البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تصعيد إسرائيلي مشفوع بضبط النفس

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3637


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بدا عنيفاً وأكثر شراسة، أول عمل عسكري إسرائيلي ضد قطاع غزة، بعد تولي المتشدد "أفيغدور ليبرمان" وزارة الجيش الإسرائيلي، والذي جاء بحجة وصول صاروخ فلسطيني إلى داخل مستوطنة سديروت المحاذية لحدود القطاع، حيث اغارت أسراباً من الطائرات الحربية الإسرائيلية الليلة الماضية، على بنى تحتية تابعة لحركات مقاومة فلسطينية - الجبهة الشعبية، سرايا القدس وحركة حماس تحديداً) باعتبارها هي من تتحمل المسؤولية عن إطلاق النار من داخل القطاع، كونها هي من تتولى دفة الحكم والسلطة فيه.

كان متوقعاً حجم الرد الليبرماني، وذلك من أجل تأكيده على ترجمة تهديداته باتجاه الفلسطينيين وحماس بخاصة، إلى حقائق عسكرية غير مألوفة، ومن جهة أخرى تثبيت مصداقيته أمام الإسرائيليين وخاصة الرافضين لتوليه منصبه، بأن مثل هذا الرد هو فقط، الذي سيجلب لإسرائيل أوضاعاً آمنة، لا سيما وأنه وحتى قبل انضمامه للحكومة والسيطرة على وزارة الجيش، كان سيخوض حرباً كبيرة ضد القطاع فيما لو كان على رأسها، لنيل النجاح فيما فشل فيه الآخرين، وهو المتمثّل في إنهاء حكم حماس داخل القطاع، باعتبارها هي تأبى السلام، وهي من تتعمد إشعال الحروب.

لكن برغم شدة الرد الذي شاهدناه، فإنه "ليبرمان" لاتزال أمامه موانع ومحاذير داخلية وخارجية ضخمة، تحول دون قيامه بتنفيذ نشاطات عسكرية أكبر، تتجاوز ذلك الرد، وفي ضوء أنه لم يتناول أشخاص أو منشآت ذات خطوط حمراء خاصة وأن شروط الاتفاق مع رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" لتولي منصبه، تنص على أنه محظورٌ عليه إحداث أي تغييرات – جوهرية غير مُعتادة-على سياسة الجيش باتجاه قطاع غزة، وبأن عليه عدم نسيان نفسه، بشأن أي تصعيدات عسكرية، بحيث لا تتجاوز أيّة ردود، حدود قبول المجتمع الدولي لها باعتبارها دفاعاً عن النفس.

سيما وأن إسرائيل، لا تزال في حالة تحاول من خلالها مغادرتها لمكانها تحت الشمس، حيث وضعت نفسها فيه، والتي لا تزال بفضله تتلقى أشكالاً دولية صارخة من (الانتقاد، الاتهام، المقاطعة، العزلة) بسبب سياساتها ضد الفلسطينيين (سلطة وشعباً)، وقد خرجت لتوّها، من إحدى معاركها الدبلوماسية الواسعة، والتي تمكنت خلالها من إعادة علاقاتها مع تركيا، التي كانت اشترطت تسهيل حياتهم بشكلٍ عاجل.

كما لا يخفى على أحدٍ، بأن "ليبرمان" بشكلٍ خاص، لا يريد تقويض حكم حماس، كما يقول أمام الكل شفاههً، باعتبار بقائها على سدة الحكم، سيساهم في تبرير نشاطات إسرائيل وممارساتها الاحتلالية الخاصة بوجودها، ومن جهة ثانية للضغط على الرئاسة والحكم في رام الله، كي يتسنى إخضاعها بالكامل للسياسات الإسرائيلية، وفي ظل ورود أنباء، بأنه بات يُفضل فوز حماس في الانتخابات المحلية الفلسطينية التي ستجري خلال شهر أكتوبر القادم.

إضافة إلى أن من المفروض عليه، قيامه بتثمين الدور المصري في شأن تشديد محاصرته للقطاع، باعتباره أمراً ضرورياً ولا مفرّ منه، والذي من شأنه منع حماس وحركات مسلحة أخرى، من بناء بنية تحتية عسكرية، لأجل الإعداد لجولات حرب قادمة ضد إسرائيل، وفي ضوء أن مصر نفسها، هي من سارعت في الاتصال مع فصائل فلسطينية عاملة في القطاع، للتأكيد على أنها لا تسمح بخروج الأمور عن السيطرة، وبالتالي تقويض دورها الريادي في المسألة الفلسطينية ككل، وكي لا تفسد الأجواء التي تسعى لتهيئتها، من أجل الوصول إلى حوار إسرائيلي – فلسطيني، قد يتم قريباً.

ويمكن إضافة، أن "ليبرمان" يبدو أكثر تردداً وحذراً، بشأن الإقدام على خوض منازلة عسكرية أخرى ضد القطاع، كي لا يجرّ إسرائيل بيديه إلى حفرة أخرى، وهي لا تزال تغوص وإلى هذه الأثناء وسط حفرة (الجرف الصامد) التي امتد حفرها على مدى 51 يوماً في يوليو 2014، وبالتالي القضاء على هيبة إسرائيل العسكرية بالكامل، ولذلك فهو يفضل إبقاء الأمور تحت السيطرة.

من جهتها، فإن حركة حماس، وبعد إيمانها العميق بأن ليس بوارد الوزير الجديد، إدخال جيشه في حرب معها، فقد أعلنت هي أيضاً، بأنها ليست معنيّة بالتصعيد باتجاه إسرائيل، حتى برغم شراسة الرد الإسرائيلي، وفي هذا الصدد كانت رسالتها واضحة لكافة الفصائل الفلسطينية الواقعة بين سيطرتها، وبالذّات السلفية والجهادية الأخرى، والتي تحثّها على ضبط النفس، خاصة وأنها مُنشغلة بالإجراءات الانتخابية المحلية المحتملة، إلى جانب حرصها على كسب المزيد من المواقف المتعاطفة، وسواء الإقليمية أو الدوليّة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، تل أبيب، القدس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-08-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، د - محمد بنيعيش، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، حاتم الصولي، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، محمد الياسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود طرشوبي، تونسي، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود سلطان، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، د. أحمد محمد سليمان، محمد علي العقربي، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، فتحي العابد، د. صلاح عودة الله ، إياد محمود حسين ، سامر أبو رمان ، الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، يحيي البوليني، عواطف منصور، عبد العزيز كحيل، مجدى داود، أبو سمية، جاسم الرصيف، صفاء العربي، إيمى الأشقر، محرر "بوابتي"، د.محمد فتحي عبد العال، إسراء أبو رمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، ياسين أحمد، صلاح المختار، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، محمد عمر غرس الله، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، أحمد بوادي، كريم فارق، د. أحمد بشير، أنس الشابي، مصطفي زهران، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، د - عادل رضا، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، فوزي مسعود ، عراق المطيري، مصطفى منيغ، فتحي الزغل، كريم السليتي، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، منجي باكير، حميدة الطيلوش، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، سلام الشماع، المولدي اليوسفي، علي عبد العال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، بيلسان قيصر، طارق خفاجي، د- جابر قميحة، محمد العيادي، فتحـي قاره بيبـان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، د- محمد رحال، صباح الموسوي ، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بن موسى الشريف ، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، سيد السباعي، فهمي شراب، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، حسن الطرابلسي، حسن عثمان، عبد الله زيدان، د - مصطفى فهمي، د- هاني ابوالفتوح، سامح لطف الله، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، محمد اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة