البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التصعيد الإسرائيلي، خلفيّات ومقاصد

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3176


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على الرغم من تواجد تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس والتي تمت بوساطة مصريّة، بعد جولة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة، إلاّ أن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل استفزازاتها على طول الحدود مع القطاع إسرائيلية، وسواء بإطلاق النار على الفلسطينيين أو بتجاوز بالحدود الفاصلة مع القطاع، بحجّة متابعة نشاطاتها الأمنية والمتعلقة بمكافحة شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس.
وذلك – على الأقل - تماشياً مع ما أسفر عنه اجتماع المجلس الوزاري المصغّر(الكابينت)، وهو المضي بمواصلة البحث عن شبكة الأنفاق، وفي ضوء تزايد طموح القادة الاسرائيليين، باتجاه القضاء عليها أو تحييدها على الأقل، باعتبارها تشكّل خطراً استراتيجياً باتجاه إسرائيل، خاصة وأنها تُعدّ الورقة الرابحة للحركة، وبالنظر إلى مقدار نجاعتها خلال الحرب الأخيرة(عمود السحاب) 2014.
قيام قوات إسرائيلية خاصة، بالتوغل إلى داخل حدود قطاع غزة، بحجّة البحث عن أنفاق، اضطرّ حماس، إلى الإعلان عن أنها ضاقت ذرعاً من الاستفزازات الإسرائيلية، وبأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا التصعيد، وأكدّت بأنها سترد بما هو مناسب، وبالفعل فقد باشرت بإرسال حفنة من الصواريخ باتجاه القوات المتوغلة، وفي حينها ردّت إسرائيل بسلسلة غارات جوّية، شملت أنحاء متفرقة من القطاع.
كانت سارعت حماس إلى إلقاء مسؤولية التصعيد على إسرائيل، باعتبارها هي من تسعى لتقويض الهدنة القائمة معها، والتي تم الاتفاق عليها برعاية مصرية في أغسطس 2014، من خلال قيامها عمداً باختراق الحدود، بهدف تسخين الأوضاع، وصولاً إلى خوض جولة حرب جديدة، وبالمقابل، فقد قامت إسرائيل بنفي رغبتها في اتهامات حماس، ومن ثمّ قامت بتحويل تلك المسؤولية على عاتقها، باعتبارها هي من تقوم بالتشويش على مهمّة الجيش الأمنيّة.
بغض النظر عن كميّة ردّ الحركة على ذلك التوغل، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي لم تكن قد توقعت به، مُعتبرةً أن توغّلها لم يكن سببه الرئيس، حتى أوشكت على التخمين بأن قوّاتها تضع أقدامها فوق مناطق ساخنة، خاصةً وبالنظر إلى أن كانت هناك توغلات مُشابهة، وكانت الحركة تكتفي بإرسال التحذيرات، من أنها حاضرة ضد أي تعدّيات أو أي استفزازات باتجاهها.
ومن ناحيةٍ أخرى، بتذكير إسرائيل، بأن عليها الالتزام ببنود التهدئة الموقعة، وإذا ما كانت حصلت ردود نار، على أي استفزازات إسرائيلية سابقة، فهي قد جاءت على عاتق جهات جهاديّة سلفيّة، وعلى غير رغبة الحركة.
اتضح بعد المناوشات الناريّة، المنطلقة من كلتا الجهتين، بأنها كانت تحذيرية بالأساس، باعتبارها رسائل متبادلة، حيث استنتج الكل من الخبراء والسياسيين في أعقابها، على أن إسرائيل وحركة حماس ليستا معنيتين بتجديد جولة أخرى من القتال، وأنه لا يُحتمل أن يكون أحد ما، فكّر بمحاولة تسخين الحدود، وأن تبادل النيران جاء فقط، بهدف التحذير بأن إسرائيل ساعية في تحقيق سيطرتها الأمنيّة باتجاه المنطقة ككل، وإشارة من حماس، بأنها تُعاني ضغوطاً مُتصاعدة داخل القطاع يجب التخلص منها كيفما كان.
ويمكن ضمن هذا السياق، استنتاج إضافةً إلى ما سبق، أن إسرائيل لا تقصد بقيامها التوغّل إلى داخل القطاع- كما تقول- بأنه كان لمهمّة تفجير أحد الأنفاق المُكتشفة، وفي ضوء أن عملية التفجير، كان بالإمكان حصولها داخل المنطقة التي لا تزال تقع تحت سيطرتها.
كما أنها لا تقصد القيام باستقصاء، ما إذا كانت المنطقة تحتوي أنفاقاً أم لا، بسبب يأسها من أن الوسائل الهندسية المستخدمة في عمليات الكشف عنها، لا تنجح في عملها بشكلٍ دقيق، وإنّما كان بناءً على مقاصد أمنيّة وسياسية، وسواء المتعلّقة بعرقلة الأعمال بها، وإحباط الروح القتالية لدى الحركة، أو تنفيذاً لأجندة سياسية مدروسة، تهدف إلى التنبيه، على أن الهدوء والاستقرار، هما مصلحة مصيريّة مُشتركة مع حماس.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، إسرائيل، فلسطين، الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، خالد الجاف ، حاتم الصولي، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، علي الكاش، صلاح الحريري، عبد الله الفقير، العادل السمعلي، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، سامح لطف الله، الهادي المثلوثي، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سيد السباعي، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، د- هاني ابوالفتوح، مراد قميزة، أبو سمية، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، فتحي الزغل، صلاح المختار، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، رشيد السيد أحمد، رضا الدبّابي، عمار غيلوفي، محمد العيادي، مجدى داود، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، صباح الموسوي ، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، طلال قسومي، فوزي مسعود ، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفي زهران، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد محمد سليمان، عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، سفيان عبد الكافي، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، حسن عثمان، حميدة الطيلوش، عبد الله زيدان، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، فتحـي قاره بيبـان، محمود سلطان، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، المولدي الفرجاني، ياسين أحمد، أحمد الحباسي، محمد يحي، يحيي البوليني، محمد عمر غرس الله، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي العابد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، منجي باكير، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، تونسي، ماهر عدنان قنديل، محمد شمام ، عمر غازي، رافع القارصي، سلوى المغربي، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، إسراء أبو رمان، مصطفى منيغ، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة