د.محمد حاج بكري - تركيا / سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3915
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم يشهد العصر شبيها لما يحدث في سوريه فما هي حقيقه معركتها
معركتنا في سورية يا سادتي ليست ان نقول للاصلاح.. لا.. او نقول للاصلاح.. نعم. معركتنا ليست معركة توريث.. او فساد.. او دستور. معركتنا ليست معركة حرية الكلمة.. او قمع الكلمة. هي ليست معركة بين معارضة الداخل والخارج.. او بين افكار ورؤى. وليست معركة تفاضل بين مثقفين وكتاب وادباء. معركتنا ليست معركة نوادي وكتب وندوات ومعارض ولقاءات. ليست معركة قطط سمان.. تأكلها.. قطط اخرى.. اسمن منها. ليست معركة تنظيمات.. او شهرة.. او اسبقية.. اومكانة.. او صيت.. واولويات. ليست معركة من يزور البلد.. ومن لا يزور البلاد. ليست معركة جهات واصول واعراق. معركتنا ليست معركة سياسية.. وليست معركة الخيمة.. والبدو.. والقبيلة.. والمدينة.. معركتنا ليست اي من تلك المعارك. فكل ما سبق.. معارك.. ما زال بعضها او جلها.. يجري.. وعلى مدار الساعة.. في اعظم وارقى الدول.. واكثرها امن وامان وديمقراطية وحرية واستقرار.
معركتنا يا سادتي.. مصير وطن.. ومستقبل اجيال. معركة حرية وامن وامان.. معركة استعباد.. واحتقار لادمية البشر. معركة عقائد وقيم.. معركة دولة دُمرت.. وعُذب اهلها.. واهين كريمها.. ولم يُرحم صغيرها. معركة وطن.. بُعثرت ثرواته.. بين امن القادة.. ومجون القادة. معركتنا معركة وطن محتل من الداخل. وطن طُعن في اعرافه وتقاليده وعاداته. معركة بلد ارهقها طاغوت.. ارعن اجوف احمق. اسمه بشار الاسد معركة بلد عبثت بها الفوضى.. وعبث بها القمع.. وعبث بها الشر. معركتنا.. معركة ظلم وعدل.. معركة حقوق وقصاص ودماء.
معركتنا لا نريد ان يقف فيها معنا.. او ان يكون طرفا فيها.. من يتهكم على الاخرين وجهود الاخرين.. ويسخر منا.. ومن ديننا.. واعرافنا.. ولهجاتنا. لانريد ان يصطف معنا.. في هذه المعركة.. صاحب قلم.. لين مع الطغاة.. قاس على ابناء الوطن.. ولا صاحب قلم طأطأ للنظام.. غزلا ولين ورقة.. بعد ان ملأ الارض زئيرا.. ولا صاحب كلمات.. يسطح بكلماته ما يمارسه الظالمون.. ولا صاحب قلم يُقرع الضحية.. ويداهن الجلاد.. ولا صاحب قلم يوظف قلمه للرد والرد على الرد.. انتصارا للنفس.. قبل الانتصار للوطن.
معركتنا لا نريد ان يخوضها معنا من يفتح مواقعه.. للطغاة المجرمين.. سفاكي الدماء.. الذين قتلوا ابناء وطنه.. بل ابناء قريته.. ومدينته.. يبررون جرائمهم البشعة.. في حق الوطن.. وفلذات اكباد الوطن.. بحجة حرية الكلمة.. دون مراعاة.. لأحاسيس ومشاعر والام ابناء وطنه.. وامهاتهم الثكالى.. واولادهم.. وبناتهم اليتامى. ليس معنا من يفتح صفحته.. لسفاكي الدماء.. تحت باب.. حرية الكلمة.. ليحدثونا.. عن الحرية والرحمة والانسانية.. فجزء من معركتنا ان نحارب من قمع في سورية الكلمة والانسان والاديان.. لا ان نفتح لهم مواقعنا.. ليواصلوا من خلالها نفاقهم.. ومدحهم.. وعبادتهم لالهتهم.. التي يعكفون عليها.
لانريد ان يقف معنا.. في هذه المعركة.. من يقفز كالجراد.. من نقيض الى نقيض اخر.. ومن مبدأ الى مبدأ اخر.. يلفه الغموض.. يبحث عن الشهرة.. والصيت.. والمال.. والمكانة.. يعتقد انه ملك القضية.. فقط.. لانه من اجيال جديدة.. او يعتقد انه ملك القضية.. فقط.. لانه من اجيال قديمة.. يتحدث عن نفسه وعن تاريخه وعن عطائه.. اكثر مما يتحدث عن الوطن والام الوطن. معركتنا من اجل حرية الوطن لا نريد ان يقف فيها معنا.. جماعة او مجموعة او تنظيم.. تنظر الى غيرها.. نظرة دونية.. تهمها مصلحتها.. اكثر مما يهمها الانسان.. وحقوق الانسان.. معركتنا لا نريد ان يقف فيها معنا.. من يضيف الى الوطن.. جراحا.. بينما لا تعد جراحات الوطن ولا تحصى.
لا نريد ان يقف معنا في هذه المعركة.. متخاذل.. او من ارهقه النضال.. او من فقد الامل.. او من اصيب باليأس.. او من اعتقد ان الطريق سهل.. او من هزم نفسه.. من داخلها.. بنفسه.. او من جلس على ربوة عالية.. يراقب.. هذا.. وذاك.. او من يوظف النضال.. لاغراض.. سياسية.. او مصلحة شخصية.. او متعصب لا يرى الا من منظار عقليته المتحجرة.. المتخلفة.. النتنة.. الضيقة.. بينما اقوى دول العالم.. تتسابق.. وبجنون.. نحو التجمع والاتحاد والتكتل.. بمختلف السنتهم والوانهم ومشاربهم. لا نريد ان يصطف معنا في هذه المعركة.. من يحارب الثورة. عبر الطعن في الثورة.. ولا من يحارب الثورة.. تحت اي مسمى اخر.. فتلك ليست معارك الوطن.. وليست معارك الاحرار.
معركتنا نريد ان يقف فيها معنا.. اهل الوطن.. الذين يحترقون من اجل الاخرين.. والذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة.. والذين لا يخشون في الله لومة لائم.. والذين يناضلون لرفع راية الحرية والعدل والمساواة.. ورفع الظلم عن البلاد.. يبذلون الغالي والنفيس.. من اجل اجيال حاضرة.. ومن اجل اجيال جديدة.. قادمة.. يناضلون.. من اجل رفعة وعزة وكرامة المواطن والوطن.
فلنرتق الى مستوى المعركة.. او فلنفسح الطريق.. بارادتنا.. لمن سيعيد للوطن.. حريته.. فالتاريخ لا يرحم.. وشماتة الطغاة فينا.. مذاقها.. امر على الاحرار.. من العلقم.
والموت.. اهون مليون مرة.. واكثر.. من ان يكون الواحد منا.. حتى دون ان يدري.. ‘ظهيرا للمجرمين’ والظالمين . من ال الاسد وشبيحتهم وداعميهم
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: