البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

28 نيسان من كل عام يومٌ يستفزّ أعصاب المجرم بوش!

كاتب المقال نبيل أبو جعفر - باريس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3495


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


التهديد بضرب العراق أصبح لازمة يومية في مسلسل تصريحات الرئيس المجرم جورج بوش . ومع ذلك كان ثمّة من يرى أن هذا الهذيان أمر طبيعي بالنسبة لشخص مثله تقوده غرائزه ويتحكّم في تصرفاته الهَوَس بقوة بلاده . لكن غير المنطقي ولا الطبيعي أن يصل الأمر ببوش إلى حدّ التبجّح أمام البعض بأن الثامن والعشرين من نيسان ـ يوم ميلاد الرئيس صدام ـ سيكون آخر مناسبة يتمّ الإحتفال بها هذا العام !

من هذا المنظور أصبح واضحا لكل من يفهم في هذا العالم ، لماذا يُصرّ العراقيون كل عام ومعهم شرفاء العرب على إحياء هذا اليوم واعتباره رمزا للتحدّي ، وسط وضع عربي يعكس حالة غير مسبوقة من المهانة والعهر الرسمي ، لولا استمرار الفعل المقاوم على أرض العراق وفلسطين . ولولا أن لهذا التاريخ الذي طالما استفزّ سنويا أعصاب رئيس أكبر دولة في العالم معنى خاصّا ، يتعدّى حدود الشخص أو القائد الذي وعد فصدق على أبهى ما يكون الصدق إلى حدود الأمة وصمودها في زمن ترتعد فيه دول وتُنافق أخرى الولايات المتحدة صباح مساء ، كما يُنافق أصغر الأذناب أولياء نعمتهم سعيا وراء مصلحة أو موقع .

فالشهيد صدام حسين بالنموذج الفريد الذي جسّده في الشجاعة والإيمان ، وكل صفات الشموخ التي تفتقدها مومياءاتنا الرسمية ليس رجلا كسائر الرجال ، ولا رئيسا ككل الرؤساء ، ولا حتى مناضلا من طراز المناضلين الإعتياديين . هذا الرجل الذي أصبح في حياته وبعد استشهاده يُمثّل هاجس "القوة الأعظم" في هذا العالم ، لم يكن أكثر المناضلين تصميما على الصمود فقط ، بل أكثرهم تصميما على المبدأ وإقران القول بالفعل وعدم التهاون في ملاحقة أية قضية أو ظاهرة سلبية تهمّ المجموع وتنعكس آثارها عليهم . وهو الذي ترجم بأدق التفاصيل مسيرة التلاحم النضالي بين العراق وفلسطين من خلال العطاء المستمر رغم ظروف الحصار .

طبعا لم يتحقق هذا التلاحم من فراغ ، ولم يأتِ أيضا وليد الصدفة . ولو عُدنا بشريط الذاكرة إلى بداية احتلال فلسطين قبل حوالي سبعة عقود من اليوم ، لرأينا كيف قاتَلَت بعض الجيوش العربية بأسلحة فاسدة وقاتَلَ غيرها صُوَريّا ، وبقي بعضها الآخر متفرجا ، وكل ذلك بقرارات سياسية رسمية . بينما قاتَلَ الجيش العراقي رغم مقولة "ماكو أوامر" ببسالة نادرة مازالت تشهد عليها روابي فلسطين ، وكل من بقي حيّا من ذاك الزمان.

أما إذا عُدنا إلى أيام الحرب الدولية ضد العراق عام 1991 ، فإن الناس لم تنس بالطبع كيف ناشَدَ الفلسطينيون داخل الأرض المحتلة إخوانهم العراقيين أن يضربوا عصب الكيان الصهيوني بكلّ ما أُوتوا من صواريخ حتى لو نزلت على رؤوسهم هُم .

ولما كان هدف هذه الحرب سحق العراق لا تحرير الكويت حسب قول وزير الدفاع الفرنسي الأسبق بيير شوفنمان ،الذي استقال من منصبه اعتراضا عليها ، وقال جملته الشهيرة بعد ذلك في معرض رده على سؤال صحفي حول أوضاع العراق بعد عودته من زيارة له : " صدام حسين أشبه بشجرة وراءها غابة " . فقد بقي هدف " السحق " الذي لم يتحقق وقتها قائما ولم يسقط يوما من حسابات الولايات المتحدة حتى بعد احتلالها لبلد الحضارة والتاريخ . وسرعان ما جاءت ترجمة ما عناه شوفنمان بعد ثلاثة شهور فقط من وقوع الاحتلال ـ أي في حزيران 2003 ـ حين أعلن الحاكم "المدني"الأميركي للعراق بول برايمر للمرة الأولى أن قوات بلاده بدأت تواجه مقاومة منظمة للغاية .

هذه النتيجة لم تكن الولايات المتحدة بعيدة عن تصوّرها ، لكنها مع ذلك تجاهلتها . غير أن وثائق الإستخبارات الأميركية التي رُفعت عنها السرية فيما يتعلق بثلاثة عقود مضت أثبتت أن جهاز "السي آي إي" قد احتار في طريقة التعامل مع نظام الرئيس صدام ، سواء لجهة محاولة احتوائه أو مضايقته والقضاء عليه . كما اعترفت بأن إدارة البيت الأبيض في أيام الرئيس كارتر أدركت أن القضاء عليه لن يُفضي إلا الى الفوضى وزعزعة الإستقرار في هذا البلد المليء بمختلف الأطياف السياسية والمذاهب الدينية . وكشفت الوثائق ذاتها أيضا أن الإدارة واستخباراتها باتا على قناعة منذ العام 1985 بأنه لا أحد يمكنه حكم العراق بحزم مثلما يفعل نظام الرئيس صدام ، وأن البديل الوحيد له ـ إن وُجِد ـ لن يكون غير التطرف المذهبي المدعوم من نظام الملالي في إيران.وهو ما حصل فعلا
ولهذا ، إذا كان الثامن والعشرين من نيسان يوما اعتياديا في مطلق الأحوال، فإنه بالنسبة لحالة المواجهة المستمرة التي تقودها المقاومة العراقية ضد كلاب نظام الملالي والشيطان الأكبر يرمز إلى الصمود والتحدّي . ومن هذا المنطلق يجري اليوم إحياء هذه المعاني بهدف إغاظة الذين تغيظهم هذه المناسبة كل عام ، وهذا وحده يكفينا بانتظار يوم التحرير الآتي مع الفجر القريب بإذنه تعالى.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الصراعات المذهبية، الارهاب، الشيعة، التدخل الايراني، التدخل الامريكي، إحنلال العراق، بوش،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، د - مصطفى فهمي، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، المولدي اليوسفي، سيد السباعي، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، د. خالد الطراولي ، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، د - شاكر الحوكي ، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، خالد الجاف ، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، منجي باكير، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، حاتم الصولي، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، د - عادل رضا، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، العادل السمعلي، إسراء أبو رمان، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بنيعيش، د- محمد رحال، أحمد ملحم، د. صلاح عودة الله ، سلوى المغربي، إيمى الأشقر، نادية سعد، كريم فارق، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، الهادي المثلوثي، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، فتحـي قاره بيبـان، بيلسان قيصر، د. أحمد محمد سليمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، يزيد بن الحسين، طارق خفاجي، صلاح المختار، أشرف إبراهيم حجاج، محمود فاروق سيد شعبان، علي الكاش، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن عثمان، صفاء العربي، كريم السليتي، محمود سلطان، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، د. أحمد بشير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، يحيي البوليني، د- هاني ابوالفتوح، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، أنس الشابي، فهمي شراب، محمد الياسين، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، عبد الله زيدان، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، صفاء العراقي، مصطفى منيغ، حميدة الطيلوش، عراق المطيري، عواطف منصور، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، إياد محمود حسين ، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، عمر غازي، محمد علي العقربي، سعود السبعاني، عمار غيلوفي، علي عبد العال، صباح الموسوي ، أ.د. مصطفى رجب، عبد العزيز كحيل، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز