فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 492 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك ممارسات لن تنتهي من الوجود، مثل تنازع المصالح بين البشر واختلافهم في الطباع ووجود الحب والكره والخير والشر وتفرق الناس في تقييم الموجودات
هذه أشياء لايمكن أن تنتهي لأنها من طبيعة الوجود البشري، كل ما يمكننا فعله هو التعامل معها
الذي يجعل برنامجه إنهاء الشر وتعويضه بالمحبة بين البشر، إنما هو فرد عابث أو غرّ لايعرف ماذا يفعل، لأنه يبذل مجهودا في أنشطة مستحيلة
الآن، حينما يأتينا أحدهم مثلا ويقول أنه يريد توحيد كل التونسيين أو نزع التباغض بينهم أو إنهاء التفرقة خلالهم، فهذا يتحرك في مساحة المستحيلات وهو كأنه يعبث معنا
نحن ليس لدينا في هذه الدنيا فائض من الطاقة ومن الوقت لنبذره في مساحة المستحيلات، وليس من أدوارنا جمع الناس على المحبة ولا إنهاء التنازع بين البشر ولا إخماد التفرقة بينهم، وإنما علينا التعامل مع الموجود وتوجيهه لمصلحتنا
لذلك علينا التحرك في الممكنات لا في المستحيلات، لأن الناس متفرقون بطبعهم والصراع حتمية بشرية (*)، وكل فرد تؤطره بالضرورة تصورات عقدية عليا، إذن على الفرد أن يلزم مساحته ويستغرق فيها ويبذل الجهد، فينتج المعنى والفعل، لان أن يبذّر حياته متنقلا تائها تتقاذفه مساحات مختلفة، ثم ينتهي وهو لم يحصّل شيئا
-----------------
(*) الصراع ليس بالضرورة بمعانيه الجدلية الماركسية ولا الهيجلية، ينظر لكتابي القادم: "المركزية العقدية"، حول التنازع في المعنى وحتمية الصراع البشري