البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الأمم المتحدة، المكان الذي ننتصر فيه

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3578


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان "أبوزيد" شيخاً وذا مال، وعرض أن جاءه عُصبة من المتاجرين، يحثّونهُ على استعمال مالهِ في تجائرهم، لتعود عليه بالأرباح الوافرة، وتعاهدوا على تفصيلها على رأس كل شهر، وكانوا كلما جاء الميعاد، أرسلوها إليه مرقومة من دون مال، حتى مضى على ذلك شهور وسنواتٍ عِدة، جعلته عبوساً يائساً، فاشتكى إليهم بأنه يرى أرقاماً فقط، وبأنّه لا يستطيع الإنفاق على نفسه، فأخبروه بأن المال هو في تجارة عميقة، وبأن عليه الاعتماد على نفسه.
على مدى السنوات الطويلة الفائتة والأخيرة على نحوِ خاص، احتفل الفلسطينيون بالكثير من القرارات التي صدرت عن جمعية الأمم المتحدة، والتي تكون في العادة بناءً على طلبهم، حيث يلجئون إليها – شفاهية وكتابةً- كلما شعروا بأن عليهم الإمساك بجرعة جديدة من المقويات بهدف المساعدة في إدارة صراعهم مع الإسرائيليين، وبالمناسبة فإن الجمعية تضم ما يزيد على مائتي دولة، سوادها الأعظم هي دول غير فاعلة وأحياناً غير معلومة.
الأمم المتحدة أو الهيئات التابعة لها، لم تخيّب رجاءاتهم في يومٍ ما، ففي كل مرة كانت، تنتصر للفلسطينيين ولقضاياهم المصيرية ضد الاحتلال الإسرائيلي والإمبريالية العالمية، وذلك يكون إمّا بتأكيد حقوقهم في أرضهم وممتلكاتهم ومقدّساتهم، وإمّا بشجب الممارسات الاحتلالية المتجهة ضدهم بشكلٍ عام.
وقد لا يمكننا حصر تلك القرارات الصّادرة عنها أو الإحاطة بها، ولكن باستطاعتنا الإشارة إلى القرارات الأربعة الجديدة التي تم توليدها داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للجمعية، بغالبية الأصوات خلال اليومين الفائتين، برغم المعارضة الأمريكية والإسرائيلية، وهي القرارات التي قدّمها الفلسطينيون عن ثقةٍ واقتدار، والمتعلقة بتقرير المصير للشعب الفلسطيني، وحالة حقوقه الانسانيّة، ومشروع التحقيق الدوليّة مثل لجنة غولدستون والعدوان الاسرائيلي الاخير في العام 2014، ثمّ مشروع القرار المتعلق بالاستيطان.
الترحيب الفلسطيني بالقرارات، جاء باعتبارها نصراً كبيراً، وخطوة هامّة من مجلس حقوق الانسان، أعقبه دعوتهم كما العادة، إلى ضرورة تحرّك دولي عاجل، لتطبيق القرارات الصادرة على أرض الواقع، مع علم الجميع، بأن الدعوة لا تجد آذاناً صاغية ولا أبوابا مفتوحة حتى يُستجاب لها، حتى بغض النظر عن القرارات كونها ليست من الأمور الاستثنائيّة، وعن قيام إسرائيل بمهاجمة المجلس.
رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتانياهو" برغم اعتقاده بأن هذه القرارات لا تساوي صفراً واحداً، وخاصة لامتناع الدول الكبرى عن التصويت باعتبارها لا تستجيب لها، لكنه لم يشأ لأن يدع المجلس يفلت من لسانه، حيث سارع إلى مهاجمته، واتهمه بأنه تحوّل إلى سيرك مُعادي لإسرائيل، يُهاجم الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، مُعتبراً أن من السخف إبدال التعامل مع العمليات (الإرهابية) الفلسطينية والهجمات الإرهابية التي تجتاح أوروبا، يتخذ المجلس قراراً بإدانة إسرائيل.
حتى وإن اعتبرت القرارات مُهمّة، وبخاصة المتعلقة بالاستيطان كونها اختراقاً،- في نظر الفلسطينيين على الأقل- حيث يطلب القرار من مسؤولي حقوق الإنسان إقامة قاعدة بيانات (القائمة السوداء) تضم الشركات التجارية التي لها علاقات بالمستوطنات الإسرائيلية، فإنها بالتأكيد ستنضم إلى قائمة القرارات الفائتة، والتي هي لا تشكل أيّ قوّة نسبة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، والتي قامت إسرائيل بسحلها على الأرض، حتى بدت أثراً بعد عين.
نحن لا نُقلل من أهمية هذه القرارات ولو معنويّاً فقط، ولكن لا يمكننا إعطائها نسبة نفع، تفوق كشوفات أبوزيد المرقومة، بسبب أن هناك تاريخ طويل لم يسجّل لنا أي نجاحات مهمّة، والتي كانت وكأنها لم تحدث، والأمر الأهم هو الاعتقاد، بأن الدول التي سارعت بالتصويت لصالح القرارات، هي نفسها التي ستقوم بفسخها وبعدم احترامها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إسرائيل، الأمم المتحدة، قرارات الأمم المتحدة، الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، محمد العيادي، جاسم الرصيف، خالد الجاف ، طلال قسومي، رضا الدبّابي، عبد العزيز كحيل، د - الضاوي خوالدية، صباح الموسوي ، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، العادل السمعلي، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، بيلسان قيصر، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، المولدي الفرجاني، أبو سمية، د. خالد الطراولي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله الفقير، محمود سلطان، فتحي الزغل، ماهر عدنان قنديل، حسن عثمان، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، حسن الطرابلسي، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي العابد، سامح لطف الله، عمار غيلوفي، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، المولدي اليوسفي، مصطفي زهران، محمود طرشوبي، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد بشير، كريم فارق، عمر غازي، صلاح المختار، صالح النعامي ، عواطف منصور، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، الهيثم زعفان، عبد الله زيدان، د - مصطفى فهمي، محمد علي العقربي، فوزي مسعود ، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، محمد الياسين، د- محمد رحال، يزيد بن الحسين، د. عبد الآله المالكي، صفاء العربي، علي عبد العال، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، نادية سعد، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، محرر "بوابتي"، د. عادل محمد عايش الأسطل، إسراء أبو رمان، تونسي، طارق خفاجي، الهادي المثلوثي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حاتم الصولي، صفاء العراقي، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، أحمد النعيمي، عراق المطيري، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، مراد قميزة، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، عزيز العرباوي، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، حميدة الطيلوش، سلوى المغربي، أحمد بوادي، إياد محمود حسين ، مجدى داود، د. أحمد محمد سليمان، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، كريم السليتي، سليمان أحمد أبو ستة،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة