فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 493 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عيد المرأة هو إحدى المناسبات التي تعمل على إنتاج التسليم والتطبيع مع المجال المفاهيمي وتصورات الحياة التي انتجتها المركزية الغربية الغالبة والموجهة للعالم حاليا
المركزية الغربية (التي تؤطرنا وتحكم تونس الحديثة منذ تأسيسها قبل عقود) بنيت في أساساتها الفلسفية على تصور يقول بتوازي العوالم والمجالات، ووجوب فصلها عن بعضها
فالدين له مساحته التي لايجب أن تتدخل في غيرها من المساحات، وللحياة من دون دين باقي المساحات الأخرى، ولذلك فالدين يستدعى في فترات الآحاد (ونقلنا عنهم ذلك لأيام الجمعة)، وفي حدود مضبوطة لايجب أن يجاوزها، كأنهم باستدعاء الدين الدوري التافه يقومون بعملية إرضاء وتعويض على سوء تعاملهم معه
والحياة في تصور المركزية الغرببة في سائر وقتها تقر وتبرر إهانة المرأة، فتجعلها سلعة موضوع تربح، فتروج للزنا وللدعارة وتعتبر ذلك أمرا جيدا وحرية، وتقيم المركزية الغربية الصناعات والخدمات التي تزدهر من استغلال جسد المرأة وضعغها وتأجيرها الرخيص في الصناعات المعملية، وتفرخ المنظمات التي تروج للمرأة بذلك الفهم المكرسة لاستغلالها وتغالط الناس فتقدمه أنه حرية، من مثل الترويج للزنا وللطلاق وللانجاب خارج الزواج، لأن هذه كلها ممهدات تساهم في ازدهار الحياة بتصور المركزية الغربية
مقابل ذلك، لابأس أن نفرد للمرأة مناسبة دورية نعوض لها بها عن تقصيرنا في حقها، ولكي تكون مناسبة الإحتفال تلك ذات وظيفة نرد بها لوم من يتهمنا بالتجاوز في حق المرأة
وقس ذلك على باقي مجالات الحياة، إنها فلسفة كاملة لتصور الحياة وعناصرها والعلاقة بينها
-------------
بالمقابل فلسفة الإسلام في مساحته العقدية والفكرية أي المركزية الاسلامية تختلف عن تصورات المجال المفاهيمي الغربي
المنظومة الاسلامية لاتتعامل مع الواقع بفكرة المجالات المتوازية، بل بفكرة المجالات المتداخلة المتعاضدة
الدين في الاسلام ليس مجالا منفصلا يستدعى دوريا في الزمن والمكان، وإنما كل فعل في الحياة فيه مساحة للدين، لأن الدين في الاسلام إضافة لبعده التعبدي الفردي كما يفهم في الغرب، فإنه فلسفة حياة ومنظومة فكرية لها تفسير لكل الوجود ببعدي الشهود والغيب، لذلك الدين في الاسلام طبقة من كل فعل، بل هو الطبقة التصورية التي تعطي معنى للفعل البشري وتولده وتوجد تبريره
وهذا التصور الفلسفي الإسلامي لمفهوم الحياة والفعل البشري ينتقل بنفس شموليته للتعامل مع الفواعل ومنها المرأة
لايوجد إفراد تمييزي عنصري للتعامل مع المرأة تحديدا ولا للرجل تحديدا، إنما التصور الاسلامي يتعامل مع الانسان ويراعيه في كل طبقات الفعل البشري وفي مختلف مراحله زمنيا ومكانيا
أي لاتوجد مساحة لايراعى فيها الإنسان ومنه المرأة
ليس يوجد في الاسلام ذنب سابق يجعلنا نستدعي إنشاء مناسبة لتوظيفها بغرض التمويه بها عن تقصير حاصل
----------------
القبول بهذه المناسبات التي أنتجتها المركزية الغربية ومنها عيد المرأة ويوم المرأة، له دلالات عديدة أهمها من حيث الخطورة، أنه قبول بالتفسير الفلسفي الغربي للحياة وتنميطاته وتقسيماته، وهذا يمثل قبولا ضمنيا بالنموذحية الغربية كمسطرة وكمرجع لتأطير الحياة وتفسيرها، وهذا بعض مصاديق القبول بالتبعية الفكرية للمغالب العقدي الغربي
--------
(1) ينظر كذلك للمقالات التالية:
عيد المرأة، إحدى أدوات منظومة الإلحاق بالغرب
https://myportail.com/articles_myportail.php?id=9542
عيد الحب، عيد المرأة، عيد البنت: الأحاديث والآيات لتكريس المركزية الغربية والتبعية لها
https://www.myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10419