خطر مصطلح "الدولة العميقة" في إنهاء المسؤولية الفردية
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 362 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يستعمل تركيب "الدولة العميقة"، وينتج آثارا سيئة عديدة:
1- هذا مصطلح يريد أن يقول أن المسؤول عن واقعنا هو طرف غامض مريب وقوي
2- هذا التركيب اللغوي ينقل لنا معنى أن المتحكم في واقعنا لا يمكن تعيينه، فهو غير معروف
3- هذا يعني إلغاء المسؤولية الفردية في مستوى تتبع الفواعل المؤثرة في الواقع، لأنه لايمكنك ملاحقة والتصدي لمجهول
4- يساهم في نفي المسؤولية الفردية ونفي إحساس الذنب لدى الفرد عن تقصيره في الفعل لتغيير واقعه، وهذا تصور يساهم في استدعاء هذا المصطلح لمزيد ترويجه
5- استعمال هذا المصطلح يغطي عن الفواعل الحقيقة المؤثرة في الواقع، سواء في مستواها المباشر أو في مستواها كمنظومات، فهو مصطلح وظيفي لخدمة سادة الواقع لأنه يجعلهم مستبعدين من التناول
6- بالمقابل، علينا أن نفهم أنه لايوجد مانع من وصف جهات وفواعل ما بأنها "دولة عميقة"، لكن ذلك يجب أن يكون بعد تعيينها وتحديدها، لا قبل ذلك، فيمكننا أن انقول أن منظومة فرنسا المتحكمة في أدوات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام هي "الدولة العميقة"، ويمكننا القول أن شبكات الفساد الاقتصادي تمثل جزءا من "الدولة العميقة"، لكن لا يجب أن نكتفي باستعمال المصطلح هكذا مبهما من دون تحديد مستويات المسؤولية نسبة للموجود، لأن ذلك سيكون صدا عن فهم الواقع والوعي بمحركاته وفواعله الحقيقية