فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 312 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا يصح القول: لو لم يكن كذا لكان كذا، ثم تعتمد تلك الفرضية المتوهمة كمنطلق وتبني عليها محاججات كاملة، هذه تسمى مغالطة الدّور أو الدوران
بعض النماذج من الإستعمال :
1 - لو لم يكن بورقيبة لكانت تونس دخلت في انقلابات عسكرية كباقي البلدان العربية، ولأن الانقلابات لم تقع فإننا نشكر بورقيبة ونثمن دوره
2 - لو لم يكن الغنوشي وحكمته لدخلت تونس حربا أهلية، ولأننا لم ندخل حربا أهلية فإن علينا أن نشكر حكمة الغنوشي
هذا بناء معلوم على مجهول غير متحقق، أي دَوْر ودوران، وهو من ضمن المغالطات المنطقية، وكل مايبنى عليها لاقيمة له
----------------
في الحالة الأولى يجب أن يقع انقلاب لكي يمنعه بورقيبة وحكمته، لكن أهمية بورقيبة لا تظهر إلا بوقوع الانقلاب، فمنع الانقلاب مرتبط ببورقيبة لكن أهمية بورقيبة مرتبطة بالانقلاب
في الحالة الثانية، يجب أن تقع حرب أهلية لكي تظهر حكمة الغنوشي، لكن حكمة الغنوشي لاتظهر الا بوقوع الحرب الأهلية، فمنع الحرب الأهلية مرتبط بالغنوشي والغنوشي مرتبط بمنع الحرب الأهلية
فهنا دَوْر أو دوران، أي كل حلقة مرتبطة بالأخرى فهي في نفس الوقت سبب ونتيجة للحلقة الاخرى، وهذا مستحيل وهو من ضمن المغالطات المنطقية
في الحالتين أعلاه، لو حدث انقلاب فعلا ومنعه بورقيبة لكان التركيب سليما من دون مغالطة الدّور، ولو وقعت حرب أهلية فعلا ومنعها الغنوشي لكان التركيب سليما من دون مغالطة الدّور، لكننا نتحدث عن مغالطة لأن إحدى الحلقتين غير متحققة
كل مايبنى على المغالطات من هذا النوع هو بناء فاسد لسنا في حاجة إليه لتناول واقعنا لأن نتائجه غير سليمة عقليا
----------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: