البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

لايصح أن من يدرس معارف الإسلام والفلسفة وعلم الاجتماع، لايكون ذا تكوين في الرياضيات

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 113
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


علينا أن ندرك أن هناك خللا هيكليا أي في مستوى التصميم، في منظومة التعليم الجامعي شق الإنسانيات بما فيها الاختصاصات المتعلقة بتدريس معارف الاسلام أي الشريعة وتفريعاتها

لا أدري من أتى بفكرة أن من يدرس الفلسفة وعلم الاجتماع وما في حكمها والفقه الإسلامي، لايجب فيه أن يدرس العلوم العقلية وأولها الرياضيات

لا نعرف أي مبرر لهذا الاختيار غير الموفق، لكننا نعرف نتائجه الفاسدة

من يدخل حقول هذه المعارف من خارج مسارات تدريسها أي مثلا أحدهم ذو تكوين هندسي أو طبي ممن يكتب في هذه المعارف، سيكتشف مساحات بديهية متروكة، ثم يمكنه بيسر نسبي أن يلاحظ اخلالات منهجية لدى من ينشط ويشتغل في هذه المعارف، وهو سيلاحظ مقدارا من الثبات والجمود الذهني لدى عموم من يختص فيها، أي غياب التساؤل وانعدام مفهوم المرجعيات والإحداثيات المتحركة (coordonnées) وهي أول ما يتعلمه دارس العلوم العقلية، فاذا بهذا المعطى البديهي يغيب كليا لدى دارسي الإنسانيات حيث كل شيىء تقريبا لديهم مسلمات ومقدسات وثابت، وتنعدم لديهم مفاهيم التغير والفعل نسبة للزمن
(أقصد عموم المختصين في تلك الحقول المعرفية، وإلا فإنه توجد استثناءات لاينطبق عليها ما أقوله)

مما ينتهي بهم أن يتحولوا لمجرد حملة ومختصي معارف توازيا مع غياب قدرات التفكير والتساؤل لديهم
ثم تتحول الجامعات شق الانسانيات لمقرات ترويج للمفاهيم الغربية ومركزيتها التي يُتعامل معها أنها مسلمات مقدسة

وتتحول كليات الشريعة لمحاضن لتفريخ الفقه العقيم الذي لا يؤثر في الموجود، وإنما يكرس تأسيسات الواقع الفاسد بتجاهل تصميماته العقدية والفكرية الأولية التي تدور في أفق المركزية الغربية، لأن الفقه أساسا مستوى تقني لا يمكنه أن ينتج أثرا في مستوى البناء النظري المؤسس للواقع

إذن بغرض السعي لتصميم منظومة تغيير واقعنا وتحريره من المركزية الغربية نحو مركزية إسلامية، علينا أن نضع شروطا لمن يريد دراسة الفلسفة وهي أن يكون استوعب الرياضيات بل وتميز فيها، واستغرب كيف لمن لم يدرس الرياضيات أن يستوعب الفلسفة والتفكير العقلي أصلا
كما يجب على من يدرس علم الاجتماع أن يدرس العلوم العقلية ومنها الرياضيات

ثم إن أول من عليه التمكن من الرياضيات والعلوم العقلية عموما هم أولاء من يريد الاختصاص في معارف الإسلام، إذ لا يصح أن يأتي أحدهم لا يستطيع حل معادلة رياضية من الدرجة الأولى ليتحدث في الفقه الإسلامي ويفتي لنا حلولا لمشاكل حياتنا، فضلا أن يتحدث في الإسلام والفلسفة الإسلامية، هذه إهانة توجه لديننا ثم توجه لنا أن يؤتى بهؤلاء ممن نعرف ليتحدثوا في الإسلام

يجب التذكير أن علماء الإسلام الأوائل كانوا في عمومهم متميزين في العلوم العقلية

بقي القول أن المقصود بالرياضيات ليس بالضرورة الدراسة النظامية في المدارس، وإنما أقصد الاطلاع والاستيعاب، فكم من دارس للرياضيات ولم يستوعبها وكم من مطلع لوحده عنها ومستوعب لها، يمكن أن نذكّر أن الفيلسوف محمد باقر الصدر في كتابه العظيم: الأسس المنطقية للاستقراء، شرح نظريته من خلال الرياضيات فرع علم الاحتمالات، كأجود ما يفعل مختص بالرياضيات رغم أن محمد باقر الصدر، لم يدرس في مدارس نظامية أصلا، ولم يدرس في الحوزة الشيعية الرياضيات، وإنما درس لوحده كل ذلك واستوعب الرياضيات
---------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
. لايصح أن من يدرس معارف الإسلام والفلسفة وعلم الاجتماع، لايكون ذا تكوين في الرياضيات


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-01-2024  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء