البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حماس تحت طائلة القانون !

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3510


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم تشفع دعوة الأمم المتحدة ولا مجموعة دول الاتحاد الأوروبي ولا المنظمات الحقوقيّة الدوليّة الأخرى، لدى إصرار حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف 2007، بشأن مُضيّها نحو تنفيذ أحكام الإعدام، والتي صدرت عن المحاكم المدنيّة العاملة داخل القطاع، بحق أشخاص أقدموا على جرائم قتل، باعتبار أن القانون الدولي يمنع هذا الإجراء، ويحضّ على عدم تطبيقه.

كما لم تنفع بشيء، اعتراضات السلطة الفلسطينية ولا تحذيراتها، القاضية من أن الحركة، ستكون تحت طائلة المسؤولية، فيما لو أقدمت على تنفيذ تلك الأحكام، خاصةً وأن الحركة بدأت فعلاً، نحو إفراغ ما في راسها، بواسطة قيامها منذ صباح اليوم الباكر، بتنفيذ أحكام الإعدام بحق ثلاثة مُدانين بجرائم قتل مُروّعة.

كما يبدو، فإن إقدام حماس على مهمّة تنفيذها للأحكام، جاء بالدرجة الأولى- كما تقول- تحقيقاً للردع العام، ولضرورة لجم الجريمة داخل القطاع، ومن ناحيةٍ أخرى، لتأكيد قدرتها على أنها قوّة حاكمة، ومن مسؤولياتها مواجهة الفوضى وبسط الأمن وإرساء الطمأنينة، سيما وأن لها تاريخ في هذا المجال، ولم يجئ باعتباره عناداً أو تحدّياً، لا للمجتمع الدولي ولا لأنها لا تعترف صراحةً، بشرعية الرئيس "أبومازن" الذي له الحق في التصديق على الأحكام.
مًساهمة الأمم المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبي وجهات حقوقيّة دوليّة ومحليّة أخرى، ضد خطوة حماس، انحصرت في تحذير الحركة، من أنّها تذهب بعكس الرغبة الدولية، خاصة وفي ضوء شكوكها في إجراءات المحاكمة، باعتبارها غير مستوفية لشروط الصحة والعدالة، وبأنها لم تحصل على مصادقة الرئيس الفلسطيني "أبومازن" والتي هي حصريّة له بمفرده.

وكانت قامت السلطة الفلسطينية وحركات فلسطينية، وعلى رأسها حركة فتح، بشجب واستنكار خطوة الإعدام، باعتبار حماس، قد قامت باقتراف جرمٍ كبير، ومخالفة قانونية ضخمة، وسواء بحق الرئيس الذي له الحق حصرياً في التصديق على هذه الأحكام، أو باعتبارها فصيلاً من جملة الفصائل فقط، وليست مخوّلة بإصدار مثل هذه الأحكام، التي من شأنها أن تزيد الأوضاع الفلسطينية توتراً، علاوةً على إمعانها في سياستها القائمة على ضرب الحائط بالقانون الفلسطيني.

بالتأكيد فإن حماس تعرف مُسبقاً كيف تواجه التحذيرات الدوليّة الآتية لها، حتى قبل شروعها بتنفيذ الاعدام، وذلك من خلال اعتمادها على أنّها استنفدت كافة درجات التقاضي أمام المحاكم المختصة، ومن ناحية أخرى، من خلال إبرازها، أن القانون الدولي التي تحتج به الأمم المتحدة، والجهات الدولية الأخرى، يتم الأخذ به بشكلٍ انتقائي، باعتباره هو الذي يُحرّم إجراءات كثيرة، بما فيها استخدام الأسلحة الفتاكة، وهي مع ذلك تيم استعمالها بضراوة في أنحاءِ كثيرة من العالم وعلى مدار الساعة، وبالذّات من قِبل الدول التي خطّت ذلك القانون بيديها، وأظهرت إيمانها الشديد به، وهو القانون أيضاً، الذي يمرّ من أمامه آلاف وملايين الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب والإنسانية، ولا يكاد ينتفض في مواجهتها.

أيضاً، تُتقن حماس كيف تُدافع عن نفسها باتجاه تحذيرات السلطة الفلسطينية واتهاماتها بخرق القانون، والعمل على إشاعة الفوضى داخل نفوس مواطني القطاع، زاعمةً أن "أبو مازن" هو الذي وقف في كل مرّة ضد الأحكام الصادرة، وهو الذي اختفى على مدار الوقت عن التصديق عليها، بتبرير عدم وجود أي ارتباطات قضائية مع المحاكم العاملة داخل القطاع، مع أن المصادقة لا تتعارض مع القضاء ولا مع المصالحة تحديداً.

يُمكن القول، بأن هذه القضية، خلقت أصداءً دولية ومحليّة (رسميّة) غير جيّدة، وهي ربما تعمل على تعكير الأجواء، ولكن فإن من غير الوارد أن تحصل حماس على أغضاب دوليّة إضافيّة تتجاوز ذلك التعكير، وسواء كانت من الأمم المتحدة أو من الاتحاد الأوروبي، أو جهات دولية أقل تأثيراً، بسبب أنّ تلك الجهات هي بحاجة للمحافظة على علاقة ما أو اتصالٍ ما مع الحركة، إمّا لدواعٍ سياسية أو إنسانيّة، وكذلك الحال بالنسبة للسلطة الفلسطينية، التي سوف لن تُبادر بتقديم أضرارٍ إضافية باتجاهها، لأكثر مما هي عليه، سيما وأنها تطمح خلال هذه الأثناء، في دحرجتها بواسطة الإدارة المصريّة لاستئناف مسيرة المصالحة الوطنية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، إسرائيل، فلسطين، الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، د- جابر قميحة، محمد العيادي، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، مجدى داود، جاسم الرصيف، عمار غيلوفي، رافع القارصي، سلوى المغربي، خالد الجاف ، عبد الله الفقير، سامح لطف الله، منجي باكير، عزيز العرباوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بن موسى الشريف ، تونسي، د - مصطفى فهمي، أشرف إبراهيم حجاج، عواطف منصور، سعود السبعاني، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، مراد قميزة، أبو سمية، حسن الطرابلسي، أحمد ملحم، فهمي شراب، سامر أبو رمان ، محمود فاروق سيد شعبان، إيمى الأشقر، د- محمد رحال، رافد العزاوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، علي عبد العال، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، د. صلاح عودة الله ، محرر "بوابتي"، فتحي العابد، محمد الياسين، أحمد الحباسي، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، محمود سلطان، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، سفيان عبد الكافي، د. عبد الآله المالكي، د - صالح المازقي، يزيد بن الحسين، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، د. مصطفى يوسف اللداوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، د. أحمد بشير، د. خالد الطراولي ، صالح النعامي ، كريم السليتي، أحمد بوادي، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، نادية سعد، صلاح المختار، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، كريم فارق، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق، محمد شمام ، عبد الله زيدان، عبد الرزاق قيراط ، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، علي الكاش، صفاء العربي، وائل بنجدو،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة