البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

التدين الذي يروج للأفضلية الجغرافية والدموية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 149
 محور:  التدين الشكلي

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الاسلام عدل بين العباد، وهو لايحابي أحدا من الخلق لمجرد لونه أو دمه أو لانتمائه الجغرافي
لذلك الكلام الذي يزعم أن صلاة في مكان جغرافي ما أفضل من غيرها من بقاع الله (*)، هذا لايصح وهو تقوّل ضمنيته أن الله غير عدل بين عباده، حاشاه وتعالى عن ذلك

إذ ماذنب أحدهم ممن لم يسكن تلك المنطقة تحديدا، وكيف يكون الله عدلا بين عباده وهو يفضل مكانا جغرافيا عن غيره ثم يجعل تلك المفاضلة الجغرافية سببا في مجازاة الناس، فهذا سيعنى أن الظلم سيكون مكونا أصيلا بين البشر

ولما كان هذا الظلم محالا في حق الله، فإن ما يؤدي لهذه الاستحالة أيضا محال، وبطل بالتالي مايروج عن الأفضلية الجغرافية والدموية وغيرها في تعلق بفعل الفرد، مهما كانت الروايات التي تدعم هذه المزاعم
ذلك لاينفي وجود مزايا لأماكن رمزية مثلما توجد مزايا لأوقات ( وقت الصلاة، العيد..)، لكن ذلك التميز يلحق بالمكان وبالوقت، وليس بالفرد وعمله

أي أن يكون مكان متميزا بشرف ما وبرمزية ما، لايعني أن من وجد هناك فهو سيلحقه ذلك الشرف والأجر، هذا هو الانحراف، ولو صحّ هذا التصور لصحّ في كفار قريش ممن كانوا يسكنون تلك الأماكن ورغم ذلك وعدهم الله بالنار

مثل هذه التصورات المرذّلة للإسلام، كمثل الذي يقول أن المنتمي لقريش أفضل من غيره من المسلمين واعتمد ذلك كشرط في الخلافة، وهو تحريف مبني على الأفضلية الدموية دخل الإسلام وحصل تقعيد وتشريع فقهي له، كتحريف اليهود وقولهم أن الله فضلهم على غيرهم من العباد
أو كزعم بعضهم في تلك الروايات التي تريد اقناعنا أن من الاسلام القبول بأن خير أجناد الأرض المنتمون لمصر، وفي روايات أخرى خير الأجناد أجناد الشام

الحقيقة هذه كلها تحريفات أصابت الإسلام وتلاعب سياسي ببنائه، وافق عليه المشتغلون بمعارف الإسلام ممن سموا علماء وسكتوا عنه فتحول ذلك التحريف لدين أو لما يشبه الدين

وهو انحراف كان من أثر المغالبات السياسية عبر التاريخ الإسلامي الأول، أنتجت التحيزات الجغرافية التي تقول بشرعية مكانية يفاضل بها بعض الحكام غيرهم ممن ينازعهم السلطة

يجب التخلص من هذه الأوهام والتزيّدات، ثم علينا إدراك أن الاسلام منظومة أوجدها خالق هذا الكون لتنظيم حياتنا، وأنه سبحانه متعالٍ عن كل أهوائنا وتفضيلاتنا وانتماءاتنا، وأنه لايصح بالتالي مجرد تصور أن الله يفضل عباده بعضا عن بعض بما يجاوز أفعالهم

---------
(*) هذا مقال أصله رد على ما يروج أنه حديث يزعم أن خمس صلوات في مكة تعادل صلاة 277 سنة في مكان آخر

---------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. التدين الذي يروج للأفضلية الجغرافية والدموية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-11-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء