فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 395 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تقييم الفرد يبقى من دون معنى الى أن نتعرف على المقياس المستعمل في ذلك التقييم
خذ شخصا ما عين مسؤولا، أحدهم سيقيمه لوسامته، الآخر سيقيمه لانتمائه الجهوي، وآخر سيقيمه لعمره ومدى شبابه، وآخر سيقيمه لمستواه العلمي ولاختصاصه
كل هؤلاء سيصدر حكما على ذلك الشخص، ونحن إن تعاملنا مع التقييمات كنتيجة فقط، فإننا سنساوي بين زوايا نظر مختلفة لأننا تجاهلنا تفاصيلها، وهذا تقييم فاسد، لذلك النتيجة فقط لاتكفي لتقييم الفرد
-------------
التقييم يجب فيه قواعد واضحة لكي يكون الحكم معروفا على ماذا استند، وأنا هنا أقدم قاعدتين لتقييم المسؤولين، ومنهم هذا الذي عينه المنقلب "رئيس حكومة":
- أولا الفرد نسبة للإطار العقدي
- ثانيا الفرد نسبة للفعل السياسي
حينما نطبق هاتين القاعدتين
1-هذا الشخص له أصول فرنسية، فأمه فرنسية وبعض عائلته عملوا ضباطا في الجيش الفرنسي، ويبدو أنه هو أصلا فرنسي (ولاء مزدوج ويلطف اللفظ ويسمى جنسية مزدوجة)، هذا الارتباط بفرنسا لوحده يجعلنا نرفض هذا الشخص من دون الدخول في أي تفاصيل تقنية أخرى، يجب أن يكون القرب من فرنسا مقياسا عقديا للحكم على الأشخاص، وإذا أضفنا لذلك هواه المعادي للإسلام، فيكون كل ذلك كافيا لرفضه
2- هذا الفرد المعين من طرف الانقلاب، هو مجرد تفصيل من منظومة الإنقلاب، فلا يجب أن يهمنا هذا التعيين كثيرا أو قليلا، لأن تتبع تفاصيل مسؤولي الانقلاب والنظر في مدى جدارتهم المهنية والعلمية، يعني قبولا ضمنيا بالإنقلاب، بينما نحن نرفض الانقلاب كمنظومة وليس كتفاصيل
إذن هذا المعين مسؤولا، يجب رفضه باعتباره فرنسيا، ثم باعتباره فعلا من منظومة الانقلاب لا يجب أن تهمنا تفاصيله
غياب منهج للتعامل مع الواقع، يجعلنا سلبيين وغير مدركين للحقيقة، لهذا أعيد قول أن مشاكلنا في أصلها فكرية منهجية