البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس والصفحة الأخيرة

كاتب المقال أسامة جاويش   
 المشاهدات: 1398



الإجابة تونس.. هكذا كنا وهكذا قلنا وبهذا آمنا، فقد كانت تونس قبل كتابة هذا المقال هي الإجابة عن كل الأسئلة الممكنة وغير الممكنة، منذ أن أشعل محمد البوعزيزي النار في نفسه معلنا بداية الربيع العربي، الذي كتبت الثورة المضادة صفحته الأخيرة في البيان الأخير للرئيس التونسي قيس سعيد.

انقلاب على الدستور، وانقلاب على الثورة، انقلاب على الشرعية والديمقراطية، وبيان حديث قديم أعلن به السيسي انقلابه العسكري على التجربة الديمقراطية في مصر في تموز/ يوليو 2013، وها هو قيس سعيد يعلن انقلابه بالكلمات نفسها وبقرارات مشابهة، وبدعم من قيادات عسكرية كما أظهرت الصور التي سبقت هذا البيان.

ينص الفصل الثمانين من الدستور التونسي، على أن الرئيس التونسي لا يمكن أن يتخذ قرارا بحل البرلمان التونسي حال اتخاذه قرارات استثنائية تمس حالة الأمن والسلم العام في الشارع التونسي، ولكن سعيد لم يعبأ بهذا بالدستور ولم يحترم مؤسسات الدولة التونسية، فقرر تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه كافة، وأطلق يد النيابة العامة لملاحقة أعضائه، وهو استنساخ لما فعله السيسي في مصر، عندما عطل العمل بالدستور وعيّن رئيس المحكمة الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد، ثم أطلق يد الجيش والشرطة لاعتقال الجميع.

كتالوج الانقلاب العسكري واضح، تسير عليه قوى الثورة المضادة بقيادة الإمارات وبتنفيذ السيسي ومجلسه العسكري. مشاهد حرق مقرات الإخوان في مصر والاعتداء على قياداتها وتدمير ممتلكاتهم العامة والخاصة، وتسويقها بأنها تصرفات غاضبة من بعض الثوار الغاضبين من جماعة الإخوان؛ هي نفسها ما تابعناه في الساعات الأخيرة في تونس من حرق واعتداء على مقرات حركة النهضة وتدمير ممتلكات أعضائها العامة والخاصة أيضا.

أنا سأقود السلطة التنفيذية وسأقوم بترؤس الحكومة، وسأختار رئيسا للحكومة يقترح عليّ أسماء الوزراء وأنا من أوافق عليهم، أنا أقوم بعمل البرلمان وعمل النيابة وعمل المحكمة إن استدعى الأمر، أنا من أجمد البرلمان، وأنا من أرفع الحصانة عنهم وأنا من أحاسبهم وأنا أيضا من يعطل الدستور. قيس سعيد في لحظة قذافية موسيلينية، جمع فيها بين طغيان هتلر وجنون السيسي ومكر ابن زايد وإجرام محمد بن سلمان.

هي لحظة انقلابية بامتياز، تكتب بها الثورة المضادة الصفحة الأخيرة في عقد الربيع العربي. لا تريد الإمارات ومصر والسعودية أن تستمر أي حالة نجاح لثورات الربيع العربي، استقبلوا قيس سعيد ودعموه ولقّنوه ما يقول وماذا يجب عليه أن يفعل ومتى يفعل، فكانت تونس على موعد مع رئيس يتودد للجيش والعسكر ويهاجم المؤسسات المنتخبة، يخترق الدستور ثم يتشدق باحترام الدستور حتى جاءته لحظة مناسبة انقض فيها على الثورة ورجالاتها.

وكأنه بات حراما على الشعوب العربية أن تتلمس أنفاس الحرية، وكأنه بات ممنوعا على أبناء الربيع العربي أن يعيشوا بإرادتهم. ما حدث في تونس، يؤكد أنه لا حياة لهذه الشعوب العربية طالما ظل أمثال السيسي وابن زايد وابن سلمان على عروشهم، فهؤلاء لا تهمهم لا حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة اجتماعية، فلتبقى عروشهم وليخلد حكمهم ولتذهب الشعوب إلى الجحيم.

التجربة أثبتت أن مثل قيس سعيد كمثل السيسي، لا يحترمون دستورا ولا يتحملون حياة مدنية تقودها مؤسسات منتخبة، هؤلاء أعماهم جنون العظمة وأغواهم دعم حكام الإمارات. وباتت الكرة الآن في ملعب الشعب التونسي، فلا يجب القبول بانقلاب كهذا دبر بليل في قصور الحكم في مصر والإمارات. الشعب التونسي يجب أن يتحرك فورا لحماية مؤسساته من الانقلاب، وحماية ثورته من السرقة، وحماية أصواته من أن يدهسها رئيس باع شعبه من أجل عيون السيسي والإمارات.

الأيام القادمة ستكون صعبة وفارقة في التاريخ التونسي، قيس سعيد يهدد من يعترض بأنه سيواجه الجيش في الشوارع. حركة النهضة اعتبرت ما جرى انقلابا صريحا على الدستور والمؤسسات، ولكن الأمر المقلق بالفعل أن تسمع أصواتا في الداخل التونسي يبدو وكأنها لم تتعلم الدرس من الخراب الذي خلفه انقلاب السيسي في مصر، هؤلاء بدؤوا يتحدثون عن أخطاء النهضة التي أوصلت تونس إلى ما وصلت إليه، ولم تخرج منهم كلمة واحدة رافضة للانقلاب الذي قام به قيس سعيد.

لهؤلاء تحديدا أقول: لا تشاركوا في كتابة الصفحة الأخيرة للثورة التونسية، فليلة السكاكين الطويلة تطال الجميع، ولكم في مصر العبرة والعظة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنقلاب التونسي، قيس سعيد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-07-2021   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رشيد السيد أحمد، عزيز العرباوي، يحيي البوليني، د - الضاوي خوالدية، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، كريم فارق، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، أحمد النعيمي، محمد شمام ، أبو سمية، صلاح الحريري، أحمد بوادي، د- جابر قميحة، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد علي العقربي، كريم السليتي، مراد قميزة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، أ.د. مصطفى رجب، صباح الموسوي ، عمار غيلوفي، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، رضا الدبّابي، علي عبد العال، د. أحمد بشير، ياسين أحمد، ضحى عبد الرحمن، المولدي اليوسفي، فوزي مسعود ، حسن عثمان، نادية سعد، علي الكاش، خالد الجاف ، د.محمد فتحي عبد العال، بيلسان قيصر، د - محمد بن موسى الشريف ، يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، مجدى داود، عبد الله الفقير، مصطفى منيغ، محرر "بوابتي"، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، عواطف منصور، د - شاكر الحوكي ، رافد العزاوي، أحمد ملحم، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد العزيز كحيل، سلام الشماع، سليمان أحمد أبو ستة، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، محمد العيادي، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، فتحـي قاره بيبـان، محمد أحمد عزوز، الهيثم زعفان، عبد الرزاق قيراط ، إسراء أبو رمان، صفاء العربي، صلاح المختار، سامر أبو رمان ، أنس الشابي، طلال قسومي، عمر غازي، فتحي الزغل، سفيان عبد الكافي، ماهر عدنان قنديل، سامح لطف الله، محمد يحي، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، سعود السبعاني، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، رمضان حينوني، طارق خفاجي، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، محمود سلطان، حاتم الصولي، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عبد الآله المالكي، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حميدة الطيلوش، فهمي شراب، محمود طرشوبي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز