البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الغرب يساند إيران في معركة عمرها 500 عام!

كاتب المقال خالد وليد   
 المشاهدات: 3284



بدأت معركة الموصل المنتظرة أخيراً، بعد أشهر طويلة من التحضيرات، وبعد أن احتشدت واحدة من أضخم تجمعات التشكيلات العسكرية منذ حرب غزو العراق 2003 على أبوابها، لتكون معركة مفصلية أخرى في إعادة تشكل الشرق الأوسط، ومسماراً جديداً في نعش اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت، التي شكلت دولاً بالقلم والمسطرة، بناء على رغبة القوى العالمية آنذاك.

ثارات عمرها 500 عام!

تشكل الموصل أهمية كبرى لجميع القوى الموجودة في الساحة في الشرق الأوسط، فمن ايران التي تسعى بضراوة للسيطرة على المدينة عبر الميليشيات الشيعية، التي يتكون منها الجيش العراقي الحالي، والتي تأتمر بأمر إيران ولا تحمل أي ولاء للعراق سوى بالاسم، فعدا عن فكرة الثأر من المدينة، التي مثّل أبناؤها نواة الجيش العراقي وأغلبية ضباطه، الذين ساهموا في هزيمة إيران خلال حرب القادسية الثانية 1980 1988، والتي انتهت بهزيمة إيران وتجرع الخميني السم، حسب تعبيره.

فالأمر بالنسبة لإيران أعمق من ذلك تاريخياً، فالموصل كانت منطلق السلطان العثماني سليمان القانوني الذي مزق ملكهم في القرن السادس عشر للميلاد.
ثم الموصل التي حاربت الأمريكان، وكان لها الكثير من الأثر في الضربات التي تعرض لها الجيش الأمريكي خلال فترة احتلاله للعراق.

هي الموصل ذاتها التي هرب منها عشرات آلاف العناصر من الجيش العراقي الحالي، أمام المئات فقط من عناصر تنظيم "الدولة"، في مشهد لا تستطيع حتى "نظرية المؤامرة" وفرضية تسليم المدينة تفسيره.

أما الأكراد، فهم يحلمون بالموصل منذ احتلت أمريكا العراق، ويحلمون بضمها "لكردستان" بهدف توسيع "دولتهم" المباركة دولياً، والحصول على مساحات أكبر من الأرض والثروات، تمهيداً لإعلان استقلالهم لاحقاً.

إلغاء هوية!

ما يجمع بين القوى السابقة هو عملية إلغاء الهوية الدينية والديموغرافية للمدينة التي تعتبر مدينة عربية سنية، يمثل السنة العرب فيها الاكثرية تاريخياً إضافة للتركمان السنة، فايران تعمل على تهجير السنة من المدينة وإحلال الشيعة محلهم، فيما لم يمتنع أكراد كردستان العراق في الفترة التي تلت غزو العراق 2003 عن تهجير العرب والتركمان من العديد من المناطق التي ضموها لكردستان، حيث شمل التهجير العرب والتركمان (بناء على تقارير الأمم المتحدة)، الحلقة الأضعف في المعادلة والذين لا سند لهم ولا ظهير في العراق.
معركة كسر عظم

المعركة الحالية هي معركة كسر عظم، وتطهير شامل للمدينة بكل ما تحويه الكلمة من معنى، فسيطرة أي من القوتين المهاجمتين على المدينة سواء الأكراد ممثلين بالبشمركة، أو إيران بقواتها المشكلة من الميليشيات الشيعية المختلفة "جحش" جيش الحشد الشعبي، ووحدات الجيش العراقي الأخرى المختلفة التي تتبع بشكل مباشر لإيران، يعني حكماً طرد السكان السنة بعد مجازر واعدامات جماعية، وقصف المدينة بهدف تدميرها وتهجير أهلها وليس لأهداف عسكرية.

فعلى الرغم من الوجود الرمزي لقوات من ما يسمى "جيش العشائر العربية" أو "الحشد الوطني" لكن وجودها يبقى محدوداً وهامشياً، مقارنة بالميليشيات الشيعية، حيث لا يتجاوز تعداده عشرة ألاف عنصر، مقارنة مما لا يقل عن ستين إلى سبعين ألف عنصر للميليشيات الشيعية.

حشد عسكري

الكثير من التقديرات العسكرية حول حجم القوات المهاجمة للمدينة يرفع عدد العناصر المشاركين فوق 120 ألف جندي ما يعني أنها أكبر قوة اجتمعت على عمل مماثل منذ حرب غزو العراق 2003، وهي مدعومة بمئات الدبابات، وعشرات آلاف العربات المختلفة، والآلاف من قطع المدفعية المختلفة، والعشرات من الطائرات، وحتى البوارج وحاملات الطائرات والمنصات البحرية لصواريخ الكروز وغيرها من وسائل الاستطلاع المختلفة.

حيث يشارك حسب تصريحات الجيش العراقي والقوى "الأمنية" العراقية بقرابة 55 ألف عنصر، بقيادة إيرانية فعلياً، ثم البيشمركة بحوالي 40 ألف عنصر، أما أمريكا فمشاركة بخمسة آلاف عنصر سيقدمون الدعم في المعركة حسب تصريح للبنتاغون، إضافة لقرابة 3600 عنصر من قوات التحالف من الجنسيات الأخرى غير الأمريكية.

كما أعلن عن اشتراك قرابة عشرة آلاف عنصر من العشائر العربية "السنية"، والذين يبدو أن دورهم سيكون محدوداً في المعركة وفي ما يحدث بعدها، إضافة لعناصر من "الأقليات" يبلغ تعدادهم خمسة آلاف عنصر سيدخلون في المعركة.

في حين لم يعرف تماماً عدد عناصر "جحش" أو جيش الحشد الشعبي الشيعي التي ستدفع بها إيران، فلا يمكن نفي مشاركتهم في المعركة بسبب ترابطهم العضوي مع الجيش العراقي والميليشيات المختلفة، وبروز الرايات والشعارات الطائفية على أعتدة الجيش العراقي، واختفاء وتنحي العلم العراقي مقارنة برايات الميليشيات الشيعية المختلفة العاملة تحت غطائه .

بالنسبة للحشد الشيعي، فالعدد الكبير من العناصر من القوات أخرى يبدو أنه أعطاهم الفرصة للتفرغ لمعركة أخرى قادمة، أو على الأقل رغبتهم بالتحول لنسق ثاني في المعركة التي ستكون صعبة جداً، تخفيفاً لخسائرهم، وليتفرغوا لارتكاب المجازر والتهجير وهم بكامل قوتهم.

على الجهة الأخرى للمعركة تتحدث بعض التقارير عن وجود ما لا يقل عن مليون مدني في أقل التقديرات، ومليونين حسب أعلاها، ما يجعل الأعمال العسكرية في المدينة صعبة جداً، إن لم تكن مستحيلة في حال الرغبة بالحفاظ على حياة المدنيين.

لكن لا يبدو أن للمدنيين أية قيمة، فأي مطلع على تسليح الحشد الشيعي، أو الجيش العراقي، سيدرك أن الأسلحة المستخدمة وبالأخص بالنسبة للقوى البرية هي أسلحة "غبية" لا تعطي قدرة فعلية على الرمايات الدقيقة، ويغلب عليها الأسلحة المرتجلة والصواريخ المعدلة.

معركة الموصل التي أعلن عنها ستكون واحدة من أهم المعارك خلال هذا العقد، والتي تتلقى فيها إيران دعماً مباشراً غربياً أمريكياً، للقضاء على سنة العراق بحجة تدمير "الارهاب".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الموصل، معركة الموصل، تنظيم الدولة، داعش، الحشد الشعبي، إيران، الشيعة، التدخل الإيراني بالعراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-10-2016   بلدي نيوز

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، رمضان حينوني، محمد علي العقربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن عثمان، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، رحاب اسعد بيوض التميمي، الهادي المثلوثي، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، حسن الطرابلسي، أبو سمية، سلوى المغربي، فتحـي قاره بيبـان، كريم السليتي، كريم فارق، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي، منجي باكير، عواطف منصور، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، بيلسان قيصر، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، عبد العزيز كحيل، المولدي اليوسفي، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، علي الكاش، أنس الشابي، إيمى الأشقر، عبد الله الفقير، سيد السباعي، مصطفى منيغ، عبد الله زيدان، سعود السبعاني، د. أحمد بشير، صلاح الحريري، د. خالد الطراولي ، وائل بنجدو، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، خالد الجاف ، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، د- محمود علي عريقات، سامر أبو رمان ، صلاح المختار، نادية سعد، د - عادل رضا، صباح الموسوي ، ياسين أحمد، محمد العيادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إسراء أبو رمان، محمود سلطان، د - المنجي الكعبي، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، الناصر الرقيق، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد شمام ، عبد الغني مزوز، مجدى داود، د- محمد رحال، طارق خفاجي، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، أحمد ملحم، د. عبد الآله المالكي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد يحي، محمد عمر غرس الله، أحمد الحباسي، سفيان عبد الكافي، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، أ.د. مصطفى رجب، محرر "بوابتي"، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، علي عبد العال، مراد قميزة، طلال قسومي، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز