يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يتداول البعض بفرح كبير خبر دخول رجل دين مسيحي أمريكي الاسلام
الحقيقة لا أعتقد أن دخول ذلك القسّ الاسلام سيكون فيه أي إضافة، ولا أفهم بالتالي سبب ذلك الفرح
مشكلتنا كمسلمين لم تكن يوما قلة العدد حتى نفرح بزيادتنا بواحد أو حتى بألف
مشكلتنا كانت ومازالت في مستوى الفاعلية، نحن كمّ كبير من دون فعل يوازي تلك القوة
حينما تنعدم الفاعلية سيكون التعداد من دون إضافة وتصبح الألف كالواحد
بعض مظاهر ضعفنا وسطحيتنا الذهنية، فهم كل شيىء بمنطق الكم والتعداد، والحال أن تلك مقاييس الماديات، بينما اللاماديات من أفكار وعقائد لا تقاس بالكمّ وإنما بمعيارية تدور حول جدارة صيرورة التحول لمركزية عقدية عالمية والتأثير في الغير، وهذه كلها معايير لا نبرز فيها ولا قيمة لنا في سلمها
فإسلامنا مختزل في إسلام ثقافي أي ممارسات تدينية شكلية دورية كالأعياد والجُمَع الموجهة من طرف السلطات السياسية ورمضان، وإسلام هوية أي ممارسات ترمّز لانتماء الفرد والمجموعات وتفرزهم خلال واقع معين ضمن المجموعات الدينية والعرقية الأخرى
بينما لا أثر لإسلام العقيدة أي إسلام المركزية العقدية العالمية التي يجب أن تؤطر العالم بمعاني مفاهيم الاسلام وتصوراته
حيث المركزية العقدية الغربية الآن هي التي توجه العالم بمفاهيمها للوجود وتصبغ بمعانيها أدوات التشكيل الذهني من تعليم واعلام وتثقيف
فلا أثر للاسلام في أي من أدوار المركزية العقدية العالمية، ويقبل المسؤولون على شؤون الاسلام ممن يقال أنهم علماء ومؤسسات، بهذا الوضع التابع السلبي الانسحابي بتسليم غريب، لأنهم يفهمون الاسلام أنه مجرد طقوس وليس مركزية عالمية ويقبلون بوضعه تابعا المركزية الغربية
بالمقابل تجدهم مهمومين بالأنشطة التعبدية الفردية حيث يفرحون ويعتنون بمناسبات أقل أهمية كمثل دخول أحدهم الاسلام أو غيرها من الانشطة المشابهة كالتنافس في بناء أرقى المساجد والإسراف في تأثيثها