البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

كيف تبني بيتاً في خانيونس ؟

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3364


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قبل التفكير ببناءِ بيتٍ أو جدار أو حتى عتبة باب في مدينة خانيونس، لا بد من الاعتكاف بالجوارح والحواس، والتحصّن بالعتاد والأموال، ومن ثمّ الاعتدال على خط البداية، لاجتياز كافة الإجراءات المختلطة، ما بين قانونية قاسية وروتينية قاتلة، وهي تلك التي يقوم بفرضها مجلسها البلدي، على كل من تُسوّل له نفسه بطلب استصدار رخصة لأي ّ من الأعمال الفائتة، حتى يظن من هو كذلك، أنه من مواطني مدينة القدس، وينتظر بلا أمل، مصادقة "نير بركات" على أوراقه، وإذا ما حدثت بعض التقّدّمات بشأن تطبيق تلك الإجراءات، فيمكن حينها الشعور بإمكانية دخوله في نطاق عملٍ مشترك، وإن بعلاقة غير متوازنة لصالح المجلس.

في كل بلاد العالم، وحتى هنا في مدن وبلدات القطاع، تُوجد علاقة إيجابيّة (تكامليّة) بين مجالسها البلدية ومواطنيها، بسبب امتيازات وتسهيلات مُناسبة، أو تفاهمات على الأقل، تُبادر بها تلك المجالس، والتي تشمل كافة الاختصاصات المنوطة بها والتي تقع ضمن صلاحياتها، بحيث تجعلنا نشك في أن هذا المجلس، لديه الرغبة في الصعود بأشياء على هذه الشاكلة، بل يطغى لدى العامّة، وخاصةً طالبي استصدار تصاريح بناء، بأنه يحرص على إنشاء علاقة متنافرة باتجاههم، برغم الظروف القاسية التي تغمرهم بشكلٍ عام- حيث باتوا في إثرها، يشعرون أكثر، بأن المجلس ما هو إلاّ مؤسّسة تقوم على رقابهم.

ليس نحن من الذين يريدون الوصول للحديث على هذا النحو، ولكن هناك الكثيرين من المراقبين الذين يروْن بأن قوانين التنظيم والتخطيط في المدينة تتحوّل إلى قوانين بعيدة عن التطبيق، وفي حالات لا يمكن حصرها، والتي لا يستطيع خرقها سِوى المقربين والمتنفّذين، وأولئك الذين يملكون أثقالاً، تُغني حتى عن فحص خططهم البنائيّة والمشروعاتية، وعلى الرغم من أن نسبة الجمهور التي يمكنها التفاعل مع المجلس بطريقةٍ ما، هي نسبة لا تزيد عن 5%، فإن النسبة الباقية وهي 95% هي التي تضطر إلى الدفع من لحومها، والذي قد يمتد إلى ما لا نهاية.
لا أحد باستطاعته نُكران أن المجلس قد قام بتوظيف مُدّخراته وإمكاناته، والتي عادت بالفوائد العامة على المواطنين ككل، وخاصة خلال الفترة التي انبرواْ خلالها بتنفيذ مهمّات ثقيلة بسبب العدوانات الإسرائيلية الثلاث القاسية، وقد كانوا بحاجة ماسة إلى من يداوي بأسهم، باعتباره مؤسسة تنشد مساعدتهم، والسهر على تلبية احتياجاتهم، إلاّ أن السبيل الذي انتهجه فيما بعد، أدى الى نتائج مُخالفة تماماً، وما تركه في نهاية المطاف، كان عبارة عن صورة تجمع ما بين الغموض والرداءة معاً.

يمكننا في هذا الصدد ضخ رسالة واضحة، مفادها، أنه لا مكان للتمييز، باتجاه الحق في المسكن، ولِندع الحقائق الدامغة تتحدّث من تلقاء نفسها، فحتى الوقت القريب سمعنا بآذاننا ورأينا بأم أعيننا، حالات تشييد وبناء، تم غضّ الطرف عنها، برغم أنها مُخالفة، وسواء من حيث طريقة البناء نفسه، أو من ناحية ملكية الأرض، وفي حالات أخرى تمّت مواجهتها بقسوة، بحيث تم إقصائها تماماً، أو بالتحذير والوعيد فيما لو استمرّ العمل بها، بحجة أنها شُيدت على مُخالفةٍ ما، أو أقيمت على أراضٍ عامة.

في صورة أخرى، فقد تصادف قيام المجلس بتنفيذ إجراءات هدمٍ لإحدى البنايات - قيد الإنشاء-، بحجة عدم حصولها على ترخيص، مع إجراءات هدم مماثلة تقوم بها السلطات الإسرائيلية في مدينة القدس، والتي تبرر إجرائها بنفس الحجة الفائتة، ولا نستطيع الإغراق في أحاديث أخرى، ولكن كان يتعين عليه عدم التشبّه بتلك الممارسات على الأقل، لوجود خيارات أخرى، ومنها الإتيان بتوضيحات مقنعة في هذا الشأن.

وفي حالة ثالثة، وهي بلا شك (الأشدّ كآبة)، كان يتوجّب على أحد مواطني المدينة، وله الخيار فيما إذا كان بمحض إرادته، أن يدفع ما يزيد على خمسة أضعاف رسوم تصريح البناء، الذي انتوى بنائه، - وهي القيمة نفسها، التي جاهد في تحصيلها على مدار حياته، بحجة أن المنطقة المُراد البناء فيها، هي مُسجّلة لدى خطط المجلس، باعتبارها منطقة تطويرية (وهي بالمناسبة تقع في أطراف المدينة، وليس هناك أي تقديرات، بأن تُصبح مثل باريس أو مُشابهةً لها على سبيل المثال) ما يعني أن ذلك المواطن فيما لو اضطر إلى متابعة مسيرته، فإن عليه دفع تكلفة التطوير (سلفاً)، حتى في حال ضمانه، بعدم رؤيته لذلك التطوير أو الاستمتاع به خلال حياته الدنيا، وربما حياة أحفاده من بعده.

لا يجب على المجلس بأي حال، التعسير في أهم مشكلة تواجه المواطنين، وكما أننا لا نُجيز إهمال قوانينه الدارجة، أو التأخر عن أداء حقوقه- المعقولة- كاملة ومن غير إنقاص، لكن في المقابل، عليه تقديم ما يتوجّب أن يُقدّمه من جوانب أخلاقية وإنسانية، وإن بالحجة والإقناع، وباللجوء إلى كشف المنافع وإيضاح الفوائد، بدل المواجهة والصّدام.

إن أزمة السكن هي أزمة الأزمات التي تقابل جُلّ المواطنين، وسواء كان بالجهد أو بالمال، فلا يجب على المجلس استغلالها - وفي ضوء أنه لا يُوجّه وخاصة في هذه الفترة، أيّة ميزانيات هامّة لتطوير أيّ من القطاعات المدنيّة-، حيث يبدو وكأنّه يدعو مواطنيه بإجراءاته تلك، إلى خيارين اثنين لا ثالث لهما: إمّا بترك أحلامهم جانباً، والبقاء داخل إطار التكدّس العائلي وإلى حين ميسرة، وإمّا إلى الترحال وركوب البحر، نحو أماكن أخرى، تكون أقل تعقيداً وأكثر يُسراً.

يحتاج المجلس، إلى نسج قصص نجاح حقيقية، فعندما يتم تحقيق أيّ منها، تزداد الثقة به، وتتعزز العلاقات معه، وإذا ما أراد اتباع سياسة كهذه، فهناك طرق مُنتشرة وهو لا يحتاج لمن يدلّه عليها، باعتبارها تفي بما يستأهل التقدير والتسجيل في التاريخ، فمثلما أن هناك خططاً تُلهب أفكاره، ويُود تنفيذها فوراً، كي يصعد بمدينة الشهداء إلى الأفق، فإن لمواطنيها سقوفاً لأحلامهم يُودّون الوصول إليها أيضاً.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، خان يونس، الإسكان، العمران، إسرائيل، تضييقات الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رضا الدبّابي، أحمد ملحم، فتحي الزغل، صباح الموسوي ، وائل بنجدو، إسراء أبو رمان، عبد الله زيدان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- هاني ابوالفتوح، عبد الرزاق قيراط ، مراد قميزة، سامح لطف الله، محمود طرشوبي، د.محمد فتحي عبد العال، سامر أبو رمان ، عواطف منصور، فوزي مسعود ، أبو سمية، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، يزيد بن الحسين، عمار غيلوفي، رمضان حينوني، رافع القارصي، محمد يحي، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، المولدي اليوسفي، إيمى الأشقر، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، د. صلاح عودة الله ، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، د - الضاوي خوالدية، مصطفي زهران، عبد الله الفقير، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، بيلسان قيصر، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد العيادي، صفاء العربي، د- محمد رحال، طلال قسومي، محمد الياسين، محمود سلطان، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أشرف إبراهيم حجاج، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد بشير، حسن عثمان، ياسين أحمد، د - عادل رضا، فهمي شراب، علي الكاش، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، صلاح المختار، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، أحمد النعيمي، حميدة الطيلوش، نادية سعد، صلاح الحريري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي العابد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أنس الشابي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد العزيز كحيل، محمد شمام ، منجي باكير، عراق المطيري، سفيان عبد الكافي، محمد عمر غرس الله، د- جابر قميحة، تونسي، صفاء العراقي، طارق خفاجي، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - صالح المازقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، د. عبد الآله المالكي، سعود السبعاني، صالح النعامي ، د - مصطفى فهمي، كريم فارق، محمد علي العقربي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، د. أحمد محمد سليمان، سلام الشماع،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة