التهجم على زياد الهاني: وجوب توفر منهج لتقييم الأفراد
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 504 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قرأت اليوم كتابات تشكك في زياد الهاني و تقول بشبهة تواطئه مع الانقلاب بعد أن تم ايقافه ليلة، خرج بعدها يصف "ظروف الايقاف الجيدة وحسن التعامل مع الموقوفين الذي أبداه ضباط الأمن"
وخلص أصحاب الكتابات والتعليقات أن زيادا هذا مشبوه، وبدؤوا يستعيدون مواقفا قديمة له تؤكد ذلك
هذه الطريقة في تقييم الناس يمكنني أن أسميها "الاستفاقة البعدية"، أي استفاقة تقع بعد الفعل، وهي تأتي بالطبع متأخرة على الحدث، فهي استفاقة لاقيمة لها
سبب هذه الاستفاقة البعدية أننا لانملك منهجا واضحا نستعمله في تقييم الناس، فتكون التناولات ذاتية تقرب للعشوائية
أنا لدي منهح أعلنته منذ فترة سابقة، وهو الذي جعلني أنفض يدي من زياد الهاني هذا وغيره منذ سنوات (1)، وقد كتبت في هذا من قبل، ولم أكن في حاجة لأن يدخل السجن ويشكر الانقلاب لكي أكوّن رأيا
المنهج محوره:
- مدى القرب من المركزية الغربية وتبني محوريتها في الواقع ومجالها المفاهيمي والدفاع عنها، وبالتوازي مدى العداء للمركزية الاسلامية ومجالها المفاهيمي والدفاع عنها
- مدى القبول بالربط الحالي اللامادي مع فرنسا أي مدى قبول واقع التبعية الثقافية واللغوية ثم الاقتصادية مع فرنسا
- هل يعتبر واقعنا الذي أسسته فرنسا منذ عقود مابعد خروجها الشكلي مقبولا، هل يتم القبول بهذا الواقع الذي يدور مفهوميا في أفق المركزية الغربية ومنه تتغذى أدوات التشكيل الذهني بتونس من تعليم وتثقيف وإعلام، أم أن واقعنا مبني على أساس صمم لإدامة خدمة مصالح فرنسا اللغوية والثقافية والاقتصادية، وعلينا بالتالي عدم البناء عليه باعتبار أساسه الفاسد وإنما يجب أولا تفكيك ربط أدوات التشكيل الذهني بالمركزية الغربية في سبيل التأسيس لواقع جديد
هذا منهجي يساعدني في فهم الواقع وتصنيف فواعله، منهج ادعو إليه ولكني لا ألزم به أحدا، لذلك يمكنكم انتم ان توجدوا منهجا يخصكم بمحتوى آخر، المهم ان تكون احكامكم وتصنيفاتكم للواقع وفواعله مبنية على قواعد واضحة ونخرج من العشوائية
#مشكلتنا_فكرية_منهجية
--------------
(1) وهو المنهج الذي جعلني أقول أن بعض قادة النهضة منتمون لمنظومة فرنسا
وجعلني اقف ضد ياسين العياري ولينا بن مهني وسمير ديلو منذ بدايات الثورة، وغيرهم الكثير
***************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود