايخدم مصالحها
الذي يقول أن فرنسا دولة احتلال لكنه لا يدعو لإعادة النظر في التصميم الأولي الذي حدد اتجاه تونس منذ عقود ولم نساهم فيه
والذي يقول أن فرنسا دولة سيئة لكنه لا يدعو لرفض المجال المفاهيمي المشتق من المركزية الغربية الذي دفعتنا إليه فرنسا ومنتسبوها دفعا والذي نتحرك في سياقه منذ عقود، ولايقول برفض أدوات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام بأدوارها ومحتوياتها الإلحاقية الحالية
من يقول أن فرنسا دولة احتلتنا وسيئة ثم لايذكر شيئا من بعض ماذكرت أو ما يقربه، فإنه ظاهرا يقول كلاما صوابا قد يرتقي به في درجات المقاومة والمبدئية والنضال، لكنه في الحقيقة كلام لاقيمة إيجابية له وإن كان يحمل قيمة سلبية، لأنه كلام يمثل مدخلا لتكريس مزيد من التحكم الفرنسي فينا
وهو كلام عبارة عن مجهود يعمل على تكثيف دخان التعمية لكي لاننتبه لمنظومات التحكم الفرنسي ولا لشبكتها المعدة لغرض شلّ طاقاتنا وإدراكنا لخطرها