|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
يقول بإعادة قراءة التراث الإسلامي ولا يقول بإعادة قراءة المركزية الغربية فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 638 محور: المفكر التابع  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط إنه المفكر التابع، إنه ذلك الذي يكتب المقالات ويؤلف الكتب ويعقد الندوات بمجال مفاهيمي يدور في ما يقدم أنه المعاني الإنسانية المشتركة والقيم الكونية وتقارب الشعوب ووحدانية القيم ومركزيتها تحت ظلال الغرب، ولا يكتب بالمقابل في مسائل حقيقية محددة تهم شعبه الخاضع منذ عقود بفعل التوسع الغربي الذي قهره، ويعاني من تحكم منظومات المحتل القديم ومنتسبيه المحليين إنه لا يكتب بمعاني صراع المركزيات والإخضاع الغربي للغير، لأن تلك زاوية نظر تكشف ما لا يراد له إدراكه والتوقف عنده، هو يرفض فكرة صراع المركزيات لأنه يقول بوجود مركزية واحدة وصلتها البشرية هي الكونية الغربية وعلينا الدخول تحتها والقبول بها وهو إن أراد معالجة واقعه فإنه يستعمل أدوات فكرية مستوردة تتخذ المحورية الغربية مرجعا (يسارية، لييرالية) وأفقا، فهي حلول تكرس الإلحاق بالمغالب بل وتزيد إعطاء وحدانيته تبريرا فكريا من خلال هؤلاء "المفكرين العضويين" إنه الذي يكتب في مواضيع إعادة قراءة التراث ومحاولات إخضاع الاسلام بكل فروعه المعرفية والعقدية لمنظار وزاوية التصور الغربي وتوظف جامعاتنا في حقول الإنسانيات لهذه المهمات المريبة بزعم العلم، ثم ينبش في التاريخ بحثا عن واقعة حرق كتب "ابن رشد" وقتل "الحلاج" وتعقد في ذلك الندوات بجامعاتنا المختطفة من هؤلاء، ولا يكتب بالمقابل حول إعادة قراءة تاريخ الغرب منذ تكوّن مركزيته التوسعية الإحلالية لا يكتب ولا تعقد الندوات حول الفعل التوسعي الغربي منذ قرون ونتائجه السيئة على العالم من خلال إبادة شعوب بأكملها وإنهاء حضارات وثقافات، فهم يعتبرون ذلك فتحا أسس للحداثة ويحتفلون به إنهم لا يكتبون حول التصور الفكري المتعالي القائل بعلوية الرجل الأبيض، والذي مثّل الخلفية الضمنية أو المصرح بها التي رافقت جل منظري المركزية الغربية ممن قدموا كرموز عالمية ومفكري أنوار إنهم هؤلاء من بيننا الذين استولوا على مجمل أدوات التشكل الذهني لدينا وأولها الجامعات في حقل الإنسانيات، هؤلاء الذين يمكنهم بسهولة التجرؤ على رموز الإسلام بل على نبيه بل على الإسلام ذاته حد تحويله لمجرد ثقافة تقارب ما لدى القبائل البدائية، وتؤسس في جامعاتنا المخابر التي تتفرع من هذا التصور التي تدرس الظاهرة الدينية في مسعى للتأسيس العلمي لفهم الاسلام كثقافة لكنهم يستحيل ذكرهم أي من "مفكري الأنوار" بسوء وإياك إن اقتربت من "هؤلاء العظام" أو نقلت قولة عنهم بتأويل أو خطأ، فستواجه بعاصفة من الرفض أين منها رفض متطرفي عبدة البقر والفئران إنهم هؤلاء الذين يديرون جامعاتنا وينظمون الندوات حول الإرهاب الإسلامي لكنهم لاينظمون الندوات حول تاريخ الإرهاب الغربي المؤسس والمبرر له فكريا والمبنى حول مفهوم علوية الرجل الأبيض إنهم الذين يتجاهلون شعوبا كاملة أبيدت بفعل إرهاب المركزية الغربية، وهذا التعامل المزدوج مع نفس المفهوم (الإرهاب) والإنتقائية المصاحبة لعيناته، يطرح أسئلة عديدة حول الأدوار الايديلوجية المشبوهة والخدمات الإلحاقية بالغير التي تلعبها بعض جامعاتنا إنهم هؤلاء الذين يعقدون الندوات حول الخوف فتكون مواضيع مفكريهم ومثقفيهم المستدعين حول تاريخ الخوف منتقاة من مراحل الاسلام، لكنهم يتجاهلون طيف الخوف الواسع في التاريخ الأروبي منذ العصر الوسيط وحتى للعصر الحديث، في مسعى انتقائي لتشويه مساحة الاسلام من خلال توظيف الفعل العلمي والجامعات التونسية ومراكزها البحثية هذه بعض عينات المفكر التابع والمثقف التابع، الذي يجب أن يكون أول من علينا إدراك خطره باعتباره الوكيل الممثل للغرب لدينا، فهؤلاء أدوات التبرير والإقناع بجدارة التبعية للغير وإدامة انحطاطنا، وواجبنا تحرير مؤسساتنا منهم وسيكون ذلك شرط الانعتاق من الغرب -------------------- فوزي مسعود #فوزي_مسعود الرابط على فايسبوك يقول بإعادة قراءة التراث الإسلامي ولا يقول بإعادة قراءة المركزية الغربية  8-08-2023
 |
|||||||||
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||