الكلام لكي تكون له قيمة يجب أن يدور في مساحة الممكنات
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 383 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن أردنا نقد طرف ما علينا البحث في تقصيره في ما يمكنه فعله وتخلف عنه، بالمقابل النقد في ما لايدخل في ممكناته، تقييم فاسد وهو ليس نقدا
فنحن يمكن أن نلوم طبيب الأسنان عن تقصيره مع مريض بالاسنان، لكن لو أننا لمنا نفس الطبيب عن عدم تفطنه لاعراض مرض القلب، فسيكون لوما في غير محله لاننا نلوم الطبيب على ما ليس من ممكناته
وحينما نلوم مدرس مادة اللغة عن عدم اعانته التلميذ في تدريس مادة الرياضيات سيكون لوما غير مؤسس ولا قيمة له
-------
الان حينما نطلب من عامة الناس أي الشعب بوجوب التحرك ضد الانقلاب ونلومهم عن عدم ذلك، فهذا من نوع اللوم مما ليس في مجال الممكنات
وحينما نعقد مقارنة كيف تتحرك الجموع في أنشطة ترفيهية تافهة أو جدية، ولا يتحركون في أنشطة رفض الانقلاب، هذه أيضا مقارنة فاسدة
النشاط السياسي نسبة للواقع اي التحرك يكون وجوبا من خلال أطر جماعية كالأحزاب والمنظمات وليس بتجمعات فردية هكذا يقوم بها الافراد عشوائيا، فلوم الفرد اذن لوم غير مؤسس
ثم ان سعي الناس في الترفيه يدخل في أصل مساحة الفرد، بينما النشاط السياسي ليس كذلك، فلا يصح مقارنة علاقة الفرد بالفعل الترفيهي من جهة مع علاقته بالفعل السياسي، لانهما ليسا سواء
تغيير الواقع يفرض علينا التعمق في الفهم لا إلقاء المسؤوليات هكذا عشوائيا
صحيح، الناس في اقبالهم على المهرجانات والمناسبات التافهة، يتحملون بعض مسؤولية، لكن المسؤولية الاكبر في ذلك تقع على الادوات التي تتحكم فيهم وترضخهم ذهنيا، اي ان المسؤولية تقع على آليات التحكم الجماعي وهي مسؤولية سياسية ومسؤولية من يقف وراء منظومات التوجيه الجماعي من تثقيف وتعليم واعلام