ماهي نوعية "الحسابات الكبرى" لدينا على وسائل التواصل الاجتماعي
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 345 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
- إذا نظرنا لعينات أهم وسائل التواصل الاجتماعي في تونس وحتى بالبلدان المغاربية، فإنه يمكن ملاحظة انعدام قنوات "يوتيوب" كبيرة (أكثر من مليون متابع) أو "تويتر" أو "فايسبوك" تناقش أفكارا أي من غير مواضيع الطبخ والترفيه والسياسة
- إذا توسعنا نحو مصر والخليج، فإن الوضع يعد أفضل نسبيا منا، حيث لديهم مؤثرون يقدمون نقاشات فكرية لهم ملايين المتابعين على "تويتر" و"يوتيوب"
- يمكن ملاحظة أن هناك قنوات "يوتيوب" وحسابات "تويتر" يتابعها الملايين، أصحابها فنانون أو متحدثون في الدين، علما أن هؤلاء المتحدثين لايقدمون فكرا ولاينتجون معاني وإنما يقدمون بديهيات كالاستغفار والصلاة على النبي وبر الوالدين، فهي مثلها مثل قنوات الطبخ والرياضة ليست قنوات فكرية ولاتساهم في رفع الوعي بالواقع
------
حينما نتجه للقنوات الناطقة بالفرنسية في العالم، فإنه يكاد يلاحظ نفس الشيئ، حيث لا نكاد نجد قنوات فكرية أو حتى علمية كبيرة ناطقة بالفرنسية إلا قليلا
حينما نتجه للقنوات الناطقة بالانقليزية، يبدو الأمر غريبا كأنك دخلت عالما موازيا غير عالمنا، حيث تجد عشرات إن لم تكن مئات من القنوات يتابعها الملايين تتحدث في مسائل علمية وفكرية من نوع: التحول البيئي والذكاء الصناعي وتغير المجتمعات والتحولات الجنسية (الجندر) والسياسة من زاوية الفكر والقنوات الوثائقية وغيرها، بل ومواضيعا فلسفية بحتة
--------
الآن أطرح الملاحظات والأسئلة التالية:
- هل يكون الاكتفاء باللغة الفرنسية والجهل بالانقليزية سبب لانحصار اهتماماتنا في مواضيع تافهة وانحدار هممنا وانخفاض سقفنا الفكري، وتكوّن عادات لدينا أن المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي عندنا لا يجاوزون مسائل الطبخ والترفيه البسيط والتلهية الدينية
- هل يكون عدم التمكن من الانقليزية سبب في انخفاض قيمة المواضيع التي تنتشر لدينا، وهذا يؤثر في أصحاب الفكر حينما يجدون عموم الناس تتحرك في مستويات منخفضة فيضطرون لمجاراتهم تأثرا أو طمعا في تفاعلاتهم
- هل تكون اللغة الفرنسية سجنا لنا منعتنا من التفاعل مع باقي العالم والارتقاء لمستوياته في تناول القضايا، وأن هذا السجن المعرفي والعلمي أصبح ذا تكلفة عالية حاليا أكثر مما كان عليه من قبل