فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 569 محور: تفكيك منظومة فرنسا
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
علينا أن نعتمد مقاييسا مبررة وذات سند موضوعي حين تقييم واقعنا وفواعله من سياسيين وغيرهم
علينا اعتماد مسطرة ذات عمق فكري ما لكي نبرر مواقفنا، وإلا فإن كلامنا يصبح مجرد تحكمات ومصادرات لامعنى له، لأنه لا قيمة لكلام لايستند لتبرير
واقعنا حاليا في طور إعادة التشكيل، وعلينا أن نؤسس لمواقفنا أي البرهنة على كل شيء والكفّ عن الإنطلاق من المسلمات التي تحكمنا منذ عقود
علينا إعادة النظر في المسلمات والفرضيات التي بني عليها واقعنا لأنها مقدمات وأرضية تحكمنا ضمنيا وتؤثر فينا لكننا لم نساهم في إيجادها ولم نستشر في وضعها
واقعنا الحديث أسس على هيكل نظري مفاهيمي صممته منظومة فرنسا واجتهد في الترويج له من يسمى نخب الاستقلال وهم الذين عملوا على اقناع التونسيين به طيلة عقود حكمهم لنا، كانوا أدوات فرنسا لتكريس تبعيتنا الذهنية والاقناع بصغارنا وعجزنا الأبدي وإنتاج كره الذات لدينا المتوازي بالترويج لعلوية فرنسا وسموّ المركزية العقدية الغربية ومجالها المفاهيمي، وقد نقلوا تلك المعاني لنا من خلال أدوات الإخضاع الذهني التي تحكموا فيها من تعليم وتثقيف وإعلام
وهذا وضع غير سوي علينا التحرر منه وعدم القبول به أو البناء عليه والتعامل معه كمعطى سليم مثلما كنا نفعل منذ عقود، ويبدأ ذلك بالتخلص من البناء الفكري العقدي المؤسس لتونس الحديثة
علينا التساؤل حول البناء اللامادي المؤطر لنا، علينا التحرر من المجال المفاهيمي للمركزية الغربية والخروج من تأثيراته التي تخنقنا
علينا التوقف والنظر بعمق وطرح الاسئلة لا أن نواصل المضي في طريق نعرف أنه يقودنا للتحلل وتأبيد وضع الدونية