البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في رحاب النكبة !

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3594


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


برغم مآسيها وآلامها العِظام، فإن النكبة الفلسطينية عام 48، والتي تأسست بأيدٍ صهيونيّة عالميّة، على حساب دماء ومقدّرات ومقدّسات الفلسطينيين، لم تكن أصعب حالاً من أوضاعهم التي تلتها، وهذه التي يعيشونها الآن، بسبب أن تلك المآسي والآلام، التي قامت وتقوم بها الحكومات الإسرائيلية على اختلافها، لم تنقطع ولا تزال متواصلة، فأعمال القتل والتهجير والتهويد، هي أعمال مُشاهدة على مدار الساعة، وتسير على ما يُرام، وبما لا تُشكل عبئاً كافياً، لدى العرب والفلسطينيين بشكلٍ خاص.

الأمر الأسوأ، هو أن تلك المآسي والآلام المتنامية، بدل أن تؤجج روح الكرامة والغيرة لدينا – عرباً وفلسطينيين-، فقد بدت وكأنها حافزاً للخوف والرهبة، ووقوداً للمزيد من الخنوع والمهانة، حتى أصبحت النكبة، تمثّل رحباً أكثر، مقارنة بما وصلنا إليه حتى هذه الأثناء.
قرار تقسيم فلسطين 1947، تم رفضه بشدّة شديدة من قبل العرب، حيث حزموا أمرهم وأجمعوا، على أن (السيف) وحده، هو الذي سيتكلّم فقط، وبعد عشرين عاماً، وفي أعقاب هزيمة 1967، بدوا أهدأ حالاً، وقد ساهم إفلات إسرائيل من سمك القرش ساكن البحار، في استقرار رأيهم على ثلاث لاءات فقط، لا رابع لهما ( لا سلام، لا اعتراف، ولا تفاوض مع إسرائيل.

حرب 73، كان لها الفضل المبين، في شطب تلك اللاءات ومسحها عن آخرها، والانصياع إلى سبيل السلام، كخيار استراتيجي، ثم تحوّل الرؤساء والحكام والزعماء، ضمن ذلك الإطار، إلى البدء بنسج الآمال، نحو قيام الدول الكبرى والقوّتين العظميين بخاصة، بالضغط على إسرائيل، باتجاه إنهاء احتلالها للأراضي العربية والفلسطينية، ودفعها للحقوق المشروعة.

في أوسلو 1993، وصل العرب والفلسطينيين بخاصة، إلى قناعة، بأنه حان الوقت لصنع السلام الدائم والشامل بصورة الأفعال لا الأقوال مع إسرائيل، خاصة وأنهم تابعوا مراحل حياتها المتعاظمة والتي لم تتوقف يوماً، حتى أصبحت تحوز على مرتبة متقدمة (اقتصادياً وعسكرياً)، فاقت عليهم عدةً وتقدّماً، حتى برغم اختلاف أعراقها، وبعد جميع حروبها التي خاضتها باتجاههم.

لم يكن إقدامهم، على الاعتراف بإسرائيل ككيان فقط، بل بمكانتها وثقلها داخل منطقتهم، وحتى في ضوءً لم يطرأ أي تغيّرات، على مواقفها المتشددة وسواء بالنسبة لهم أو للقضية الفلسطينية، باعتبارهم هم من أهدروا فرص السلام معها، برغم ما جادوا به من تراجعات وتنازلات، والتي بلغت الدرجة، التي لم يعُد هناك شيء، يمكنهم التراجع بشأنه أو التنازل عنه.

لم تقف الأمور عند هذا الحال، بل تفاقمت إلى ما يُمكن تسميته بالانهيار الكبير، والذي لا توجد له حلول مُقنعة، حيث بدأ لديهم، بأن إسرائيل لم تَعُد هي العدو، وإنما هي حليف استراتيجي نحو نضالٍ مشترك، وأصبح في نظرهم، بأن من لا يزال يذكر بأنها عدو، فإنما هو يمكث في الزمن الأول، ويتعمّد الكذب على نفسه، وعلى هذا الأساس، فقد بدأوا بالتسابق لحجز المقاعد الاولى، في سبيل إلزامها بعلاقات تعاونية غير عادية.

حتى في ضوء الفوضى القاتلة التي طافت أرجاء بلدانهم، حيث تواصلت خلالها أعمال القتل والتهجير، والخراب والتدمير، إلى أن بدت شعوبهم ممزقة ومنقسمة، وتبرع فقط، في إطلاق النار على أنفسها، فقد شرع بعضهم بإنشاء علاقات علنيّة معها كـ (دولة يهودية) خالصة، يحزنون لحزنها، ويهنون لفرحها، ويُشاركونها في احتفالاتها ومناسباتها السعيدة، وبضمها احتفالاتها بالاستقلال.

وقام آخرون منهم، بإمدادها في مجالات حياتها، بما في ذلك مجالات الاستيطان والتهويد، وتعمّد غيرهم، الإعلان صراحةً، بأنهم يغزلون تعاونات معها وفي مجالات عٍدّة، وخاصة الأمنيّة والمخابراتية، كما أضاف مسؤولون رسميّون، دعواتهم الرامية إلى ضرورة التئام العقول العربيّة بالأموال اليهوديّة، للوصول إلى عالم أوسطي جديد، ينعم بالرّفاه والاستقرار.

تجدُر الإشارة هنا، إلى أن ما بقي بشأن القضية الفلسطينية، هي محاولات يائسة جداً، بغض النظر عما يُمكن أن يتفرّع منها، وهي المتعلقة بضرورة شحن الجهود نحو الإكثار من المشاركة الجماهيرية في إحياء النكبة، سعياً في ترسيخها والتذكير بها، أو تلك المتعلقة بمسألة تدويل القضية، وإعادتها إلى الأمم المتحدة، آملاً في أن تتمخض عن إطلاق عمليّة سياسيّة جديدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

النكبة، إسرائيل، فلسطين، الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، حسن الطرابلسي، جاسم الرصيف، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، أشرف إبراهيم حجاج، حسني إبراهيم عبد العظيم، يحيي البوليني، كريم فارق، فوزي مسعود ، سلوى المغربي، د - محمد بنيعيش، رافد العزاوي، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، المولدي اليوسفي، رشيد السيد أحمد، منجي باكير، د- هاني ابوالفتوح، عبد الغني مزوز، د. أحمد بشير، د. عبد الآله المالكي، رافع القارصي، د - عادل رضا، عبد الرزاق قيراط ، أ.د. مصطفى رجب، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، وائل بنجدو، محمد علي العقربي، فتحي الزغل، عمار غيلوفي، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، الهيثم زعفان، ضحى عبد الرحمن، مصطفى منيغ، محمد الياسين، الناصر الرقيق، د - شاكر الحوكي ، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، د- محمود علي عريقات، نادية سعد، محمد الطرابلسي، أحمد الحباسي، صفاء العراقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، عواطف منصور، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خالد الجاف ، إسراء أبو رمان، مجدى داود، أحمد ملحم، محمد يحي، حاتم الصولي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي العابد، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، محمود طرشوبي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، كريم السليتي، صالح النعامي ، عمر غازي، أحمد النعيمي، مراد قميزة، محمد العيادي، عبد الله زيدان، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، بيلسان قيصر، سعود السبعاني، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، محمود سلطان، علي الكاش، يزيد بن الحسين، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، أنس الشابي، طارق خفاجي، عراق المطيري، د - مصطفى فهمي، عبد العزيز كحيل، سليمان أحمد أبو ستة، حميدة الطيلوش، تونسي، إيمى الأشقر، سامر أبو رمان ، إياد محمود حسين ، أبو سمية، سيد السباعي، د - محمد بن موسى الشريف ، ماهر عدنان قنديل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة