لماذا لايوجد أي مهرجان أو ساحة باسم أحد شهداء التيار الاسلامي
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 390 محور: مختلفات
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اليساريون جعلوا من الهالك شكري بلعيد، رمزا، وهم رغم أنهم ليسوا بالسلطة ورغم أنهم غرباء عقديا ورغم أنهم أصحاب مشروع مغالب ودعاة تبعية، فإن كل ذلك لم يمنعهم من الفعل والتأثير بتوظيف عملية قتل غامضة لشكري بلعيد، فأحاطوا مقتله بمصطح الشهيد ذي الظلال الاسلامية رغم أنه البُعد الذي يحاربونه، فانتحلوه وذلك لكثافته الدلالية الحسنة في الاذهان، فسموا الساحات العامة ودور الثقافة باسمه وعقدوا المهرجانات والندوات الفكرية التي تذكّر به، ليزرعوا وجودا لهم في المخيال العام التونسي يقاومون به عوامل غربتهم
ثم ينافس اليسار في الفاعلية القوميون، حيث سموا الشوراع باسم البراهمي الذي قتل في ظروف مريبة تجعلها عملية قتل لا علاقة لها بالشهادة وظلالها الاسلامية التي يحاولون إلصاقها باسمه كلما ذكر
وآخر مصاديق فاعلية هؤلاء تأسيسهم مهرجانا باسمه، وهو: مهرجان الشهيد محمد البراهمي للثقافة العربية، وسيعقد بدرا الثقافة ابن رشيق
---------------------
بالمقابل لا نجد في كل تونس، أي ساحة أو دار ثقافة أو مهرجان يحمل اسما من أسماء عشرات الأبطال أبناء التيار الاسلامي نساء ورجالا، الذين عذبوا واغتصبوا وقتلوا تقتيلا
التيار الاسلامي أكثر من قدم الضحايا وأكثر من يصدق عليهم مصطلح شهيد لأنهم يتحركون في أفق المرجعية الاسلامية ونصرة الاسلام ، لكن لأن من يقود تلك التيارات شراذم من المنكسرين، فإنهم لم يفلحوا في تحويل طاقات التضحية العريضة التي قدمها ابناء تيارهم لنتائج في الواقع
هذه بعض عينات الفاعلية حين حضورها وحين غيابها، ولهذا السبب علينا أن ننظر في داخل صفوفنا بغرض إزالة عوامل الضعف من بيننا قبل أن ننظر للعدو الخارجي ونحمله مسؤوليات تهتكنا وغياب أثرنا في الواقع
مشكلتنا في تلك الرموز والحكماء المزعومين الذين جعلتموهم سادة عليكم فضلّوا وأضلوكم، ثم كان نتيجة ذلك أن مكنوا للغرباء عقديا منتسبي فرنسا يستبيحون مؤسساتنا وساحاتنا ويحولونها لمنارات باسماء رموزهم