البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من هنا القدس

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3502


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قبل يومين وفي احتفال خاص بمناسبة ما يسمى (توحيد القدس)، والذي قامت إسرائيل بتطبيقه منذ العام 1980، أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" إعلانه، بأن القدس هي مدينة اليهود وبأنها ستبقى موحّدة تحت السّيادة الاسرائيلية، وبأن إسرائيل لن تقبل بتقسيمها، أو أن تُعيد واقعها إلى الوراء، ومدعياً أن جذور الشعب اليهودي فيها أعمق من أي شعب آخر، وهذا ينطبق أيضاً على (جبل الهيكل)، وكان قد اعتبرها في أوقاتٍ سابقة وعلى مسمع الكل، بأنها مسألة غير قابلة للحل.

الإعلان كان صريحاً وواضحاً، وما زاده سخونةً هو، قيام حكومته، وفي جلسة خاصة بالمصادقة على خطة القدس الخماسية، والتي تم بموجبها تخصيص مبالغ ماليّة كبيرة، تصل إلى أكثر من ربع مليار دولار أمريكي، علاوةً على منحها ميزانية إضافية خاصة، تهدف إلى تطوير المدينة، كعاصمة للسياحة الدولية، وكرائدةً في المجالات الأكاديميّة والصناعيّة، وكمثالٍ للحياة المتفرّدة والنوعيّة.

إلى جانب ذلك، فقد قررت تلك الحكومة، عدم نقل أي مؤسسة تابعةً لها إلى خارج المدينة، ودراسة طلب رئيس بلديّتها "نير بركات" الداعي إلى نقل المزيد من مقراتها الى داخل المدينة، علاوةً على قيامها مباشرة أو بطرقٍ أخرى، بتشجيع الجماعات اليهوديّة المتشددة دينيّاً، وخاصة تلك المنضوية تحت ما يسمى بـ (تجمع منظمات المعبد) ومنظمة (إنقاذ القدس اليهوديّة) ومنظمات دينيّة متطرفة أخرى، كي تواصل أنشطتها المتشددة، وسواء ضد المقدسيين أو باتجاه المسجد الأقصى بشكلٍ خاص.
كان اعترف "نتانياهو" في وقتٍ سابق، بأن التعايش بين اليهود والعرب داخل المدينة ليس مثالياً، وبأن هناك فجوات تفصل بين شطريها اليهودي والعربي المقدسي، لكنه في ذات الوقت، أصرّ على أن هذا التعايش سيستمر، وعكف على الإشادة بالتقدم الذي حققته المدينة تحت السيادة الإسرائيلية، على الرغم من وقوعها في مركز الصراع، وما شهدته وتشهده على مدى السنوات والعقود الفائتة من اضطرابات وأعمال عنف.

ربما يُعتبر هذا صحيحاً، في أنّها تعيش أكثر الفترات ازدهاراً، وسواء كان من حيث سهولة العمل على تهويدها، وتوسيع أحيائها اليهودية، وبسط السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليها، أو بنجاح عمليات التضييق على المقدسيين باتجاه تهجيرهم، أو انغماسهم في الحياة اليهوديّة.
إن عملية تهويد القدس، جارية على قدمٍ وساق، ليس منذ الآن أو منذ فترةٍ وجيزة، بل منذ أن أعلنت إسرائيل ضمّها كمدينة موحّدة، وعاصمةً أبديّة للدولة، ولا نكاد نرى حرجاً في القول، بأن جُل العرب والمسلمين وغيرهم، هم يُساعدون جنباً إلى جنب مع "نتانياهو" في تدهور الأوضاع الفلسطينية داخل المدينة، وذلك في ضوء علاقاتهم الجيّدة مع إسرائيل، والتي من شأنها، أن تؤدّي إلى تشجيعها مُباشرةً للتوغل قدر ما استطاعت ضد المقدسيين والقدس بشكلٍ خاص، علاوةً على أن هذه العلاقات، تعمل على إحباط آمال المقدسيين، في أن يجدوا عوناً لمواصلة بقائهم في المدينة بشكلٍ مناسب.

ليس هذا وحسب، فإن آثاراً على الأرض، تقود إلى أن جهات عربيّة رسميّة وفلسطينيّة مقتدرة، تبدو مهتمّة بتقويض مشاريع سياسية واقتصادية تنموية تابعة للمدينة، حيث تقوم بإحباط عمليات دعم لها، وإن بحجة الممانعات الإسرائيلية، باعتبارها تحول دون استقبال أي دعم خارجي، سوى ما تقرره سلطات المدينة، ويصل الحال في أحيان لا بأس بها، إلى الإقدام على بيع عقارات مقدسيّة إلى جهات يهوديّة، وكانت أفادت تقارير تتعلق بدورٍ كبيرٍ لبعض الفلسطينيين والعرب، في أعمال متّصلة بتسهيل بيع عقارات مقدسيّة إلى مستوطنين يهود.

وكان الكل قد شعر بوضوح بمواقف مُتراخية وبأعمالٍ مشبوهة أخرى، والتي كانت أثّرت على مجرى الحياة المقدسية، وكافة مستوياتها، وانعكست حتى في نسبة ديمغرافيتها المكانية والسكانية، حيث تقلّصت المساحة الفلسطينية إلى 13% فقط، وسواء عن طريق مصادرة الأراضي، أو عن طريق القيام بشرائها وسواء كان قانونيّاً أو التفافاً، وتناقصت أعدادها، مقارنة بمعدّلات المواليد اليهودية المتزايدة ((3.3 - 4.3، وهي النسبة التي أثّرت بشكلٍ كبير على مستوى التواجد المقدسي، برغم التقارير التي تقول بأن هناك تزايداً في أعداد اليهود الذين يقومون بترك المدينة نحو الداخل الإسرائيلي.

موقف "نتانياهو" الثابت من المدينة المقدّسة، يعكس زيف تصريحاته عن السلام وحل الدولتين، والتي لا يقوم بها، سوى لتُساعده في تبييض الصفحة الإسرائيلية المتشددة، ولامتصاص الضغوط الدولية، المُنادية بضرورة حل القضية الفلسطينية، وربما نجد له العذر بشأن ثباته على موقفه، وبأن يستمر عليه أيضاً، بسبب أن من العرب والمسلمين وحتى الفلسطينيين أنفسهم، قد اختاروا ضلال الطريق، ولا يحتاجون في ذات الوقت لمن يقول لهم: من هنا القدس.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إنتفاضة الأقصى، القدس، المستوطنون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-06-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، أحمد النعيمي، وائل بنجدو، الهادي المثلوثي، عمر غازي، مراد قميزة، سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، عواطف منصور، د - المنجي الكعبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، سلوى المغربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفي زهران، د - مصطفى فهمي، رشيد السيد أحمد، محمد علي العقربي، محمد الياسين، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش، د - شاكر الحوكي ، خالد الجاف ، نادية سعد، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، عبد الله زيدان، محمد العيادي، سعود السبعاني، محمد يحي، فتحـي قاره بيبـان، الناصر الرقيق، د. طارق عبد الحليم، كريم السليتي، طارق خفاجي، فتحي الزغل، حسن عثمان، د- جابر قميحة، إياد محمود حسين ، علي عبد العال، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، د. عبد الآله المالكي، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، مصطفى منيغ، صباح الموسوي ، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، بيلسان قيصر، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، جاسم الرصيف، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، د. أحمد بشير، محمد الطرابلسي، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمار غيلوفي، صفاء العربي، الهيثم زعفان، محمود سلطان، حاتم الصولي، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد العزيز كحيل، صلاح المختار، فوزي مسعود ، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي العابد، منجي باكير، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، ماهر عدنان قنديل، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، د- محمد رحال، فهمي شراب، صفاء العراقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافع القارصي، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، محرر "بوابتي"، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خبَّاب بن مروان الحمد، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، د - عادل رضا، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، المولدي اليوسفي، يزيد بن الحسين، مجدى داود، أبو سمية، د - الضاوي خوالدية، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، أحمد بوادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة