فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 373 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يتم بناء القدوة لدى الناس من خلال الانطلاق من صفة أو فعل لدى الفرد القدوة، ثم يقع تعميم ذلك التميز والايجابية على كامل شخصيته، لذلك يتحول المغي (الفنان) المتميز في الغناء لقدوة في الحياة، وما حصل هو أنه افترض أن ذلك المغني متميز كذلك في السياسة والثقافة والحياة عموما، لذلك تتخذ مواقفه في كل تلك المساحات مرجعا
-------------
الموقف من فرد ما في مستوى الإعجاب أو الاحترام أو التقدير، هو موقف يتعلق بصفة أو فعل ما في تعلقه به، وليس في تعلقه بذلك الفرد ككل ولا بشخصيته، فهو تعلق جزئي نسبة للفرد
أي أننا حينما نعجب بأحدهم فإننا نعجب بفعله أو موقفه أو صفته أي ببعض من ذلك الشخص، لكننا نستدعي ذلك الأعجاب بالصفة في الاعجاب بالشخصية ككل، فنعمم بعض الموقف على أنه كل الموقف
وهذا مبني على فرضية ضمنية غير مثبتة تقول أن الفرد ما دام قد قام بذلك الفعل الجيد أو له تلك الصفة الجيدة، فإن باقي أفعاله أو باقي صفاته ستكون أيضا جيدة
هذا افتراض غير سليم، لأنه انتقال من الخاص للعام، وهذا ليس بالضرورة صحيحا
لذلك فإن المواقف التي تعجب بالشخص ككل من خلال بعض أفعاله تؤدي لنتائج سيئة، كأن يسيطر فرد على مساحة الأفعال رغم أنه تميز في نوع واحد منها فقط
نتيجة ذلك يكون الفرد الموسر الغني مثلا متسيّدا للفعل الثقافي والعلمي والفني، بفعل افتراض أنه مادام متميزا وله كفاءة في جمع المال فهو كذلك متميز في غيرها من الأفعال
ويكون الكريم المتصدق بالمال، متسيدا لمساحات أخرى من خلال افتراض أنه كذلك شجاع وأنه تقي وأنه حكيم رغم أنه لم يختبر في أي من تلك الصفات
ويكون المتميز في العلم الشرعي (الديني) قدوة في السياسة والثقافة والفكر، رغم أنه يوجد فرق بين تلك المجالات، وتميز في إحداها لايعني بالضرورة تميزا في غيرها
ويكون المتميز في الرقص والغناء، قدوة لأنه وقع افتراض أنه مادام تميز في الغناء فإنه لا شك متميز في القدرات الذهنية والسياسية والثقافية والعلوم، لذلك يتحول نجوم الغناء لقادة رأي في السياسة والثقافة، رغم أنهم لا يملكون مؤهلات ذلك