البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

طارق رمضان كقضية أوروبية

كاتب المقال هاني بشر   
 المشاهدات: 2607



ينتمي طارق رمضان إلى أوروبا، بحكم المولد والنشأة والتعليم ونطاق التأثير، أكثر مما ينتمي للعالم العربي. ولذا ينبغي أن ننظر لقضيته بالمنظور الأوروبي وخاصة الفرنسي. كما أن اختزال القضية في مسألة الإسلاموفوبيا ليس مفيدا ويعد تبسيطا مخلا لصورة أكبر وأوسع، رغم أن للقضية أبعادا تتعلق بمسألة الصورة النمطية عن المسلمين والكراهية.

وربما لا يعلم كثيرون أن مثل هذه القضايا متكررة مع عديد من الشخصيات الإسلامية في الغرب لأسباب مختلفة، ولم نسمع عنها لأن هذه الشخصيات ليست بشهرة طارق رمضان. وكثير منهم تثبت براءاته بعد سنوات من المحاكمة؛ لكن بعد أن يكون قد تم استنزافهم نفسيا وماديا ومن ناحية السمعة أيضا. والقاسم المشترك بين معظم هذه القضايا هو أمرين أساسيين وهما غياب الحملات الحقوقية الجادة وغياب آلية تواصل إعلامي حرفي مع الجمهور.

ويعد الإعلام هو الساحة الأبرز التي تجري فيها محاكمة الشخصيات الإسلامية، بحق أحيانا وبغير حق في معظم الأحيان. ويمكن أن توجه أصابع الاتهام للعديد من وسائل الإعلام الغربية، لكن علينا ألا نغفل أن هناك شبه غياب لأية طريقة احترافية في تعامل معظم الشخصيات والمؤسسات الإسلامية مع وسائل الإعلام الغربية، في الوقت الذي يتعاقد خصومهم فيه مع صحفيين وشركات علاقات عامة لتشويه صورتهم. وليست مهمة هذه الشخصيات أو المؤسسات أن تحترف العمل الإعلامي بقدر مسئوليتها عن أن تولي هذا الجانب اهتماما أكبر عبر تعيين متحدثين محترفين لها وعمل خطط إعلامية للتواصل مع الرأي العام.

أتذكر أن زميلا باحثا في إحدى الجامعات البريطانية أصدر دراسة اجتماعية. وقبل أن تنشرها الجامعة في وسائل الإعلام، أخضع القسم الإعلامي بالجامعة هذا الزميل لعدة جلسات تدريب للتعامل مع الصحفيين ومراجعة الأسئلة المتوقعة وأفضل الطرق للإجابة عليها والنجاة من الأسئلة التوريطية. كل هذا وقد كان الأمر يتعلق بدراسة اجتماعية، فما بالنا بقضايا شائكة وحساسة.

الأمر الذي لم نلمسه في التناول الإعلامي لقضية طارق رمضان. فبعد أشهر من غياب أي متحدث باسمه في وسائل الإعلام الفرنسية، أخيرا تم توكيل محامٍ جديد له أفحم الحضور في أول ظهور إعلامي له على قناة فرنسية. ونتمنى أن يكون هذا مقدمة للتعامل بشكل أفضل مع وسائل الإعلام وليس أمرا عارضا.

الأمر الآخر يتعلق بالحملات الحقوقية الجادة. فليس منطقيا أن يكون اللجوء للمنظمات الحقوقية انتقائيا وقت الأزمات التي تمر بها الشخصيات الإسلامية العامة أو المؤسسات الإسلامية في الغرب. فهذا يصلح على مستوى الأفراد حين يلجؤون لهذه المنظمات حين تقع عليهم مظلمة.

أما على مستوى المؤسسات والشخصيات العامة فلابد أن تكون هناك شراكة حقيقة مع المنظمات الحقوقية ذات المصداقية وأن يتم دمج رسالة هذه المنظمات الحقوقية ضمن الخطاب الديني والاجتماعي للمسلمين في الغرب. لأنه من ناحية، يمثل جزءا من رسالة الإسلام ومن ناحية أخرى يمثل حماية لهم وقدرة على فهم آليات توثيق الانتهاكات والتعامل القانوني والسياسي معها.

وكان من المفترض، إن كان هذا الأمر متحققا، أن تكون قضية طارق رمضان على سلم الأولويات الحقوقية في ظل الانتهاكات العديدة التي يتعرض لها. وهي قضية تتشابه كثيرا مع قضايا سياسية مغلفة باتهامات الاغتصاب كقضية جوليان أسانج الذي أسقطت عنه النيابة السويدية تهم الاغتصاب بعد سبع سنوات أو الزعيم الماليزي أنور إبراهيم الذي برأته المحكمة من تهم الشذوذ بعد ست سنوات من الحبس الانفرادي.

يستحق طارق رمضان تضامنا حقوقيا ومتابعة إعلامية أكبر مما يتم حاليا. والأهم من ذلك هو أن تصبح قضيته درسا نتعلم منه. إن كثيرون ومنهم الدكتور عبد السلام حيدر، أستاذ الدراسات العربية بجامعة بروكسل، يرون أن تأثير طارق رمضان الفكري والسياسي يفوق تأثير جده الشيخ حسن البنا. وبالتالي يعد اختزال مشروع الرجل ومجهوده في إطار نسبه العائلي إجحافا كبيرا له. وهي الصفة التي يحرص على تعريفه بها دوما أعداؤه في الشرق والغرب لحصره في إطار سياسي لم يعلن بنفسه أنه ينتمي إليه ولم يكن جزءا من قياداته أو منظريه يوما، رغم افتخاره بهذه الصلة التي يُسأل عنها في كل حوار صحفي تقريبا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

طارق رمضان، فرنسا، محاربة الإسلام، الغرب الكافر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-04-2018   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ضحى عبد الرحمن، محمد علي العقربي، عبد العزيز كحيل، محمد أحمد عزوز، تونسي، أحمد الحباسي، يحيي البوليني، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، ماهر عدنان قنديل، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، سيد السباعي، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، وائل بنجدو، أنس الشابي، علي الكاش، مراد قميزة، سفيان عبد الكافي، حسن الطرابلسي، صالح النعامي ، أحمد ملحم، عمر غازي، العادل السمعلي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد العيادي، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بوادي، حسن عثمان، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العربي، فهمي شراب، عواطف منصور، رافد العزاوي، أبو سمية، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، فتحي العابد، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، عبد الله الفقير، إيمى الأشقر، د. أحمد بشير، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، علي عبد العال، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، ياسين أحمد، محمد شمام ، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، أحمد النعيمي، سلوى المغربي، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، د- محمد رحال، محمد يحي، محمد الياسين، فوزي مسعود ، محمود سلطان، طارق خفاجي، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، الناصر الرقيق، سامح لطف الله، نادية سعد، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، د - محمد بنيعيش، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، محمد عمر غرس الله، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، بيلسان قيصر، رمضان حينوني، عبد الغني مزوز، رافع القارصي، عبد الرزاق قيراط ، رضا الدبّابي، كريم السليتي، طلال قسومي، المولدي اليوسفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز